دخل الإضراب عن الطعام الذي بدأه المئات من المعتقلين في سجن حمص المركزي تحت شعار "البطون الخاوية"، يومه الرابع على التوالي، في حين سُجلت أول حالة إغماء بين المعتقلين الخميس.
وتداول ناشطون شريطا مصورا من داخل السجن؛ يظهر محاولة إنقاذ معتقل أغمي عليه بفعل الإضراب، وسط حالة ذعر شديدة.
وكان معتقلو الرأي في سجن حمص المركزي قد أعلنوا الثلاثاء؛ عن تنفيذهم إضرابا مفتوحا عن الطعام، حتى إطلاق سراحهم من قبل النظام، أو محاكمتهم تحت إشراف لجنة حقوقية أممية، بالتزامن مع محاولة النظام اقتحام السجن الذي يشهد حالة استعصاء منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.
وأكد الناشط الإعلامي، جلال التلاوي، من مدينة حمص، أن حالات الإغماء بدأت بالظهور على المعتقلين، وخصوصا بالنسبة للمرضى.
وأضاف التلاوي في حديث لـ"عربي21": "المعتقلون عازمون على مواصلة الإضراب حتى تنفيذ مطالبهم أو الموت".
بالمقابل، نفى التلاوي الأنباء التي تتحدث عن دخول مساعدات من لجنة الصليب الأحمر إلى داخل السجن، معتبرا إياها "أنباء لا صحة لها".
من جانب آخر، أشار الناشط الإعلامي؛ إلى عزم النظام اقتحام السجن، لافتا إلى استمرار وصول الآليات العسكرية المحملة بالجنود إلى داخل مبنى السجن.
وحذر التلاوي من مجازر كبيرة في حال نُفذ الاقتحام، مشيرا إلى تهديد المعتقلين بإشعال مبنى السجن بالكامل.
وأوضح أن المعتقلين يتخوفون من تحويلهم للأفرع الأمنية، وقال: "الجميع يعلم مطلع على الانتهاكات التي ترتكب في هذه الفروع سيئة السمعة".
في غضون ذلك، شهدت مدن وبلدات عدة وقفات احتجاجية نظمها ناشطون تضامنا مع المعتقلين.
وفي هذا السياق، شهدت مدينة الباب، بريف حلب الشرقي، مظاهرة غاضبة جابت شوارع المدينة، طالب المتظاهرون من خلالها الجيش الحر بالتصعيد العسكري للضغط على النظام لإطلاق سراح المعتقلين.
ورفع المتظاهرون لافتات نددت بالصمت الدولي حيال المأساة الإنسانية في سجن حمص المركزي، من بينها "الأمم المتحدة.. سجون النظام تشهد على تواطئكم".
لكن مقابل ذلك، اتهمت شبكات إخبارية موالية للنظام؛ بعض المعتقلين المحكومين بقضايا "الإرهاب" بالسيطرة على السجناء الذين يفوق تعدادهم الألفي سجين، وإجبارهم على الإضراب، على حد زعمها.
وزعم مراسل راديو "شام إف إم"، الموالي للنظام السوري، أن إدارة السجن تحاول فك الاستعصاء بالمفاوضات دون اللجوء إلى قوات حفظ النظام، حفاظا على أرواح باقي المعتقلين، كما قال.
هذا، ويقدر عدد السجناء داخل السجن بحوالي ألفي معتقل، نحو 500 منهم، تم اعتقالهم على خلفية مشاركتهم بالثورة. وشهد السجن سابقا عدة استعصاءات، كان آخرها منذ عدة أشهر.