يؤكد المسؤولون في حزب الله في اللقاءات الخاصة معهم في بيروت : ان الحزب بعد مشاركته في الحرب السورية والعراقية تحول الى قوة اقليمية صاعدة ولم يعد دوره مقتصرا على الجانب اللبناني او مواجهة العدو الصهيوني في جنوب لبنان، وان الحزب اصبح وللمرة الاولى منذ تأسيسه على تواصل مباشر مع عشرات الاف المقاتلين من سوريا والعراق وافغانستان وباكستان ودول اخرى وان هؤلاء يمكن ان يشكلوا قوة امداد حقيقية للحزب في مواجهة اي عدوان صهيوني جديد قد يتعرض له الحزب او لبنان في المرحلة المقبلة، وهذا هو ما كان يقصده امين العام الحزب السيد حسن نصر الله منذ عدة اسابيع عندما تحدث من ان هناك عشرات الاف المقاتلين سيكونون الى جانب الحزب في اية معركة مقبلة ضد الجيش الاسرائيلي.
ورغم تأكيد مسؤولي حزب الله على تعاظم قوته وقدراته الميدانية والعسكرية والبشرية ، فانهم في الوقت نفسه يؤكدون: ان الحزب سيعود الى لبنان من سوريا وانه لم يذهب الى سوريا للبقاء فيها بشكل دائم، بل انه ذهب من اجل مواجهة المشروع الذي كان يريد فصل سوريا عن محور المقاومة وانه عند الاتفاق على التسوية السياسية للازمة السورية ، فان مقاتلي الحزب سيعودون الى لبنان ، مع الاحتفاظ بالعلاقة الوثيقة مع النظام في سوريا ومع القوى التي قاتل الى جانبها الحزب في السنوات الماضية.
ويكشف المسؤولون في الحزب أن العلاقة مع حركة حماس قد عادت اليوم الى ما كانت عليه قبل الازمة السورية وان التعاون بين الحزب وايران من جهة وبين حماس من جهة اخرى عاد بقوة وفي جميع المجالات وهناك عمل مستمر لاعادة تشكيل محور المقاومة الى ما كان عليه قبل الازمة السورية مع انضمام قوى اخرى له في العراق واليمن، واما العلاقة مع الجماعة الاسلامية في لبنان والاخوان المسلمين بشكل عام فهي لم تنقطع والتواصل مستمر معهم بشكل غير علني رغم وجود بعض التباينات حول الوضع في سوريا وملفات اخرى وحول كيفية تطوير العلاقة مستقبلا ، لكن قرار حزب الله وايران الاستراتيجي عدم القطيعة مطلقا مع الاخوان المسلمين والسعي لبحث كيفية ترميم العلاقة مستقبلا.
وعن الشأن الداخلي اللبناني ولا سيما بعد عودة مقاتلي الحزب من سوريا وهل سيتغير دور الحزب ومواقفه يقول المسؤولون في حزب الله: عودتنا من سوريا لن تغير من دورنا ومواقفنا ونحن نريد استمرار التعاون والتنسيق مع جميع الاطراف اللبانية التي نتعاون معها حاليا ولا سيما الرئيس العماد ميشال عون والتيار الوطني الحروالرئيس نبيه بري وحركة امل والرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل والعلاقة مع الجيش اللبناني والقوى الامنية في افضل حالاتها من التنسيق والتعاون ولا توجد اية مشكلات لدينا ونحن والجيش ساهمنا في معركة تحرير الجرود بغض النظر عن المواقف والتعليقات التي صدرت داخليا او خارجيا.
لكن رغم تعاظم قوة الحزب الاقليمية وارتياحه الكامل لدوره الخارجي والداخلي والمتغيرات الحاصلة دوليا واقليميا، فان المسؤولين في الحزب يعترفون : ان المشكلة الاكبر التي يواجهها الحزب لها علاقة في مواجهة الفساد الداخلي وفي كيفية تطوير النظام السياسي اللبناني واجراء اصلاح كامل لهذا النظام وذلك بسبب العقبات الداخلية ومصالح معظم الاطراف السياسية والحزبية، وان كان قانون الانتخابات النيابي الجديد يشكل تطويرا مهما للحياة السياسية بسبب اعتماد النسبية الكاملة والصوت التفضيلي وقد تحمل الانتخابات المقبلة بعض التغييرات في الخريطة السياسية اللبنانية.
ويطلب المسؤولون في الحزب من محاوريهم تقديم الاقتراحات والافكار العملية من اجل تطوير دور الحزب ومعالجة المشكلات التي يواجهها داخليا وخارجيا وهم يؤكدون الاستعداد لاي حوار او الاستماع لاية ملاحظات او نقد في سبيل التطوير نحو الافضل، وان كل مشاغلهم الداخلية والخارجية لن تنسيهم ان العدو الاساسي والاول هو العدو الصهيوني وان التحضيرات مستمرة لمواجهة أي عدوان او حرب قد يشنها هذا العدو مع انهم يستبعدون حصول ذلك في الافق المنظور.
مِمّا يُميِّز دين الشيعة عن الدين الإسلامي الحنيف هو مبدأ يشاركون الديانة اليهودية فيه: الغاية تُبرر الواسطة " ويُعرف الشيعة اليوم بأنهم الأكثر دموية بين سائر الناس، وتتوافق أهدافهم مع أهداف إسرائيل والغرب والروس في إبادة أهل السنة. ولقد تحقق الكثير من هذا الأمر في سورية والعراق. لكن أهل السنة باقون حتى يرفع الله كتابه الكريم من الأرض إلى السماء. يستطيع كاتب المقال أن يُهلل وأن تأخذه النشوة لإنتصار حزب الشيطان وإيران الشريرة على شعب سورية، معركة ربحوها برافعة الصليب الروسي، لكنه نصر بطعم الهزيمة عندما تجد الشيعة نفسها أنها في مياه راكدة لِساعات من نهار ينتهي بأعاصير تقتلعهم من جذورهم.