نشرت صحيفة ميديابار الفرنسية تقريرا طرحت فيه عدة أسئلة تشغل الرأي العام عن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى تساؤلات حول ترامب، من قبيل: هل هو مجنون فعلا؟ وهل تجب إقالته من منصبه؟ فمنذ فوزه بالانتخابات الرئاسية، لا تزال أطياف من المجتمع الأمريكي مذهولة، ولم تستوعب بعد كيف وصل هذا الشخص إلى الحكم وأزاح منافسة شرسة مثل هيلاري كلينتون؟
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه على الرغم من فشله الذريع إلى حد الآن على نطاق السياسة، إلا أن ترامب لا يزال يشد انتباه العالم، خاصة وأن وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تضخم نوعا ما من صورته، وربما هذا ما يرنو إليه الملياردير الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن مجموعة الأخصائيين والأطباء النفسيين قرروا الاجتماع الأسبوع الماضي ضمن حركة أطلق عليها اسم "التحذير واجب"، بهدف توعية الرأي العام بالحالة النفسية لدونالد ترامب.
وأضافت الصحيفة أن "الرابطة الأمريكية للطب النفسي" تمنع أعضاءها من البوح بالحالة النفسية أو بالمرض النفسي للأشخاص الذين تتولى علاجهم. ولكن هؤلاء الأخصائيين تجاوزوا الحظر، حيث انسحب بعضهم من الرابطة الأمريكية حتى يتمكنوا من الكشف عن الحالة النفسية لترامب.
وقال أحد هؤلاء الأطباء النفسيين، والأستاذ في جامعة نيويورك، جيمس غيليغان، إن "ترامب غير مؤهل ذهنيا لتولي مهامه في منصب
الرئاسة".
وأضاف الطبيب النفسي الأمريكي: "ترامب يتقن لغة الخطاب الدكتاتوري الذي لا علاقة له بتاتا بالديمقراطية. ونظرا لأن هذا الرئيس يملك حق الضغط على زر إطلاق الأسلحة النووية، سنتخذ كل الإجراءات الضرورية حتى نزيحه من منصبه".
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ انتخاب ترامب وتوليه منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير الماضي، شدد أعضاء حركة "التحذير واجب" على أن الملياردير الأمريكي يعاني مشاكل نفسية. وفي هذا الإطار، أفاد الأستاذ السابق في جامعة هارفارد الأمريكية، الدكتور لانسدوديس، متحدثا عن ترامب: "لعله من الصعب أن لا نلاحظ حقيقة ثقة هذا الشخص المفرطة بنفسه. فقد بات يخلق أعداء له في كل مكان، مما يؤكد إصابته بجنون العظمة، كما أنه يعاني من الهذيان".
ونقلت الصحيفة على لسان الأستاذ في علم النفس بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، فيليب زيمباردو، أنه "لا يمكن التنبؤ بأفعال ترامب على غرار الأطفال تماما. كلما أحس هذا الرجل بالتهديد، كلما أصبح أكثر خطرا؛ نظرا لأنه يريد أن يحافظ على مركزه السلطوي".
وأضاف زيمباردو: "ترامب تظهر عليه علامات الإصابة بمرض نفسي، من قبيل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والذهان، كما تظهر عليه أعراض الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية، لذلك من الضروري إخضاعه للفحوصات اللازمة".
وتجدر الإشارة إلى أن الفصل الرابع من الدستور يشير إلى أن "إدارة كافة المسؤوليات والسلطات المخولة للرئيس، توكل لنائب الرئيس في حال كان الرئيس غير مؤهل لإدارتها".
وذكرت الصحيفة أن ترامب يجسد شخصية رئيس يتعمد إثارة جدل مع الأشخاص المحيطين به، على غرار أسلافه في رئاسة الولايات المتحدة، وخصومه، وحتى مع بعض أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه، إضافة إلى المواطنين العاديين. ولعل حادثة دخوله في تجاذبات مع عائلات الجنود الأمريكيين القتلى الأخيرة تؤكد ذلك.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد أهان ترامب، عبر حسابه في "تويتر"، قرابة 350 شخصا ومؤسسة ووسيلة إعلامية. كما أنه يكذب على الأقل خمس مرات في اليوم الواحد، علاوة على أنه يهاجم القضاة الذين يحتجون على قراراته، ويوجه تهديدات لقنوات تلفزيونية. بالإضافة إلى ذلك، لم يتوان ترامب عن نعت لاعبين سود في كرة القدم الأمريكية "بأبناء العاهرة"؛ نظرا لأنهم احتجوا بطريقتهم الخاصة على العنف الذي تمارسه الشرطة ضد السود. ليس ذلك فحسب، بل ثبت أن ترامب يقضي وقتا طويلا في تفقد ممتلكاته وملاعب الجولف التي يملكها.
وقالت الصحيفة إن أغلب القرارات التي اتخذها ترامب يقابلها احتجاج من قبل ناشطين في المجتمع المدني. وقد وجهت له انتقادات في بعض المناسبات من قبل أفراد من حاشيته الخاصة.
وختمت الصحيفة بالقول: "بغض النظر عن إثبات حقيقة جنونه من عدمها، لا يزال دونالد ترامب سيد اللعبة حتى الآن".