أجرت صحيفة الغارديان البريطانية، مقابلة مع أحد الأطباء العسكريين، الذين يعالجون المتضررين جسديا ونفسيا من الحرب في مدينة
الموصل، هو أبو حسن، سلطت فيها الضوء على
أطفال تنظيم الدولة الأيتام.
وقال الطبيب العسكري، إن هناك أعدادا كبيرة من أطفال تنظيم الدولة فقدوا أمهاتهم وآبائهم، بعد معركة الموصل، وأصبحوا أيتاما، وهدفا للانتقام من سكان المنطقة.
وسرد أبو حسن، تجربته مع أحد الأطفال الفارين من غرب الموصل أوائل شهر يوليو/ تموز الجاري، والبالغ من العمر 9 سنوات، يدعى محمد، وعثرت القوات الخاصة عليه في قبو مع العديد من مقاتلي تنظيم الدولة المتوفين.
وقال الطبيب: "محمد لم يكن طفلا عاديا، إذ إنه لم يكن خائفا أو مرتعبا مثل باقي الأطفال عندما قابلته، وصدمت عندما سألته أسئلة اعتيادية مثل ماذا يريد أن يكون عندما يكبر، فأجابني بأنه يريد أن يكون قناصا، وهذا أمرا ليس طبيعيا بالنسبة لطفل".
وتابع: "سألته عن وظيفة والده فأجابني: أمير
القناصين، وعلمت بعدها أن والده كان شخصا مهما وذا شأن في تنظيم الدولة بالموصل".
وأردف: "تلقيت معلومات كثيرة بعد ذلك عن محمد ووالده، تفيد بأن الابن كان يجيد القنص، وتدرب على الرماية، واستخدم المسدس والكلاشينكوف، على غير رغبة والده"، مضيفا أن محمد أخبره بأنه يفتقد أصحابه، الذي كان يطلق عليهم تنظيم الدولة "فتيان الجنة".
وأكد الطبيب العسكري أن هناك مشكلة يواجهها الأطباء والمختصون مع هؤلاء الأطفال، ألا وهي الخوف من الانتقام منهم، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين عانوا من تنظيم الدولة لن ينسوا معاناتهم وقد يصبون غضبهم على هؤلاء الأطفال.
وقالت صحيفة الغارديان، إن "أطفال مسلحي تنظيم الدولة اليتامى يتم إخفاؤهم في مخيمات في شمال
العراق، كما أنه ليس هناك أي برنامج خاص لتأهيلهم، لأن الناس لا يتقبلون وجود عائلات لتنظيم الدولة بينهم".
ونقلت "الغارديان"، عن مديرة مكتب المرأة والطفل في محافظة نينوي، والتي تدير أحد برامج المساعدة المؤقتة، سكينة محمد يونس، قولها إن حجم المشاكل الاجتماعية التي تواجهها العائلات عقب طرد تنظيم الدولة من المناطق التي كان يسيطر عليها كبير جدا.
وأوضحت سكينة أن بعض الأطفال ليس لديهم رقم قومي، ولا نستطيع التعرف عليهم، مشيرة إلى أن "نحو 600 طفل من الأطفال الأيتام الذين استقبلناهم يرجح أن يكونوا من أبناء مقاتلي تنظيم الدولة، وهم الآن موجودون في مخيم حمام العليل للاجئين".
وكشفت أنه لا يوجد حتى الآن برنامج للتعامل مع هذه الحالات، قائلة إن هناك مشكلة تهدد أطفال مقاتلي التنظيم، ألا وهي الانتقام.
وأضافت: "التقيت بامرأة، بعد تحرير الجزء الشرقي من الموصل، فقدت كل عائلتها بسبب تنظيم الدولة، وأخبرتني بأنها لن تنسى جارها الذى اصطحب ابنها إلى المسجد، وبعد بضعة أيام بدأ ابنها ينعتها بالكافرة، وينعت أباه بالكافر".