لا يخفي المقاتل الفرنسي من أصول مغربية، أبو حفص المهاجر، قلقه مما يثار عن تدخل مرتقب للجيش التركي في
إدلب السورية، ويرى "دخول
تركيا إلى إدلب يعني نهاية الجهاد، ولن تسمح تركيا لنا بالقيام بأي عمل عسكري ضد قوات النظام"، كما يقول لـ"
عربي21".
من جهته، أكد مصدر خاص من الكتيبة القوقازية؛ أن هناك الآن نية لدى بعض المقاتلين لإرسال زوجاتهم وأطفالهم إلى خارج
سوريا، بسبب الأوضاع الراهنة في إدلب، لا سيما أن هناك العديد منهم يستعد لقتال تركيا إذا تدخلت في إدلب، ومن بينهم أبو عبد الله المغربي الذي يرفض بأي شكل دخول القوات التركية، ويعتبره "غزوا"، على حد وصفه.
ويتزايد الحديث في الداخل السوري عن قرب التدخل التركي، الذي يتوقع كثيرون أن يساند
الجيش الحر لمواجهة هيئة
تحرير الشام في إدلب، في حين يعترف مقاتلون من الهيئة بأنها فقدت حاضنتها الشعبية بعد هجومها الأخير ضد الفصائل الأخرى، وخصوصا أحرار الشام، ما تسببت بعرقلة جهود لتوحيد الصفوف وقتال النظام، لا سيما أنه كان هناك حديث عن استعدادات للتوجه إلى ريف حماه لشن عملية عسكرية كبيرة ضد النظام هناك.
ويتواجد في إدلب أكثر من ألفي مقاتل أجنبي، وفق ناشطين محليين. ويرى العديد منهم أن الأمور تغيرت كثيرا، ويستعدون للانتقال إلى الجبال والقرى النائية، وسيتركون مدينة إدلب، في حال تدخلت تركيا.
ويخشى الناشط حمزة الخالد، من جبل الزاوية بريف إدلب، أن يتحول الجبل إلى مكان اقتتال، مؤكدا أن مقاتلين أجانب من هيئة تحرير الشام؛ يقومون بالبحث عن مغاور وكهوف لتجهيزها كي تكون ملاذا آمنا لهم لاحقا، مشيرا في الآن ذاته إلى أن مقرات الهيئة داخل إدلب يتم تحصينها بشكل كبير، في ظل استنفار عسكري كبير، وبالتزامن مع "قبضة حديدية" تمسك الهيئة بها إدلب المدينة، بحسب الناشط.
وبحسب الناشط، فإن الهيئة تلقي القبض على أي شخص يشهر جواله ويشرع بتصوير أي شيء، أو كل من يحمل كاميرا وإن لم يستخدمها، حيث تقوم سيارات "مدنية" بداخلها عناصر مسلحة؛ بالتجوال داخل أحياء المدينة، دون أن يشعر أحد بوجودهم، وفق الخالد.
وأشار عدد من أبناء مدينة إدلب مؤخرا؛ إلى قيام العناصر الأمنية التابعين للهيئة في المدينة بارتداء اللباس الأسود واللثام بشكل دائم والتنقل بسيارات ذات زجاج مظلل، بالإضافة إلى حالة الاستنفار في الأسواق ومداخل المدينة، وبالقرب من القصر العدلي، الأمر الذي انعكس سلبا على قاطني المدينة، حيث تحولت شوارع المدينة ليلا إلى أماكن خالية تماما؛ لا يستطيع أحد التجول فيها، خشية الخطف أو الاعتقال من هؤلاء الملثمين، وفق نشطاء.
ويبدو أنه مع اقتراب أي حديث عن اجتماعات تركية روسية بشأن إدلب، يزداد منسوب التوتر والاستنفار في مدينة إدلب.
وبحسب مصادر مطلعة على "استعدادات" الجيش الحر لمعركة المدينة، بدعم تركي، فإن "العملية العسكرية قريبة جدا أقرب مما يتصور أبو محمد الجولاني، وسيفاجأ بحجم الكراهية الذي يكنه له الشعب السوري في إدلب"، بحسب قول المصادر لـ"
عربي21".