ذكر خبير عسكري
سوريا؛ أن طريق قوات النظام السوري إلى الحدود الإدارية لمحافظة
دير الزور أصبح خاليا تقريبا من أيّة عوائق.
ورأى الخبير العسكري العقيد حاتم الراوي، وهو أحد أبناء دير الزور، أنه يمكن أن تتقدم قوات الأسد، غال، من منطقة السخنة باتجاه اللواء 137 المحاصر جنوب مدينة دير الزور، والذي يبعد عن السخنة مسافة تقدر بـ135 كيلومترا.
وقال الراوي لـ"عربي21": إن قوات النظام السوري تركز حاليا على محور الرصافة معدان، وهو طريق الرقة - دير الزور، وستبدأ هجوما نحوها بالسيطرة على المدن الواقعة غرب نهر الفرات، وبالتالي سيكون الهجوم الأهم على الأحياء المحاصرة من محوري الشمال والوسط".
وأضاف لـ"عربي21": "لا يبدو أن مليشيات النظام قادرة على شن هجوم من المحور الجنوبي (حميمة - البوكمال)، في الوقت الذي يشن فيه
تنظيم الدولة هجمات عنيفة ومكثفة على مواقعها، كبدتها خلال الأسبوعين الأخيرين خسائر كبيرة".
وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت يوم السبت 12 آب/ أغسطس 2017؛ على منطقة السخنة، آخر معاقل تنظيم الدولة الاستراتيجية في محافظة حمص. ويأتي ذلك بعد إعلان النظام السوري السيطرة على المدينة في السابع من هذا الشهر، إلا أن مقاتلي التنظيم استطاعوا استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من الأطراف الشمالية والوسطى، كما أدت الهجمات المتلاحقة للتنظيم على نقاط النظام التي تقدم إليها داخل المدينة إلى إلحاق خسائر فادحة بصفوفه.
ويحاول النظام السوري من خلال سيطرته على السخنة؛ الوصول إلى قواته المحاصرة في مدينة دير الزور، حيث تعتبر السخنة نقطة انطلاق رئيسية نحو المحافظة، حيث تسعى المليشيات الأجنبية والمحلية التي تقاتل في صفوفه إلى الوصول للمحافظة من خلال ثلاثة محاور، كان أهمها تدمر - السخنة، وسط البلاد، ومحور يتجه من الرصافة إلى معدان، جنوب محافظة الرقة، فيما يتجه المحور الثالث من حميمة باتجاه البوكمال، على الحدود السورية العراقية.
وبحسب الراوي، فإن سبب تراجع قوات النظام السوري عن محور حميمة – البوكمال؛ هو نتيجة عجزه عن تغطية المنطقة بالقوات الكافية، حيث باتت أعدادها متدنية جدا، هذا عدا عن الإنهاك الذي أصاب مقاتلي النظام جسديا ومعنويا، وكذلك العتاد الذي يعاني من انخفاض الجاهزية، كما قال.
ويشير الراوي إلى أن هذا المحور يوصل مليشيات النظام السوري إلى الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، أي أن الهدف الحقيقي هو السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية بين العراق وسوريا. وطالما أن هذا الريف لا يحتوي على قواعد عسكرية، فإن احتمال اختصار المعركة نحو المدينة من المحور الأوسط والشمالي هو أكثر ترجيحا في الوقت الحالي ما لم تحدث تطورات مفاجئة، وفق قوله.
وكانت وكالة أعماق، التابعة لتنظيم الدولة قد أعلنت في 9 آب/ أغسطس 2017؛ عن شن هجوم واسع من ثلاثة محاور على مواقع قوات النظام السوري قرب حميمة، وسيطر على مساحة تقدر بـ50 كيلومترا في جنوب تدمر باتجاه الحدود السورية – العراقية. وزعمت الوكالة أن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 70 عنصرا من النظام، بينهم العميد غسان يحيى يونس، قائد اللواء 60 المدرع.
وفيما يخص المعارك الجارية في منطقة عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في ريف حماة، وهي تتضمن المناطق الممتدة من شرق السلمية وصولا إلى تدمر عبر جبل البلعاس وجحار وشاعر، يعتقد حاتم الراوي أن قوات النظام السوري ستقوم أولا بشن هجوم يهدف فيه لحصر التنظيم داخل هذا الجيب الجغرافي، وذلك انطلاقا من منطقة طيبة شمال السخنة، مرورا بمنطقة الكوم الأثرية، ووصولا إلى قرية الكدير جنوب الرصافة؛ التي ادعت قوات النظام يوم السبت الماضي أنها نفذت إنزال جويا ليليا بعمق 20 كم جنوبها، عند الحدود الإدارية بين الرقة وحمص.
ويقول الراوي: "الوعورة الشديدة لمنطقة عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بامتداد أكثر من 150 كم، ستشكل عائقا كبيرا أمام قوات النظام، لذا فإن هذه الأخيرة ستعتمد على حرب مشاغلة في جبهات هذا الجيب بعد حصاره إن استطاعت؛ لأنها لا تستطيع شن مجموعة من الهجمات ذات المهام البالغة الصعوبة في وقت واحد، حيث سيكون التركيز منصبا على معركة دير الزور"، وفق تقديره.