جددت
روسيا تأكيدها بأنها تمكنت من إصابة زعيم "هيئة
تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، خلال ضربات جوية نفذتها مقاتلات تابعة لها، الأربعاء، على مكان اجتماع لقيادات الهيئة في ريف
إدلب.
وتعليقا على هذا الأمر، نفى مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام" عماد الدين مجاهد، إصابة القائد العام للهيئة الجولاني، مؤكدا في حديث خاص لـ"
عربي21"، أنه بخير.
واتهم مجاهد ما وصفها بـ"قوات الاحتلال الروسي" بـ"ممارسة الكذب لصنع انتصار وهمي وغير حقيقي"، معتبرا أن الروس يسوقون أمام المجتمع الدولي بأنهم حققوا انتصارات قوية، من خلال ادعاء استهداف قادة الهيئة، وفق قوله.
وحول أسباب إصرار روسيا على تعرض الجولاني للإصابة، قال مجاهد: "الهدف من ذلك تبرير
قصف التجمعات السكنية والمجازر التي ارتكبت، بذريعة أن القصف استهدف مواقع للهيئة".
ورأى مجاهد أن "المعلومات الخاطئة من روسيا سيكون لها أثر سلبي، وهم يريدون تسويق الكذب، ولكن الحقيقة غير ذلك"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: استهداف روسيا للجولاني.. هل بدأت مرحلة تصفية تحرير الشام؟
واختتم مدير العلاقات الإعلامية في "تحرير الشام"، بالقول إن "لجوء الاحتلال الروسي إلى الكذب، يدلل على ضعفه"، بحسب تعبيره.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت تمكنها من قتل 49 عنصرا من "تحرير الشام"، من بينهم سبعة قادة ميدانيين، وإصابه الجولاني بجراح خطيرة، الأمر الذي نفته الهئية قائلة "إن الجولاني بصحة جيدة، وهو على رأس مهامه الموكلة إليه".
اقرأ أيضا: روسيا تعلن مقتل 49 من النصرة وتؤكد: "الجولاني بغيبوبة"
وتم تنصيب أبو محمد الجولاني قائدا مؤقتا لهيئة تحرير الشام، بعد استقالة القائد السابق هاشم الشيخ (أبو جابر)، الذي عيّن رئيسا لـ"مجلس الشورى"، في مطلع الشهر الجاري.
قصف مستمر
ولليوم الثامن على التوالي، تتعرض مناطق في إدلب وحماة وريف حلب لقصف شديد تشنه الطائرات الروسية والسورية على هذه المناطق المشمولة باتفاق "خفض التصعيد"، متسببة بمقتل وجرح المئات من المدنيين والعسكريين، تحت ذريعة خرق اتفاق خفض التصعيد من الفصائل التي أعلنت عن معركة ضد قوات النظام "يا عباد الله اثبتوا" شمال حماة.
وعلق القيادي في فيلق الشام، وعضو وفد المعارضة للمفاوضات في أستانة، إدريس رعد: "ليس لدينا للآن تحليل واضح لأهداف الروس من هذا القصف".
واستدرك في حديثه لـ"
عربي21": "من الواضح أن الروس يستهدفون البنية التحتية الخدمية والأمنية للمنطقة، بالتالي فإن الراجح أن يكون هذا القصف محاولة من روسيا لإضعاف مناطق المعارضة في كل النواحي، العسكرية والمدنية والخدمية".
وحول الموقف والخطوات التي سيعلن عنها وفد المعارضة المشارك في مفاوضات أستانة ردا على التصعيد الروسي الضامنة للاتفاق، بيّن رعد أن الوفد ينسق مع الجانب التركي ومع أطراف إقليمية ودولية أخرى للضغط على الجانب الروسي لتنفيذ تعهداته.
وقال: "لم تكن روسيا طرفا محايدا، حتى ننتظر منها بوادر حسن نية، ولذلك ننتظر من بقية الأطراف الضغط عليها لوقف المجازر، التي ترتكب يوميا بحق الشعب السوري".
من جانبه، اعتبر الإعلامي حارث عبد الحق، أن هدف روسيا من التصعيد هو الاستثمار في الخلاف الحاصل في إدلب بين فصائل المعارضة والفصائل الإسلامية.
وقال في هذا الصدد: "الجرائم التي ترتكبها روسيا في إدلب هي موجهة للمدنيين أولا؛ الذين اعتادوا بعد فترة من الهدوء النسبي على الحياة الطبيعية، لذلك من الطبيعي أن يكون الضغط مضاعفا من الأهالي على الفصائل، بين محمل لبعضها وزر ما يجري بسبب المعارك التي أعلنت عنها، وبين متحامل على بعضها بسبب عدم مشاركته فيها".
ورأى، في حديثه لـ"
عربي21" أنه "قد يكون من بين أهداف روسيا التي لا تخفيها؛ التمهيد لإحراز تقدم عسكري يؤسس للفترة المقبلة، التي ستعقب استعادة مدينة دير الزور من تنظيم الدولة".
وقال عبد الحق: "اتفاق خفض التصعيد عبارة عن فخ روسي وقعت به المعارضة، الهدف منه تجميد الجبهات مع المعارضة إلى حين الانتهاء من قتال التنظيم، شرق
سوريا"، وفق تقديره.