نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا للكاتب ديفيد كينر، يقول فيه إن الخطوات التي اتخذها ولي العهد السعودي الأمير
محمد بن سلمان يوم السبت تهدف لتعزيز سلطته، وتوسيع المواجهة مع
إيران.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن بداية الأحداث كانت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد
الحريري، في خطاب ألقاه من الرياض، وحذر فيه من الخطر الإيراني، وتحدث عن تعرضه لمحاولات اغتيال.
وينقل الكاتب عن مديرة مبادرة الحوار على المسار الثاني في معهد الشرق الأوسط رندا سليم، قولها إن "السعوديين يقومون بهجوم شامل للحد من التأثير الإيراني"، وأضافت أن "تعاملهم مع لبنان سيكون مواجهة بأي وسيلة، سياسية أم مالية".
وتلفت المجلة إلى أن المسؤولين السعوديين كانوا واضحين في المواجهة مع إيران، فيما استبعد الأمير ابن سلمان في أيار/ مايو أي حوار مع إيران، وقال إنه سيحاول نقل المعركة إلى داخل إيران، مشيرة إلى أن وزير شؤون الخليج السعودي ثامر السبهان عبر عما قاله ابن سلمان، حيث دعا للإطاحة بنظام حزب الله في لبنان.
ويفيد التقرير بأن قرار الحريري أدى إلى هزة في الحياة السياسية اللبنانية، وقال الرئيس اللبناني ميشيل عون، حليف حزب الله، إنه لن يقبل استقالة الحريري حتى عودة الأخير من
السعودية، فيما اتهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله السعودية بإجبار الحريري على الاستقالة، وتساءل عن عدم عودة الحريري وإعلان استقالته في بيروت، وحاول نصر الله ربط استقالته بالاعتقالات الواسعة التي شملت أمراء ووزراء.
ويقول كينر إن الاعتقالات قوت من سيطرة ابن سلمان على مؤسسات الدولة الأمنية، وتهدد بانهيار عدد من رجال الأعمال الكبار، مشيرا إلى أنه كان أهم الشخصيات التي فقدت مناصبها رئيس الحرس الوطني الأمير
متعب بن عبدالله.
وتذكر المجلة أنه كان من ضمن المعتقلين الملياردير المعروف وصاحب "المملكة القابضة" كبرى الشركات في المملكة الأمير الوليد بن طلال، لافتة إلى أنه تم اعتقال الأمراء والمسؤولين في فندق "ريتز كارلتون".
ويورد التقرير نقلا عن بيرنارد هيكل من جامعة برنستون، قوله إن محمد بن سلمان يحاول "أن يفهم الناس أن الظروف تغيرت؛ لأنه لو لم تتغير فإنه لن يكون قادرا على تطبيق رؤية 2030"، وأضاف هيكل: "اصبح لديه مبدأ أنه من أجل النجاح فإن عليه التلويح بالعصا".
ويستدرك الكاتب بأن ابن سلمان يقوم بتوطيد سلطته بطريقة لم يشهدها السعوديون من قبل، فالحكام السعوديون حاولوا بناء إجماع داخل العائلة بشكل أدى إلى فروع عدة عقدت من عملية اتخاذ القرار.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى قول هيكل إن ابن سلمان يعيد السلطة إلى المركزية التي اتسم بها حكم عبد العزيز بن سعود، عدا عن أن ابن سلمان لديه مملكة حديثة، ولديه أدوات السلطة والإكراه والفاعلية كلها، التي لم تكن لدى ابن سعود، و"من هنا فإنه ووالده من أقوى حكام السعودية".