نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا يقول فيه إن سفير
بورما في واشنطن ثوانغ تون ألقى محاضرة خاصة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، ونفى فيها أن تكون بلاده تمارس تطهيرا عرقيا ضد أقلية مسلمي
الروهينغا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن تون، قوله إنه لو وجد "دليلا واضحا" عن انتهاك الجيش حقوق الإنسان، فإن الحكومة ستتخذ "إجراءات"، مضيفا أنه لا يعتقد بوجود أدلة كهذه، وعلق قائلا: "هناك الكثير من المزاعم، لكن المزاعم تظل مزاعم حتى يتقدم شخص بالدليل ويقول إن هذا حدث".
ويورد الموقع نقلا عن السفير تون، قوله: "في الوقت الحالي نعترف بأن هناك حاجة لتخفيف المعاناة عن الناس في المخيمات، وهذا وضع لا إنساني، ونريد مساعدتهم، ومن جانبنا نقوم باستخدام الأموال القليلة لتقديم العون لهم".
ويشير التقرير إلى أن تصريحات السفير تأتي في وقت وثقت فيه منظمات حقوق الإنسان الانتهاكات التي تمارس ضد المسلمين منذ سنين، حيث قال السفير البورمي إن اللاجئين المسلمين ربما لا يريدون العودة إلى بيوتهم في النهاية.
ويورد الموقع نقلا عن تون، قوله إن حكومة بورما "وتعرف أيضا بميانمار" برئاسة أنغ سان سوتشي "تعرف بالمشكلة، ونحن مستعدون لحلها، ونحن سعيدون باستقبال من يريدون العودة إلى بيوتهم"، وأضاف: "لكننا لا نستطيع استقبال الجميع، بل عليهم التعبير عن رغبتهم بالعودة".
ويلفت التقرير إلى أن تون قال مازحا إن الموضوع يرتبط بالمهاجرين غير الشرعيين، مشيرا إلى أن نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للموضوع قد يخفف من مشكلات المنطقة، وأضاف: "نحن بحاجة إلى رئيس قوي راغب في بناء جدار ويجعل الآخرين يدفعون ثمنه... ولا أعتقد أن هذا سيحدث".
ويقول الموقع إن محاضرة تون كان من المفترض أن تكون مفتوحة في المجلس، إلا أن المنظمين أعلنوا بشكل مفاجئ بأنها ستتم دون حضور إعلامي، وأنه يمكن لأعضاء المجلس الحضور دون أخذ اقتباسات، لافتا إلى أن المجلس قام بحذف الإعلان الذي وضعه للمحاضرة على موقعه في الإنترنت.
ويفيد التقرير بأن الجيش البورمي يقوم بحملة ضد المسلمين، حيث تم حرق عدد من قراهم هذا الصيف، وهرب مئات الآلاف منهم إلى بنغلاديش، بشكل أثار انتقاد منظمات حقوق الإنسان، ولهذا فإنه لم يكن مفاجئا أن يحاول مسؤولو البلد تجنب إثارة انتباه الإعلام، خاصة عندما يتحدثون أمام مجلس العلاقات الخارجية.
ويكشف الموقع عن أن جهود المجلس لم تنجح، وحصل موقع "ديلي بيست" على تسجيل صوتي لمحاضرة تون، مشيرا إلى أن ديرك ميتشل من مجموعة "أولبرايت ستونبريدج"، التي تقدم النصيحة لرجال الأعمال الأمريكيين بشأن الاستثمار في بورما، قام بتقديم المحاضرة وإدارة النقاش.
وينوه التقرير إلى أن تون تحدث بشكل غامض عن
التطهير العرقي الذي يجري في إقليم راكين القريب من الحدود مع بنغلاديش، باعتباره "مشكلة"، وقال إن أي لاجئ يرغب بالعودة إلى بيته عليه تقديم أوراق تثبت أنه عاش هناك.
ويبين الموقع أن الكثير من البورميين يبررون التطهير العرقي، قائلين إن المسلمين ليسوا في الحقيقة بورميين، ولا حق شرعيا لهم في البلاد، وعادة ما يشيرون إليهم على أنهم "مشكلة بنغلاديشية"، ويقولون إن الروهينغا تهديد على الأمن القومي.
وبحسب التقرير، فإن منظمات حقوق الإنسان تقوم منذ سنين بتوثيق انتهاكات الجيش البورمي لحقوق الإنسان، وعمليات التطهير العرقي التي يقوم بها، ونشرت منظمتا "أمنستي إنترناشونال" و"هيومان رايتس ووتش" تقارير مفصلة عن التطهير العرقي، وقالت "أمنستي" إن الجيش قام بحرق 80 قرية في 25 آب/ أغسطس، فيما لاحظت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن الطواقم الطبية عالجت نساء وفتيات من الروهينغا هربن إلى بنغلاديش تعرضن لاعتداءات جنسية.
ويذكر الموقع أن تون تلقى الأسئلة بعد كلمة افتتاحية، وكان أولها من مينكي وردين من "هيومان رايتس ووتش"، التي قالت: "لدينا أدلة" و"أنا هنا لأشاركك فيها"، فرد قائلا إنه سعيد بتلقيها، وأضاف: "سنتخذ إجراءات، أعطينا الأدلة وسنتخذ الإجراءات، وسنكون شفافين"، وقال إن من يريد العودة من اللاجئين عليه الثقة بالحكومة، مشيرا إلى أن بلاده تحكمها ولأول مرة حكومة من هذا الطراز، وأكد أن "جذور" العنف في راكين سببها الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل.
ويجد التقرير أن فكرة هروب مئات الآلاف من بيوتهم بسبب نقص فرص العمل مثيرة للضحك.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أته عندما سئل تون عن سبب السرية التي أحيطت بها محاضرته، ولماذا لم يقدم معلومات واضحة، فإنه أجاب قائلا: "في هذه المرحلة نريد نقاشا متحضرا، وأن نكون قادرين على عمل شيء"، وأضاف: "ربما لو عدت مرة ثانية فإن النقاش سيكون مفتوحا".