عبر فتح الله
غولن زعيم حركة "خدمة"، عن رفضه للتدخل التركي في
الأزمة الخليجية، ووقوف أنقره إلى جانب الدوحة، زاعما أن هذا الاصطفاف، قد يعقد حل الأزمة.
وفي مقابلة هي الأولى من نوعها منذ الانقلاب في
تركيا العام الماضي، أجراها معه الكاتب الصحفي عثمان العمير، زعم غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، أن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان هو من أعد سيناريو الانقلاب "المفتعل"، مؤكدا أن الحوار أصبح مستحيلا في تركيا "بعدما دمروا جسور الحوار كلها".
وفي حديثه عن الأزمة الخليجية قال غولن، إن تدخل تركيا ووقوفها إلى جانب
قطر غير مناسب، معتبرا أن "لدى القيادة التركية مصالح خاصة إزاء هذا الموقف من الأزمة".
وتساءل غولن، ما المصلحة في أن ترسل تركيا قوات لتدخل بلداناً خليجية لمواجهة السعودية وأضاف: "أنا كمتابع من الخارج لا أجد هذه التحركات بناءة، نحن نمرّ بفترة حرجة، وهدفنا الأول يجب ألا يكون إشعال نزاعات جديدة، ومن جهة أخرى، يجب أن نتجنّب اتخاذ قرارات أحادية بحقد، ونحاول معالجة هذه القضايا في المحافل الدولية".
وقال غولن إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإن أي إجراءات يجب أن تُتخذ بالتشاور مع هذه مؤسسات الحلف.
وحول علاقة حركته "خدمة" بالسعودية قال غولن: "لدينا صلة عميقة بالسعودية لكونها مركز العالم الإسلامي وقبلة المسلمين وعقل الإسلام وقوته. يمكن عمل أشياء كثيرة هناك مثل عقد مؤتمرات عالمية، وهناك تطورات يمكن أن نتوقعها في العالم العربي".
وعن رؤيته لمستقبل تركيا في ظل حكم أردوغان قال غولن: "التوازن الحالي يمكن أن يتغير إذا دخلت الساحة أطراف جديدة، كثيرون أتوا ومضوا، من يأتي يرحل، والراحل لا يعود أبداً".
ونفى غولن صلته بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في تركيا، زاعما "أن كثيرين في تركيا، يتحدثون اليوم بأن رئيس أركان الجيش، ومدير الاستخبارات الوطنية، والرئيس، هم من خططوا لهذا الأمر لتقوية مواقعهم".
يذكر أن تنظيم "الخدمة"، ينتسب للشيخ سعيد النورسي، وقام غولن بتشكيل نواته الأولى أوائل عام 1970 بمدينة إزمير، قبل أن تتوسع لتصبح حركة لها أتباعها داخل تركيا وخارجها.
ولم يلتق غولن بالنورسي في حياته أبدا، لكنه تأثر بـ''رسائل النور'' التي ألفها والتي لا تحدد مواقف أو أهدافا سياسية واضحة، لكنها تدعو إلى ضرورة الارتباط الوثيق بالله، وتؤكد على البعد التربوي.
وتعتمد الحركة في مرجعيتها على الفكر والقائد معا، وأهم ما يطبعها أنها اجتماعية وقومية، تركز على مسلمي تركيا وتنزوي عن باقي الهويات الإسلامية، ولديها انفتاح على الغرب خاصة.
سعت الحركة للوصول إلى المناصب العليا في مختلف المؤسسات وخصوصاً الجيش والاستخبارات والشرطة تأهباً لمشروع سياسي مستقبلي، ولم يجد غولن حرجاً في أن يبيح لأتباعه في درس خاص تم تصويره وتسريبه "شراء ذمم القضاة والمحامين" لتحقيق هذه الأهداف.
وتجنبت "الخدمة" عبر تاريخها الطويل انتقاد إسرائيل، معتبرة أن ذلك يوطد علاقاتها مع الدول الغربية.