قال الرئيس
اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء الاثنين، إن بلاده باتت رهينة بيد مجموعات مراهقة باعت نفسها للشيطان. مجددا دعوته للسلام، وتوعد في الوقت نفسه بهزيمة تحالف
الحوثيين وسلفه المخلوع علي عبد الله صالح.
جاء ذلك في كلمة بعثها للشعب اليمني، بالذكرى السنوية لثورة 26 أيلول/ سبتمبر 1962، التي انطلقت قبل 55 عاما ضد نظام الإمامة في شمالي البلاد.
وقال الرئيس اليمني إنه عقد العزم منذ وقت مبكر على قيادة وخوض معركة اليمنيين الأخيرة مع أعداء الحياة والتطور، .. دعاة الموت والظلام والدمار (تحالف الحوثي وصالح) بعد أن مد يده للسلام وسلك إليه كل طريق.
وأضاف أن العملية الانقلابية (يقصد انقلاب الحوثي وصالح عليه في خريف 2014) لم تنقلب فقط على الإجماع الوطني ومصادرة الدولة ومواردها السيادية بل ذهبت بعيدا في وقاحتها لتصادر ثورة اليمنيين الأولى، بقيمتها الأكثر تعبيرا عنها، "النظام الجمهوري".
ووفقا للرئيس هادي فإن اليمنيين يحتفلون بطريقتهم بثورتهم التي وصفها بـ"المعجزة" في شهر أيلول/ سبتمبر، ويشهرون سيفه الظاهر في وجوه أعداء النظام الجمهوري والخائنين له ممن تغنوا باسمه طويلا. مؤكدا أن الشعب اليمني يخوض ملحمة سيدونها التاريخ بأحرف من نور.
ويحيي اليمنيون الذكرى الـ 55 لثورة 26 أيلول/ سبتمبر 1962، التي قامت ضد حكم الإمام أحمد بن حميد الدين شمالي اليمن، في عدد من المدن، حيث شهدت مدينة تعز (جنوب غرب) المارثون الأول من نوعه، منذ بدأ المواجهات مع قوات تحالف الحوثي وصالح قبل عامين ونصف.
كما احتفت السلطات المحلية في محافظة مأرب (شمال شرق)، بهذه المناسبة، حيث جرى إيقاد الشعلة، التي اعتاد عليها اليمنيون في المناسبات الوطنية.
ووصف الرئيس هادي جماعة الحوثي بـ"
الإماميين الجدد" في إشارة منه إلى النظام الذي أسقطته ثورة 26 سبتمبر في ستينيات القرن الماضي. موضحا أن يد اليمنيين ستعاقب من زرعوا الآلام في كل شبر من بلادهم مهما طال الزمن وسيكون ذلك العقاب أليما.
وقال إن الاحتفال الشعبي غير المسبوق بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، "رسالة صريحة واضحة للإماميين الجدد ولأذنابهم من المغفلين الذين سلموا لهم البلاد وباعوا أسوارها حقدا وانتقاما لأن مصالحهم الشخصية وأحلامهم المريضة تقاطعت مع خيارات شعبنا الثائر الباسل. في تلميح منه إلى سلفه السابق"، علي عبد الله صالح المتحالف مع الجماعة.
وهاجم بشدة جماعة الحوثيين التي اعتبر أن ضررها لم يقتصر على بلاده، بل أصبح تهديدا عابرا للحدود للأمن والسلامة الدولي الإقليمي. مؤكدا أن بلاده باتت رهينة بيد مجموعات مراهقة باعت نفسها للشيطان وارتهنت للخارج.
وبحسب كلمة الرئيس اليمني فإن بناء "يمن اتحادي قوي" أصبح مشروعا واضحا توافق عليه اليمنيون، وحظي بمساندة إقليمية وعالمية.
وحث على محاربة الجهالة بنور العلم، وطمس معالم الكهنوت الجديد بمنارات الوعي وتحطيم أغلال العبودية الجديدة بفضاءات الحرية وكسر هيمنة التعصب بالتسامح ورفض ثقافة الكراهية وتمجيد الحروب.
وحيا قوات الجيش المرابطة في خطوط النار، وكل أبناء شعبه الذين يخوضون معركة الكرامة الرافضين للخيانة والصابرين على الألم.
وثمن دور التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم شرعيته، وخص بالشكر العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، متجاهلا دولة الإمارات، في تجسيد واضح لحجم الهوة معها.