أثارت زيارة وفد قيادي رفيع المستوى من قيادة حركة
حماس من الداخل والخارج برئاسة إسماعيل
هنية إلى العاصمة
المصرية القاهرة تساؤلات حول هدف الزيارة وتوقيتها كونها تأتي في ظل جدل فلسطيني واسع بشأن العلاقة مع مصر بعد الإعلان عن ما أصبح متعارف عليه بـ"تفاهمات حماس
دحلان".
وترأس هنية وفد حركة حماس من قطاع غزة، فيما وصلت قيادات للحركة في الخارج برئاسة موسى أبو مرزوق، ليكون هذا الوفد هو الأكبر الذي يشارك في اجتماعات مشتركة مع الجانب المصري منذ سنوات.
تفاهمات وملفات أخرى
بيان الحركة الرسمي أشار إلى أن الزيارة تأتي لمناقشة بعض الملفات المشتركة مع القيادة المصرية، وتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات تخفيف الحصار عن غزة.
اقرا أيضا: وفد من حماس بالداخل والخارج وصل القاهرة.. ما الهدف؟
إلا أن مصدرا قياديا بارزا في الحركة أشار لـ"
عربي21" إلى أن "هذه الزيارة ستناقش ملفات سياسية وأمنية مهمة من بينها إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية يترأسها القيادي محمد دحلان تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في السابق في اجتماعات الحركة مع تيار دحلان برعاية مصرية قبل نحو ثلاثة أشهر".
وأضاف المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن "ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى الذين تحتجزهم الحركة سيكون على طاولة النقاش بين الجانبين أيضا، بعد رسالة تلقتها الحركة من المخابرات المصرية بإمكانية لعب القاهرة دور الوسيط في هذه الصفقة نظرا لعلاقتها الجيدة مع الجانب الإسرائيلي".
وفد كبير وعلاقات إقليمية
وبالرغم من أن هذه الزيارة ليست الأولى التي تقوم بها الحركة للقاهرة مؤخرا، إلا أن طبيعة الوفد المشارك في هذه الزيارة بحضور رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة إسماعيل هنية "أكسبه أهمية كبيرة بعودة مصر لتصدر المشهد السياسي الفلسطيني"، بحسب الكاتب والمحلل السياسي المقرب من "حماس"، مصطفى الصواف.
وأضاف الصواف في حديث لـ"عربي21" أن "حماس ترى في مصر لاعبا مهما في المنطقة ويمكنها تحريك الملفات العالقة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، لاسيما وأنها تتمتع بعلاقات طيبة مع النظام السعودي والإماراتي، وهو ما ستحاول الحركة استغلاله لترطيب الأجواء بين هذه الدول وحماس التي شهدت تراجعا في العلاقات بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي التي وصف فيها الحركة بأنها منظمة إرهابية".
من جهته أشار يحيى موسى، القيادي في حركة حماس ونائب رئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي إلى أن الزيارة "تأتي استكمالا لجولات الزيارات السابقة التي قامت بها الحركة للقاهرة بغرض متابعة ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ومدى تقدم جهود
المصالحة الوطنية التي ترعاها القاهرة منذ سنوات".
وأضاف موسى في حديث لـ"عربي21" أن "الجانب المصري هو الذي بادر بإرسال هذه الدعوة لقيادة الحركة للتباحث في الملفات السياسية والأمنية والإنسانية التي تهم الجانبين"، منوها إلى أن الحركة "ستعقد لقاء مع مدير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي وسيكون الاجتماع في اليوم الثاني للزيارة" دون أن يكشف عن تفاصيل أسباب هذا الاجتماع.
زيارة أخرى
وعن إمكانية أن تشمل زيارة وفد "حماس" دولا أخرى غير مصر، قال موسى إن كل "الاحتمالات واردة ومن المبكر الحديث عن هذا الموضوع في هذا التوقيت، ولكن في حال لم تحقق الزيارة أهدافها فإن جزءا من وفد الحركة المتواجد في القاهرة سيقوم بزيارة كل من قطر وتركيا وإيران"، على حد قوله.
وكان القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق نفى الأحد المعلومات المتداولة بشأن ارتباط الزيارة بملف صفقة تبادل جديدة مع الاحتلال، وقال في تصريحات صحفية إنه "لا يمكن الحديث عن صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل قبل إطلاق سراح محرري صفقة شاليط".