رغم اعتراضه على الاتفاق الروسي الأمريكي لوقف، باعتبار أن الفصائل السورية لم تتم استشارتها فيه، إلا أن قياديا في
الجبهة الجنوبية بالجيش السوري الحر؛ شدد على أن من مصلحة الثورة الالتزام بهذا الاتفاق.
وقال قائد "فرقة فجر التوحيد"، المعروف باسم أبو محمد الأخطبوط، إن
الهدنة ووقف إطلاق النار الذي أعلن في يوم 9 تموز/ يوليو الجاري، من قبل روسيا وأمريكا في
درعا، "لم نكن جزءا منها ولا نعرف ما هي شروطها وكيف وضعت، وما الاتفاق الذي أبرم"، مبديا استياءه تجاه الحال الذي أصبحت عليه الفصائل، بقوله: "بالفعل لقد أصبحنا مسلوبي القرار"، على حد وصفه.
وأكد القيادي في حديث خاص لـ"
عربي21"؛ أن ما يجب أن "نعمل عليه حاليا هو استعادة القرار الوطني ببناء شيء من قلب الثورة؛ يعيد لها قرارها بعيدا عن أي ارتهان"، متحدثا عن محاولات مستمرة من أجل ذلك، "ونرجو أن تتحقق، وسيكون هناك حدث كبير في حال سارت الأمور كما يجب، في إشارة لما أشيع عن نية توحد عسكري في الجنوب السوري"، كما قال.
وحول إيجابيات الهدنة وسلبياتها قال الأخطبوط: "وقف إطلاق النار بالمبدأ العام جيد، ولكن إن جاء بطريقة الفصل والتقسيم فهو سلبي بشكل كبير، وما يجب أن يتم هو فرض وقف إطلاق النار في مختلف الأراضي السورية".
وختم حديثه قائلا: "نحن لم نطلق النار، بل تم إطلاق النار علينا، فمن الطبيعي أن نكون مع وقف إطلاق النار، وما نريده هو تحقيق هدف الثورة الذي خرج من أفواه المتظاهرين، فنحن لم ولن نكون أداة قتل، نحن ندافع عن حق مسلوب وهو حريتنا".
من جانبه، اعتبر إياد الحريري، وهو إعلامي من درعا، أن الرهان كبير على وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وإبعاد إيران عن أي نفوذ هناك، معتبرا أن هذا الاتفاق "من الممكن أن يكون نتيجة تفاهمات قد تتعدى الجنوب لتصل إلى كامل
سوريا".
وانتقد الحريري، في حديث لـ"
عربي21" ما وصفها بـ"العنتريات"، معتبرا أن الحديث عن "القرار الوطني أصبح أسطوانة مشروخة لجميع السوريين، ولا يعولون عليها كثيرا، وما يريده الشعب الآن بكل وضوح هو وقف شلال الدماء لو كان بمباركة إبليس، وليس بمباركة دول تريد تقاسم مصالحها على أرضنا، فمن المستحيل أن نبقى على هذا الحال دون أن نفهم أن التوازنات الدولية باتت تقرر مصيرنا، وبكل أسف أقول هذه الحقيقة المرة"، وفق قوله.