أعلنت جماعة "أنصار الله" (
الحوثي)، وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، جناح الرئيس المخلوع علي عبدالله
صالح، مساء الاثنين، الاتفاق على إنهاء كافة التوترات الناتجة عن مهرجانات الخميس الماضي، التي حشد فيه كل طرف أنصاره منفردا.
وأسفرت التوترات بين الحليفين، اللذين يحكمان
صنعاء وعددا من المحافظات الشمالية، عن اندلاع
اشتباكات مسلحة، هي الأولى بينهما في العاصمة؛ ما أسفر عن مقتل قيادي من حزب صالح، و3 عناصر من الحوثيين، إضافة إلى إصابة 10 أشخاص بجروح.
ونشرت وسائل الإعلام التابعة للطرفين بيانا، في ختام لقاء سياسي موسع بصنعاء، ذكرت أنه جاء بدعوة من رئيس ما يسمى "المجلس السياسي"، صالح الصماد، وبحضور عدد من أعضاء المجلس، الذي يدير المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ووفقا للبيان، تم الاتفاق على "إزالة كل أسباب التوتر التي نتجت مؤخرا في العاصمة صنعاء، وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل الفعاليات"، في إشارة إلى مهرجانات الخميس.
كما تم الاتفاق على "استمرار التحقيق الأمني المتخصص والمهني والمحايد في الأحداث الأخيرة، وعدم استباق نتائج التحقيق من أي جهة"، في إشارة إلى الاشتباكات التي اندلعت، مساء السبت، بين نقطة أمنية حوثية وقوات موالية لصالح.
وأفاد أيضا بأنه تم الاتفاق على "استمرار اللقاءات بين قيادة المكونات (حزب المؤتمر وجماعة الحوثي)؛ لوضع الحلول والمقترحات الإعلامية والسياسية، وتوحيد كافة الجهود لمواجهة العدوان (يقصد التحالف العربي الداعم للقوات الحكومية)، وتوحيد الجبهة الداخلية، وعدم السماح لشقها أو خلخلتها".
وحضر الاجتماع قيادات بارزة من الطرفين، على رأسهم أمين عام حزب المؤتمر، عارف الزوكا، والناطق باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، اللذين كانا تبادلا هجمات إعلامية قبيل مهرجانات الخميس الماضي.
وهذا هو اللقاء الأول منذ أسابيع بين حليفي الحرب، المتهمين من الحكومة الشرعية بـ"الانقلاب" على السلطة، واللذين اجتاحا صنعاء، في 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وذلك جراء الأزمة الناجمة عن المهرجانات المنفصلة.
ويرى مراقبون أن الاحتقان ما يزال سيد الموقف في صنعاء، لا سيما منذ اشتباكات السبت، في ظل حملة من أنصار حزب المؤتمر تطالب بإنهاء الشراكة مع الحوثيين؛ إثر مقتل العقيد خالد الرضي، المقرب من صالح، السبت.
ومنذ 26 آذار/ مارس 2015، يشن تحالف عربي، تقوده الجارة السعودية، حربا على مسلحي تحالف الحوثي وصالح، المدعومين عسكريا من إيران، والذين يسيطرون على محافظات يمنية، ما خلف أوضاعا إنسانية وصحية صعبة للغاية، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.