هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا يزال الرئيس المصري محمد مرسي يتعرض لمعاملة قاسية من قبل نظام الانقلاب في مقر اعتقاله، ما أدى لتفاقم الأزمات الصحية التي يعاني منها من مرض السكري، إضافة إلى الأنباء عن انعدام الرؤية في عينه اليسرى، علاوة على الجرح الذي أصيب به بعد سقوطه إثر نوبة غيبوبة.
وكانت المحكمة وافقت على طلب مرسي لتلقي العلاج على نفقته خارج السجن، ولكن لم يتم تفعيل ذلك، وجرت المماطلة والتسويف بشكل متعمد، طبقا لأسرة الرئيس، والتي قالت إن هناك مؤامرة على حياته.
وأشار ابنا الرئيس أحمد وعبد الله إلى أنهما لم يتمكنا من زيارته وباقي الأسرة إلا مرة واحدة في حزيران/يونيو الماضي طوال 4 سنوات، وحملوا عبد الفتاح السيسي ووزير داخليته مسؤولية حدوث أي مكروه لوالدهما.
وفي تعليقه على ما يتعرض له الرئيس مرسي قال المستشار أحمد مكي وزير العدل الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن ما يتعرض له الرئيس المنتخب محمد مرسي "فاجعة وإساءة للتاريخ المصري، حيث يوضع الرجل في قفص زجاجي لا يسمع المحكمة ولا يسمع الدفاع، وهذا شيء مرفوض تماما لأنه مخالف للقانون وحق السجين".
وشدد مكي على أن كل ما يتم مع الرجل، هو خارج سياق القانون ويتعارض مع حقوق الإنسان، خاصة السجين طبقا للمواثيق الدولية، وحتى طبقا للدستور المصري الحالي.
وحول فكرة التآمر على صحة مرسي أكد مكي أن ما تقوله أسرته، والمعاملة التي يعامل بها الرجل في العلن "أمر سيء ومخيف، فما بالك بما يحدث في الخفاء معه، خاصة أنه لا توجد زيارات للرجل ولا تواصل معه لأنه وحيد وليس معه رفقاء في مكان اعتقاله".
وأشار إلى أن "كل ما يمس بحياة الرجل بات متوقعا للتخلص منه لأنه على ما يبدو هناك خوف منه، خاصة إذا أتيحت له فرصة الحديث، وكشف أسرار عملية القبض عليه، وما جرى عقب الانقلاب وما قبله".
وحول قرار المحكمة بالسماح له بالعلاج خارج السجن ثم المماطلة، أكد المستشار مكي على مخالفة ذلك للقانون، وأن الأصل في الأشياء، أن يكون من حقه العلاج وتوقيع الكشف الطبي عليه دون استئذان المحكمة، ولكن حتى عندما تمت الموافقة على طلبه، لم ينفذ حتى الآن، وهذا يؤكد أن الرجل بالفعل يتعرض لخطر على صحته وحياته وأن المعاملة الجارية معه خارج القانون، وبشكل متعمد.
من جانبه قال أسامة ناصف الباحث الحقوقي بالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات: "وفقا للمفهوم الحقوقي ما يجري مع مرسي، كمعتقل مرفوض تماما لأنه مخالف لكل الأعراف القانونية والحقوقية، حيث أنه ممنوع من كافة حقوقه كمسجون".
أوضح ناصف لـ"عربي21" أن ما يتعرض له يخالف ما نص عليه الدستور والقانون والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر، وهذا تعامل فج ومفضوح وينم عن موقف مسبق تجاه الرجل.
وحول قرار المحكمة بعلاجه خارج السجن، قال ناصف: "المحكمة أصدرت القرار ولكن التنفيذ منوط بالسجن والنيابة لمتابعته"، مشيرا إلى أن "الطرفين يتعاملان معه بمنتهى القسوة والتعنت ويماطلان في التنفيذ".
ورأى أن هذه المماطلة تمثل خطرا حقيقيا على الرجل، وهو ما دفع أسرته إلى اتهام السيسي ونظامه بالتآمر على حياة والدهم، لأن السيسي ووزير الداخلية هما المسؤولان عن حياته وصحته مسؤولية مباشرة.
ودعا ناصف المنظمات الدولية والحقوقية المحلية للتحرك وممارسة الضغوط على النظام في مصر لإنقاذ حياة الرئيس، وحتى لا يتكرر ما حدث مع مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف.
ومن جانبه تساءل عبد الله مرسي نجل الرئيس، في تدوينه له علي "فيسبوك": "هل كانت الزيارة المفاجئة لأسرة الرئيس في يونيو الماضي، بعد منع الزيارة أربع سنوات ليبدو الرئيس بصحة جيدة للأسرة، ثم تتم إجراءات التخلص من حياته بعدها؟! و واصل: لماذا تمنع سلطات الانقلاب العلاج عن الرئيس؟ ولماذا يمنعون الطعام عنه؟".
وواصل عبد الله تساؤله: "لماذا ينام الرئيس على الأرض لمدة ثلاث سنوات حتى أصبح يعاني من آلام لا تحتمل في الظهر والرقبة ؟ ولماذا تترك عينه اليسرى حتى يكاد لا يرى بها، وهي تحتاج عملية لتركيب دعامة؟ ولماذا يجرح الرئيس في يده وتحتاج لخمس غرز، ولا يجد من يسعفه، منذ عام وحتى الآن والجرح لم يلتئم".
وحول منع العلاج عن والده، واصل عبد الله قائلا: "لماذ لا يتوفر الأنسولين والطعام الجيد، حتى لا يدخل الرئيس في غيبوبة سكر كما حدث أكثر من مرة، حتى أنه أصبح يخاف النوم ليلاً خوفا أن من يدخل في غيبوبة أثناء النوم؟".
كما تساءل عن احتجاز والده صاحب الـ 67 عاما في ظروف اعتقال لا إنسانية ولا آدمية، ويمنع من لقاء بشر أو قراءة كتاب أو جريدة أو ورقة أو قلم منذ 3 سنوات.