كشف نائب في
البرلمان العراقي، الثلاثاء، عن المقترح الذي طرحه رئيس إقليم
كردستان، مسعود
البارزاني، خلال لقاء جمعه برئيس البرلمان، سليم
الجبوري، لبدء حوار بين بغداد وأربيل في محاولة للخروج من الأزمة الحالية.
وقال النائب عن تحالف القوى العراقية، محمد الكربولي، لـ"
عربي21" إن "البارزاني اقترح تجميد
الاستفتاء الذي أجري في إقليم كردستان، نهاية الشهر المنصرم، مقابل تجميد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المركزية في بغداد، قبل بدء أي حوار".
وأوضح الكربولي أن "البارزاني طالب ببدء حوار دون أي شروط مسبقة، وأنه سيقبل بتجميد الاستفتاء مقابل تجميد بغداد لجميع الإجراءات التي اتخذت ضد الإقليم".
وأشار إلى أن "الجبوري ذهب إلى أربيل بصفته ممثلا للشعب العراقي ويحمل معه مزيجا من آراء قادة الكتل السياسية في البرلمان، ولم يذهب بصفة شخصية، وما تم النقاش فيه سيطرح على رئيس الوزراء حيدر العبادي".
وبخصوص ما تردد من أنباء عن رفض العبادي لذهاب الجبوري إلى أربيل، قال الكربولي إن من وصفهم بـ"الأبواق المأجورة"، يسعون إلى جر البلد إلى المزيد من الأزمات بحجة أنهم يطالبون بوحدة العراق، بينما هم يخربون البلد برفض الحوار.
ولفت النائب إلى أن "رئيسي البرلمان ومجلس الوزراء على تواصل دائم، لحل الأزمة بتبني الحوار بين بغداد وأربيل، وهذا ما تؤيده جميع الدول الصديقة، ومن يحمل هم وحدة البلد من الكتل السياسية".
وعن تبني تحالف القوى (أكبر مكون للسنة في البرلمان والحكومة) لمقترح البارزاني، قال الكربولي إن "التحالف يدعم أي خيار للحوار، لأن الخيار الثاني للخروج من الأزمة سيكون خيارا عسكريا، وهذا ما لا نرضى به".
وتابع بأنه "يجب أن تسود لغة الحوار واحتواء الآخر، وإن التعنت بالقرارات أدى إلى ظهور تنظيم الدولة في البلد ما تسبب بخراب المدن والمحافظات العراقية".
ونوه الكربولي إلى أن "الجبوري بحكم منصبه يتوجب عليه الدفاع عن وحدة العراق وهذا ما تحدث به في الجلسة التي أعقبت الاستفتاء، وهو في الوقت ذاته يتبوأ أعلى منصب للمكون السني، وإذا حدث أي شيء فإن السنة في كركوك معرضون للخطر".
وشدد على أن "تجربة المكون السني مع الحكومة في الأزمات السابقة خير دليل، لأنه حتى الآن استعيدت الكثير من مناطقهم من سيطرة تنظيم الدولة، ولم يتم إعادة النازحين إليها، وبالتالي فإن على الجبوري الدفاع عن حقوق هذا المكون".
وكان رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، التقى الأحد رئيس الإقليم مسعود بارزاني في أربيل، في زيارة قال بيان لمكتبه إنها "جاءت لإيقاف تدهور العلاقة بين المركز والإقليم بعد إجراء الاستفتاء".
وشدد الجبوري على ضرورة التمسك بوحدة العراق والحفاظ على المسارات السياسية والاحتكام إلى الدستور، فيما لفت البيان إلى أن الزيارة تهدف إلى منع دخول دول إقليمية في الأزمة كأطراف ما يهدد أمن واستقرار العراق كدولة.
وفي المقابل، نفى المستشار الإعلامي لرئاسة إقليم كردستان كفاح محمود، الاثنين، حديث البارزاني عن تجميد الاستفاء خلال استقباله نائبي رئيس الجمهورية إياد علاوي وأسامة النجيفي.
وقال في حديث لمواقع محلية إنه "لم ترد مفردة أو نص تجميد الاستفتاء، والذي ورد في الزيارة أن القيادة السياسية في الإقليم مستعدة للتفاوض والتحاور مع بغداد للاتفاق معها وحل المشاكل بعيدا عن اللغة التي نسمعها منذ الاستفتاء ولحد الآن".
يذكر أن رئاسة إقليم كردستان العراق أعلنت السبت، التوصل لاتفاق مع نائبين للرئيس العراقي "حول بدء حوار بين بغداد و أربيل" لمعالجة القضايا والمشاكل السياسية بين الطرفين.
جاء ذلك في بيان صدر عن الرئاسة، نقلا عن رئيس ديوانها فؤاد حسين، عقب لقاء جمع رئيس الإقليم مسعود البارازاني، بنائبي الرئيس العراقي إياد علاوي وأسامة النجيفي، في مدينة أربيل.