واجهت شركة "
يوتيوب" انتقادات حادة بسبب حملتها ضد دعاية
تنظيم الدولة، على موقعها العالمي، وذلك بعد قيامها بحذف جميع المحتوى الذي تصنفه بأنه "متطرف".
وبحسب ما اطلعت عليه "
عربي21"، فإن مساعي الموقع تهدد بالفعل أهم حسابات رصد جرائم الحرب لا سيما في سوريا والعراق، بالإضافة إلى أن نشطاء سوريين أفادوا بأن حملة "يوتيوب" تقوض عملهم في توثيق جرائم الحرب في بلادهم التي ارتكبها تنظيم الدولة والنظام السوري، موضحين أن هذا من شأنه أن يؤثر سلبا على المواقع المحسوبة على المعارضة السورية.
وتعرضت "يوتيوب" أيضا لانتقاد مواقع إخبارية سورية معارضة، تعرضت لإزالة حساباتها على "يوتيوب".
ويعتقد بأن "يوتيوب" أزالت عشرات الحسابات المرتبطة بالأزمة السورية، احتوى بعضها على مقاطع فيديو تحتوي على صور من الصراع.
من جانبه، عبر الناشط السوري أحمد أبو الطيب عن خشيته من أن تتضرر حسابات الناشطين السوريين على "يوتيوب" التي كانت ترصد باستمرار جرائم الحرب التي ارتكبها تنظيم الدولة والنظام السوري، منذ أكثر من ست سنوات.
وأشار في حديثه لـ"
عربي21"، الأحد، إلى أن العديد من الناشطين أبلغوا بمخالفة أو أكثر وفق إرشادات "يوتيوب" الجديدة، ما يهدد حساباتهم بالإيقاف.
وتعتمد سياسة "يوتيوب" على الإبلاغ عن ثلاث مخالفات، ثم تقوم بإزالة الحساب، إذا كان يحوي على ثلاثة مقاطع فيديو تم الإبلاغ عنها على أنها تنتهك إرشادات الموقع.
وكانت الشركة أعلنت طريقة مبتكرة لحملتها الجديدة، إذ إنها تحيل الباحثين عن
الدعاية المتطرفة العنيفة لتنظيم الدولة إلى فيديوهات تدين الإرهاب، ويقوم الموقع بشكل آلي بحذف أي محتوى متطرف.
ووفقا لما اطلعت عليه "
عربي21"، فإن برنامجا جديدا للذكاء الاصطناعي يقوم برصد "المحتوى المتطرف" دون تدخل بشري، ويقوم بإزالته، بالإضافة إلى حظر القنوات التي اعتادت أن توثق جرائم الحرب في سوريا ومناطق الصراع في الشرق الأوسط، وهو ما أثار غضب كثير من الجهات المعنية بالأمر.
فرغم سعيها لمحاربة دعاية التنظيم، إلا أن خطوة "يوتيوب" أثارت جدلا واسعا، لأن حملتها تحذف أدلة مهمة على جرائم الحرب التي قام بها التنظيم.
وبحسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فإن من بين الذين تعرضوا لضربة كبيرة إثر حملة "يوتيوب" منظمة "organisation Airwars" وموقع التحقيقات المفتوحة المصدر "Bellingcat"، فهي مواقع ترصد "أدلة على جرائم الحرب التي ارتكبها تنظيم الدولة"، وكانت من بين عدد من المواقع التي تمت إزالة مقاطعها على "يوتيوب" بسبب خرقها لإرشادات الموقع الجديدة.
وطال الحذف مقاطع فيديو لأدلة توثق تدمير تنظيم الدولة للآثار القديمة في تدمر السورية، بحجة أنها تحتوي على أفكار "متطرفة".
اقرأ أيضا: "يوتيوب" تعلن مواجهة دعاية تنظيم الدولة بطريقة مثيرة.. كيف؟
وفي دفاعها عن حملتها، أفادت "يوتيوب" بأن الهدف من ذلك "المساعدة في منع الناس من اعتناق أفكار متطرفة".
وأثارت منظمة "organisation Airwars" هذا الأمر على "تويتر" بعد إزالة عدد من مقاطع الفيديو الخاصة بها.
وقدمت الجهات المتضررة العديد من الشكاوى، ما دفع"يوتيوب" إلى إرسال رسالة تقول: "بعد إجراء مزيد من المراجعة للمحتوى، قررنا أن الفيديو التابع لك ينتهك إرشادات المنتدى، ونحن نقدر تفهمك".
ومن الانتقادات أيضا أن "يوتيوب" اعتمدت على الذكاء الاصطناعي لحذف الفيديوهات، ما أدى إلى أخطاء كثيرة كحذف فيديوهات لا علاقة لها بدعاية تنظيم الدولة.
إلا أن الشركة أفادت بأنها تقوم بتحسين برنامجها وتطويره، وفق ما أعلنته على حسابها في "تويتر".