كتاب عربي 21

هل من مشروع بديل عن المقاومة لمواجهة المشروع الصهيوني؟

قاسم قصير
"عودة تقدم المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا"- جيتي
"عودة تقدم المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا"- جيتي
لا يزال العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية مستمرا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى الآن، ولا تزال قوى المقاومة مستمرة في المواجهة بكافة الأشكال، فيما نشهد تطورات جديدة على صعيد العدوان على لبنان مع الحديث عن وقف إطلاق النار لمدة ستين يوما، مما سيفرض أوضاعا جديدة على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية.

ومنذ معركة طوفان الأقصى إلى اليوم خاضت قوى المقاومة في فلسطين ولبنان ومع مساندة قوى محور المقاومة في اليمن والعراق وإيران معركة شديدة التعقيد في مواجهة العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا، وقد يكون من السابق لأوانه تقييم هذه المعركة المستمرة، والتي كانت لها نتائج كبيرة على صعيد القضية الفلسطينية عربيا وإسلاميا وإقليميا ودوليا، وآخر تجلياتها القرار الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يؤاف غالانت.

ورغم كل ما عانته المقاومة من ضغوط وحصار وما تعرض له الشعبان الفلسطيني واللبناني من عدوان كبير ودمار وقتل وتشريد، فإن جذوة المقاومة مستمرة، لكن هذه المقاومة تواجه تحديات جديدة تتطلب التقييم والمراجعة من أجل بلورة رؤية جديدة للمستقبل لمواجهة المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا.

هل من مشروع بديل عن المقاومة لمواجهة المشروع الصهيوني- الأمريكي؟ ولا سيما أننا سندخل في مرحلة جديدة في مواجهة هذا المشروع بعد عودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية، والذي دعا إلى توسعة حدود الكيان الصهيوني ولديه مشروعه الخاص بشأن الصراع العربي- الإسرائيلي القائم على مشروع صفقة القرن والتطبيع وإنهاء القضية الفلسطينية؟

والسؤال المركزي والهام اليوم: هل من مشروع بديل عن المقاومة لمواجهة المشروع الصهيوني- الأمريكي؟ ولا سيما أننا سندخل في مرحلة جديدة في مواجهة هذا المشروع بعد عودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية، والذي دعا إلى توسعة حدود الكيان الصهيوني ولديه مشروعه الخاص بشأن الصراع العربي- الإسرائيلي القائم على مشروع صفقة القرن والتطبيع وإنهاء القضية الفلسطينية؟

ومن أجل المساهمة في بلورة النقاش حول أي مشروع بديل يمكن أن يُطرح لا بد من الإشارة إلى أنه منذ بدايات الحركة الصهيونية على يد هرتزل ورفاقه في أواخر القرن التاسع عشر؛ برزت محاولات عربية وإسلامية ومسيحية لمواجهته، وحاولت السلطة العثمانية منع قيام الدولة الصهيونية قبل انهيار السلطنة عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى. ولكن للأسف أخطاء الحكام العثمانيين تجاه العرب وتعاون بعض العرب مع الفرنسيين والإنجليز؛ أدى لانهيار السلطنة العثمانية وحصول اليهود على وعد بلفور، وفشل المشروع العربي في إقامة الدولة العربية الموحدة، ومن ثم سقوط فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي مهّد لقيام الدولة الصهيونية عام 1948.

وفشلت كل المحاولات العربية والإسلامية للوقوف بوجه هذا المشروع، وكانت حرب النكبة في العام 1948، ومن ثم حرب النكسة في العام 1967، وسعت حركات إسلامية وقوى عربية وقومية للوقوف بوجه هذا المشروع وفشلت، وتشكلت حركات قومية وناصرية ويسارية ولاحقا فلسطينية لمواجهة المشروع الصهيوني، وكلها فشلت في إنهاء هذا الكيان الصهيوني أو منع تمدده وتعاظم دوره في المنطقة كلها.

وبعد خسارة الحروب المتتالية ورغم الانتصار الجزئي في حرب تشرين/ أكتوبر 1973، فإن ذلك لم يوقف المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا ولجأت بعض الدول العربية للمفاوضات وتحقيق السلام معه لكن المشروع الصهيوني واصل تقدمه.

ودخلت إيران إلى الصراع بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وتشكلت لاحقا حركات إسلامية مقاومة في لبنان وفلسطين ولا تزال تخوض الصراع إلى اليوم، في حين قبلت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بالتفاوض واتفاق أوسلوا.

ورغم أن المشروع الصهيوني واجه مشاكل عديدة واضطر الجيش الإسرائيلي للانسحاب من لبنان وغزة، فإننا اليوم نواجه عودة تقدم هذا المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا، وهو يسعى اليوم للقضاء على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان. ويعتبر بعض العرب أن الدور الإيراني لدعم القضية الفلسطينية لم يساعد في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي بالشكل الصحيح، رغم كل ما قدمته إيران من دعم للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في المنطقة ومواجهتها للكيان الصهيوني.

نواجه عودة تقدم هذا المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا، وهو يسعى اليوم للقضاء على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان. ويعتبر بعض العرب أن الدور الإيراني لدعم القضية الفلسطينية لم يساعد في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي بالشكل الصحيح، رغم كل ما قدمته إيران من دعم للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في المنطقة ومواجهتها للكيان الصهيوني

ولذا نحن نسأل اليوم: أين المشروع العربي لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي؟ وهل هناك بديل عن مشروع المقاومة؟

هل التفاوض هو الحل رغم فشل كل المفاوضات السابقة ورفض العدو الإسرائيلي قيام الدولة الفلسطينية وسعيه لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني، وطرحه اليوم لإقامة الدولة اليهودية وتهجير الشعب الفلسطيني؟

أين هي الحركات العربية القومية أو اليسارية أو الليبرالية أو القُطرية في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي؟ وما هي رؤيتها لمواجهة هذا المشروع؟

وكيف يمكن للعرب مواجهة هذا المشروع اليوم؟ وهل القبول بالتطبيع والسكوت عن جرائم العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا نحقق الانتصار؟

إذا كنا لا نريد التدخل الإيراني في مواجهة المشروع الصهيوني فأين هو مشروعنا العربي؟

كيف يمكن أن نواجه هذا المشروع؟ وما هي الآليات التي يمكن أن نلجأ إليها؟

إذا كان البعض ينتقد المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين ويعتبر أنها لم تحقق الإنجاز المطلوب في وقف العدوان الإسرائيلي ومواجهته ومنع التدمير، فما هو البديل العربي اليوم؟

كيف يمكن أن نمتلك القوة القادرة على مواجهة القوة الصهيونية العسكرية؟

إذا كان البعض يعترض على الهوية الإسلامية للمقاومة، فأي مشروع عربي مقاوم اليوم؟ وأين هو اليوم وما هي آلياته؟

هذه بعض التساؤلات برسم المفكرين العرب والمثقفين والإعلاميين الذين ينتقدون المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، أو ينتقدون الدور الإيراني ومحور المقاومة.

والمطلوب اليوم إجراء مراجعة شاملة للمشروع العربي وتقييم كل ما جرى خلال الأعوام المائة الماضية، على أمل أن نصل إلى رؤية جديدة قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا، ومن لديه أي بديل عن خيار المقاومة فليقدمه لنا كي نناقشه.

x.com/kassirkassem
التعليقات (0)