هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع انطلاق جولات حوار الفصائل الفلسطينية، المقرر عقدها في القاهرة، اليوم الثلاثاء؛ لاستكمال ملفات المصالحة، يلاحظ في الفترة الأخيرة تصاعد التصريحات العلنية لقيادات محسوبة على حركة حماس، تعبر فيها عن امتعاضها ورفضها لتوجهات الحركة للمصالحة.
ورصدت
"عربي21" مجموعة من التغريدات لقيادات حركة حماس، ظهرت بعد تسلم السلطة للمعابر
الحدودية لقطاع غزة، منها تغريدة القيادي في حماس يحيى موسى، على صفحته الرسمية في موقع
الفيسبوك، قائلا:
"إن سلوك أفراد السلطة المتعالي والمتغطرس، والمنتفخ كذبا، والقائم على الإحلال
والإقصاء والتهميش، سيقودنا حتما إلى معادلة صفرية كارثية، ستشكل مع مرور الوقت بيئة
لإنتاج الكراهية والانقسام من جديد".
كما
غرد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، في صفحته على تويتر، قائلا:
"الطريقة التي تم بها استلام معبر رفح فيها غير لائقة، ولم نتفق عليها، وأي اتفاق يخلو من العدالة والإنصاف، ولا يحترم ما تم التوقيع عليه، لن يكتب له النجاح".
وفي
تغريدة أخرى، قال أبو مرزوق: "حجم التصريحات السلبية من قبل مسؤولين في السلطة
في قضايا لم تبرم بعد، سواء في موضوع الموظفين أو المعابر أو سلطة الأراضي أو الأمن، لا تبشر بخير".
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تعبر عن تنامي التيار الرافض لتوجهات الحركة في المصالحة مع الرئيس عباس.
ديمقراطية
الحركة
بدوره، قال نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي، يحيى موسى، إن "قرارات
الحركة تُتخذ في مجالسها الشورية ومؤسساتها القيادية، والحركة تمارس الديمقراطية في
كل مستوياتها التنظيمية، حيث تعطي لقياداتها مرونة في التعبير عن مواقفها، في إطار التوجه
العام للحركة لبناء سياساتها الاستراتيجية واتخاذ القرارات".
وأضاف
موسى، في حديث لـ"عربي21"، أن "قرار المصالحة مع حركة فتح اتخذ بإجماع
قيادات الحركة، سواء في الداخل أو في الخارج، لكن طريقة تسلم السلطة لمؤسسات القطاع"
التي وصفها (بالمستفزة)، والقائمة على "الإقصاء والتهميش، تدفع قيادات الحركة لتوصيل
رسائلها للطرف الآخر (حركة فتح) عبر القنوات والوسائل الإعلامية المختلفة".
وفي السياق ذاته، أشار المختص في شؤون حماس، حسام الدجني، أن التباين في مواقف قيادات حركة
حماس لا تتعلق بخيار قبول أو رفض المصالحة الفلسطينية؛ لأن الحركة بكل مستوياتها التنظيمية
باتت تدرك أن المصالحة خيار استراتيجي لا يمكن التراجع عنه.
اتجاهات
الحركة
وأوضح
الدجني أن "المصالحة الفلسطينية كشفت عن وجود اتجاهين داخل حركة حماس، الأول يرى أن الرئيس عباس غير جاد في إتمام المصالحة الوطنية وفق اتفاق القاهرة للعام 2011؛ لذلك يرى أنصار هذا التيار ضرورة أن تضع الحركة خيارات أخرى، من بينها التوجه لإبرام
شراكة سياسية مع تيار النائب محمد دحلان".
ويضيف
الدجني، في حديث لـ"عربي21"، أن "الاتجاه الآخر في الحركة يرى أن ملف
المصالحة يجب أن يعالج كملف واحد، وتطبيق بنوده في الضفة الغربية، بالتوازي مع قطاع غزة، بمشاركة كل الفصائل والأحزاب السياسية الفلسطينية، دون إقصاء أحد".
مبالغة
في تقدير الموقف
أما
الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس، إبراهيم المدهون، فاتفق مع سابقه، وقال
إن "هنالك مبالغة وتضخيما في الحكم على وجود تيارات داخل حركة حماس ترفض توجهات
الحركة الرئيسية، لكن ما يجري يأتي في سياق ردود الفعل، وتقييم الموقف لكل خطوة تم
الاتفاق عليها في تفاهمات المصالحة، وهذا يعبر عن حالة صحية كتنظيم سياسي يطبق المبادئ
الأساسية للديمقراطية واحترام الرأي حتى في مستوى القيادي".
وأضاف المدهون، في حديث لـ"عربي21"، أن "مواقف قيادات حماس
تتماشى بشكل كبير مع مواقف الشارع في قطاع غزة، الذي أبدى وجهة نظر تتطابق بشكل كبير
من وجهات نظر قيادات حماس، خصوصا فيما يتعلق بطريقة إدارة قيادات فتح للمصالحة الفلسطينية".
خطوط
حمراء
إلى
ذلك، قال الباحث الفلسطيني المستقل المقيم في تركيا، عماد أبو الروس، إن "المرونة
التي قدمتها حركة حماس في تعاطيها مع ملف المصالحة دفعت العديد من قياداتها لإبداء
القلق من هذا التوجه، كونها جاءت بتوقيت قد يفهم أنه تنازل من الحركة في ظل الأزمات
التي يعيشها قطاع غزة".
ونوه
أبو الروس في حديث لـ"عربي21" قائلا: "في مفاوضات المصالحة السابقة، تعاملت
الحركة مع العديد من الملفات على أنها خطوط حمر، منها ملف المعابر، إلا أن عملية التسليم
التي تمت لا تبشر بخير، خصوصا أنه لم يتم رفع العقوبات عن غزة حتى اللحظة".
وتابع بأن ما "سيؤثر على استكمال ملف المصالحة هو مدى القابلية عن الحديث عن سلاح المقاومة، وباعتقادي أن الحركة لن تسمح لذلك، خصوصا أن هنالك قيادات في الحركة مقربة من الجناح
العسكري سترفض بشكل قاطع طرح هذا الموضوع على طاولة المفاوضات".