إلى جانب الجدل الذي يثيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغريداته على موقع "تويتر" وتصريحاته السياسية، تكشف شبكة إخبارية أمريكية عن طقس آخر من طقوسه المتعلقة بالتعامل مع وسائل الإعلام وما تنشره بشأنه.
حيث نشرت شبكة فايس نيوز (vice news) الأمريكية تقريرا موسعا تحدثت فيه عن وجود فريق مختص في البيت الأبيض مهمته تنحصر في تقدم ملف للرئيس دونالد ترامب يتضمن الأخبار والصور الايجابية المتعلق بالرئيس وأنشطته.
وتشير الشبكة في تقريرها –الذي ترجمته "عربي21"- إلى إن فريقا مكونا من 10 موظفين يقوم بتقديم ملف متكامل مرتين يوميا، مكون من 20 إلى 25 صفحة "لا يحتوي على معلومات استخباراتية سرية"، بل يتضمن لقطات من الشاشة من الأخبار المعروضة على شبكات التلفزة ومؤشرات الإعجاب على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي وأحيانا مجرد صور لترامب نفسه في شاشات التلفزة تظهره قويا".
وتنقل عن مسؤول في البيت الأبيض لم تسمه، انزعاجه من هذا التقليد الذي بدأ مع تولي ترامب الرئاسة، مطلقا وصف "وثيقة الدعاية" على هذا الملف، ويقول إن ما يهم ترامب هو أن يكون أن يكون أكثر ايجابية دائما.
وبحسب الشبكة، تبدأ عملية جمع الأخبار في الملف الساعة السادسة صباحا من خلال ما تسميها بـ"غرفة الحرب" التي تكلف عادة بمراقبة ورصد الأخبار المحلية في التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المطبوعة لتقديم صورة عن رؤية الخصوم لعمل وأداء الرئيس والحزب.
اقرأ أيضا: تقرير عن معلومات سرية ينشره ترامب على "تويتر".. تفاصيل
ويتضمن الملف المرسل لمكتب الاتصالات في البيت الأبيض رصدا للبرامج الصباحية على شبكات "سي إن إن" و "إم أس إن بي سي" و"فوكس نيوز" مضمنة لقطات من الشاشة وتغريدات و قصصا إخبارية، ونصوص للمقابلات، وذلك بعد أن تجري عملية تحرير لاختبار الأخبار الايجابية فقط عن الرئيس.
ويبرر مسؤول سابق في الحزب الجمهوري بحسب الشبكة، هذا التقليد بالقول: "ربما يكون من الجيد بالنسبة للبلاد أن يكون الرئيس في مزاج جيد في الصباح".
وتكشف أنها اتصلت بالسكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض شون سبايسر للتعليق على مضمون الملف حيث قال: "لن أعلق على المواد التي كنا نتشاطرها مع الرئيس، ولكن هذا ليس دقيقا على عدة مستويات".
وترى الشبكة في تقريرها "أن من الطبيعي أن يكون لدى البيت الأبيض جهة مسؤولة عن رصد ومتابعة التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام الأمريكية، وهو ما كان موجودا لدى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما".
اقرأ أيضا: هل تفوق أوباما على ترامب في تصنيف الموافقة الشعبية؟
لكن الشبكة تستدرك بالقول: "أما أن يكون المضمون المقدم للرئيس إيجابيا فقط، فهذا أمر غير طبيعي ولم يعمل به المسؤولون السابقون في البيت الأبيض"، وتنقل عن ديفيد أكسيلرود كبير مستشاري الرئيس أوباما السابق تعليقه على القضية بالقول: "لو أعددنا مثل هذا الملف للرئيس أوباما لكن ضحك علينا".
وتختم الشبكة بالنقل عن مسؤول آخر في البيت الأبيض لم تسمه قوله إن تعظيم الشعور بـ"الأنا" مرتين لدى الرئيس كانت فكرة بريبوس و سبايسر واللذان يبدو أنهما كانا يتنافسان على "حمل الأخبار الجيدة" للرئيس ترامب.