أثار الارتفاع اللافت في أعداد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (
الإيدز) في
العراق، جدلا واسعا في
مواقع التواصل الاجتماعي، وحمّل
نشطاء الحكومة المسؤولية الكاملة.
وقال مدير صحة جانب الكرخ في العاصمة بغداد جاسب الحجامي في بيان له إن "مديرية صحة الكرخ رصدت مؤخرا 15 إصابة بفايروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)"، لافتا إلى أن "هذا العدد يمثل أضعاف ما تم رصده في السنوات السابقة".
وشدد على أن "الرقم المذكور لا يمثل إلا جزءا بسيطا من العدد الفعلي، لكون البعض حاملا لفايروس
المرض لكن الأعراض لم تظهر عليه بعد والبعض الآخر قد تكون بعض الأعراض ظهرت عليه لكنه لم يشخص بعد".
وأوضح الحجامي أن "حاملي فايروس نقص المناعة المكتسبة يعتبرون بؤرا لنشر المرض عن طريق عائلاتهم أو عن طريق بعض الممارسات الطبية أو الحلاقين أو الوشم أو
الملاهي وغيرها".
وأضاف أن "السبب الرئيس وراء انتشار هذا المرض الخطير هو الانفتاح على البلدان الأخرى وكثرة أعداد الشباب غير الواعين الذين يسافرون لغرض السياحة والممارسات التي تجري هناك بعيدا عن الدين والأعراف والأخلاق".
ولفت الحجامي إلى أن "انتشار حانات الوشم والملاهي والمساج بشكل مُلفت للانتباه وهذه كلها عوامل تنشر المرض بشكل سريع إضافة لبعض الممارسات الطبية والصحية التي تجري بشكل غير علمي وهناك أسباب كثيرة لا مجال للدخول في تفاصيلها".
وفي الوقت الذي بدأ فيه هذا المرض يتناقص في الدول التي ظهر فيها، بحسب قول الحجامي، فإنه "يزداد بشكل متسارع في العراق بعدما كان نادرا جدا".
وحذر المسؤول العراقي من أنه "إذا لم تتخذ الإجراءات المستعجلة والصحيحة للحد منه فسوف نصل إلى مرحلة يكون فيها صعب السيطرة عليه وينتشر بين الناس الأبرياء".
ودعا الحجامي رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المعنية إلى "التدخل بشكل سريع لوضع الحلول المناسبة والسيطرة على المرض قبل فوات الأوان".
انتقادات للحكومة
وعلى الصعيد ذاته تفاعل نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، مع التقارير الرسمية التي تحدثت عن تزايد متسارع في عدد الإصابات بمرض "الإيدز"، وحملوا الحكومة مسؤولية الإهمال الرقابي في البلد.
وقال أبو عمر على حسابه في "تويتر" ساخرا: "كان يا ما كان...كان العراق الدولة الوحيدة في العالم الخالية من الإيدز وكان يتم فحص الوافدين في المنافذ".
وتساءلت رشا الكبيسي قائلة: "العراق إلى أين؟". وأضافت: "انتشار المخدرات بشكل مخيف. تسجيل حالات متعددة لمرض الإيدز. وشريحة الشباب هي الشريحة المتأثرة والمتضررة من هالكوارث".
وعلق سعد الصهيبي على الموضوع قائلا: "الإيدز يعود إلى العراق بعد غياب 30 عاما.. والسبب جاءنا عبر الحدود المفتوحة على مصراعيها للإيرانيين والأفغان وغيرهم".
وغرد مجيد عبد على الموضوع بالقول: "أكيد ينتشر المرض لأن لا توجد فحوصات للداخلين إلى العراق".
وحملت "أميرات" في تعليق لها الحكومة العراقية المسؤولية عن انتشار "الإيدر" قائلا: "طبعا من أغلب الحالات الانفتاح والحرية الزائدة وعدم الرقابة وكثره العلاقات غير الشرعيه وعدم الخوف من الله عز وجل".
وكتب عبودي الدليمي على حسابه في "فيسبوك" أن "العراق قبل الـ2003 بلد خال من الأوبئة".
يذكر أن مستشار وزير الداخلية وهاب الطائي، كان قد كشف بوقت سابق عن تسجيل ثلاث حالات إصابة بمرض "الإيدز" لعاملات في
مراكز المساج غير المرخصة ببغداد.
وعن انتشار ظاهرة الملاهي الليلية ومراكز المساج في عدد من أحياء بغداد، قال الطائي: "لدينا لجنة مشتركة مع المجلس المحلي والبلدي في الكرادة ومحافظة بغداد ونعمل على الحد من هذه الظاهرة ولن نسمح بانتشارها بين المنازل".