تباحث الرئيسان التركي والإيراني الملفات ذات الاهتمام المشترك، على صعيد السياسة والاقتصاد والسياحة، وذلك خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان لطهران، الأربعاء، التي جرت في ظل أحداث ساخنة أبرزها الملف الكردي والسوري.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي إن الاجتماع مع نظيره
الإيراني كان "مفيدا".
ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث حطّت طائرة الرئاسة التركية الخاصة "طور" في مطار مهرأباد.
وكان في استقباله لدى وصوله إلى المطار، وزير الصناعة والمعادن والتجارة الإيراني محمد شريعة مدار، والسفير التركي لدى طهران رضا هاكان تكين، ورئيس الأركان التركي خلوصي أكار.
وصرح أردوغان بعد لقائه
روحاني، بأن وزراءه الأتراك عقدوا لقاءات ثنائية مع نظرائهم الإيرانيين، وقاموا بزيارات متبادلة على مستوى عال بين البلدين، موضحا أن "هذا الأمر يشير إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح"، وفق قوله.
وقال أردوغان: "تباحثت مع الرئيس حسن روحاني الآلية الثلاثة التي بدأناها من أجل التعامل مع التطورات في العراق".
وتعليقا على الاستفتاء الكردي، وصفه الرئيس التركي بـ"الباطل"، وتساءل: "ما هذا الاستفتاء الذي لا تعترف به دولة سوى إسرائيل؟".
وأضاف: "عندما يصدر الاستفتاء عقب التباحث مع الموساد.. فلا سندا قانونيا له".
وقال: "إدارة شمال العراق أجرت استفتاء غير مشروع، ونحن لا نعترف به"، مؤكدا أن "موقف
تركيا وإيران واضح من استفتاء إقليم شمال العراق، ونحن نتعامل فقط مع الحكومة المركزية في بغداد".
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال أردوغان: "حددنا رقم 30 مليار للعائدات البينية بين بلدينا، لكننا مازلنا في حدود 10 مليارات دولار".
وقال: "بحثنا قضايا تتعلق بالطاقة وقطاعات أخرى، وشجعنا وزراءنا على العمل والتنسيق أكثر مع بعضهم البعض".
وأضاف أن "علاقاتنا الخارجية مازالت عالقة تحت ضغط العملات الأجنبية، وتباحثنا بشكل ذلك وتم الاتفاق على التبادل بالعملات المحلية".
وأشار إلى أن "البنكين المركزيين التركي والإيراني سيجتمعان خلال الأسبوع المقبل للتباحث بالتعامل المالي بين بلدينا".
وشدد أردوغان على أن "علينا أن نعزز علاقاتنا في مجال الطاقة وعلى وزيري بلدينا أن يواصلا التنسيق بهذا الشأن وكذلك الأمر بشأن مجال الثقافة والسياحة".
بدوره، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "إقليم شمال العراق اتخذ قرارا خاطئا، وعلينا وضع استراتيجية مشتركة مع تركيا والعراق للتعامل مع هذا الأمر".
ولفت إلى أن "أطرافا خارجية تستخدم الخلافات العرقية والمذهبية، ونحن نرفض جميع أنواع التمييز ونريد وحدة العراق".
وقال روحاني: "هدفنا الأساسي هو الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة والتعاون بين بلدينا وروسيا سيساهم في إحلال السلام في سوريا".
وأضاف أن "مكافحة الإرهاب هدف مشترك بين إيران وتركيا، ومهما كان نوعه، علينا مقاومته سواء كان داعش أو جبهة النصرة أو بي كا كا".
وحول الوضع الاقتصادي، قال: "اتفقنا على توقيع اتفاقيات في مجال السياحة، من بينها تأسيس وكالة مشتركة للقطاع السياحي".
وأضاف: "بحثنا تسهيل الاستثمارات في البنية التحتية والسياحة وغيرها، والرئيس أردوغان أكد إمكانية منح تسهيلات للمستثمرين الإيرانيين".
يشار إلى أردوغان اصطحب في زيارته لطهران وزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والطاقة والموارد الطبيعية براءت ألبيراق، والتجارة والجمارك بولنت توفنكجي، والداخلية سليمان صويلو، والثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، إضافة إلى نائب رئيس حزب العدالة والتنمية مهدي أكر.