قال مراسل شؤون الشرق الأوسط لصحيفة "التايمز" ريتشارد سبنسر، إن الحلفاء في الأزمة
اليمنية اختلفوا فيما بينهم، وسط استمرار الكارثة الإنسانية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى الخلافات بين الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة اليمنية في عام 2014، والرئيس السابق علي عبدالله
صالح، الذي ساعد أنصاره المتمردين القادمين من الشمال على دخول العاصمة، بالإضافة إلى الخلافات بين السعوديين والإماراتيين.
ويقول سبنسر إن "الخلافات داخل المعسكر المضاد للتحالف الذي تقوده
السعودية تعقد من عمليات حل الأزمة، ومن المتوقع أن تجري مسيرات يتنافس فيها
الحوثيون مع أنصار صالح".
وتجد الصحيفة أن الخلاف كشف عن هشاشة التحالف، حيث قاتل صالح، الذي حكم اليمن لثلاثين عاما قبل أن يطيح به الربيع العربي في عام 2011، الحوثيين في ست حروب، إلا أن وجد فرصة لاستخدام المليشيات المسلحة الموالية له مع المتمردين للعودة إلى السلطة، مشيرة إلى أن السعودية تدخلت لإعادة الحكومة، التي يترأسها عبد ربه منصور هادي.
ويلفت التقرير إلى أن الحوثيين وصفوا صالح بالشرير والخائن، وشنوا حملة عليه؛ بسبب محاولات التوصل لصفقة مع
الإماراتيين، حلفاء السعوديين، في الحملة ضدهم.
وينوه الكاتب إلى أن عشرة آلاف مدني قتلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، وانتشرت المجاعة ووباء الكوليرا، وهناك أكثر من 17 مليون يمني ينقصهم الطعام، بالإضافة إلى مليوني طفل يعانون من نقص التغذية، لافتا إلى أن 550 ألفا أصيبوا هذا العام بالكوليرا، ومات ألفا شخص حتى الآن.
وتذكر الصحيفة أن التحالف دمر يوم أمس فندقا وعددا من المباني في حي أرحب في ضواحي العاصمة اليمنية، وقتل عدد من المقاتلين الحوثيين كانوا في طريقهم للمشاركة في المسيرة، بالإضافة إلى عدد من العمال.
ويفيد التقرير بأن معظم المدنيين ماتوا نتيجة للقصف الجوي، ما وضع ضغوطا على مزودي السلاح الغربيين لكل من السعودية والإمارات، وهم الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون، حيث أشار تقرير لمنظمات الإغاثة، التي تقوم المفوضية السامية للاجئين في الأمم المتحدة بالإشراف عليها، إلى زيادة الغارات الجوية في وقت دخلت فيه الحرب حالة من الجمود.
ويورد سبنسر أن التقرير قدر عدد الغارات هذا العام بـ5676 غارة، مقارنة بـ3936 العام الماضي، ويتهم التحالف بمحاصرة ميناء الحديدة، وهو الميناء الرئيسي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، بشكل منع وصول الطعام والمواد الإغاثية إلى المحتاجين.
وتنقل الصحيفة عن السعودية والدول المتحالفة معها، قولها إنها تحاول منع وصول شحنات الأسلحة الإيرانية للحوثيين، لافتة إلى أن الحرب أدت إلى انهيار المجتمع، بحسب منظمة "سيف ذا تشلدرن"، التي تقوم بعمليات المساعدة، وتشير إلى أن كل طرف في الأزمة يتحمل المسؤولية.
وبحسب التقرير، فإن السعودية تشعر بالخيانة من صالح، خاصة أنها دعمته، وعملت على مبادرة يقوم فيها بتسليم السلطة إلى نائبه، والبقاء في البلاد وبحصانة من المحاكمة، ولهذا ترفض التعاون معه، مستدركة بأن الإمارات فتحت خط اتصال مع صالح من خلال ابنه أحمد، السفير السابق في الإمارات، الذي يعتقد أنه لا يزال فيها.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الحليف الإماراتي اختلف مع السعودي، في الطريقة التي يدار فيها جنوب اليمن.