هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يكن يتوقع أحد في اليمن، أن تكون نهاية الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، بهذه الصورة، حتى صالح نفسه، على يد حلفائه في جماعة "أنصار الله" (الحوثي) في صنعاء، اليوم الاثنين.
قتل صالح (75 عاما) إذا، وهو أطول من حكم اليمن، منذ عام 1978 وحتى العام 2012، اليوم برصاص حلفائه الحوثيين، أثناء فراره من صنعاء على وقع الاشتباكات معهم نحو بلدة خولان شرقي العاصمة.
ويوصف صالح بأنه أعتى حكام اليمن، فهو خامس رئيس لجمهورية اليمن الشمالي التي كانت تعرف بـ" الجمهورية العربية اليمنية"، وأول رئيس لدولة اليمن الواحد بعد إعلان الوحدة مع دولة الجنوب في عام 1990.
أبرز محطات حياته
ولد الرجل في 21 آذار/ مارس 1942، في بلدة سنحان جنوب صنعاء، التحق في السلك العسكري في العام 1960 إبان الحكم الملكي لأسرة آل حميد الدين في شمالي اليمن، وكان من أبرز العسكريين الذين شاركوا في الانتفاضة التي أطاحت بحكم الإمامة عام 1962.
تولى صالح الحكم في عام 1978 بعد حادثتي الاغتيال الشهيرة التي طالت رئيسين قبله، إبراهيم الحمدي في 1977، وأحمد الغشمي عام 1978.
قاد صالح حزب المؤتمر الشعبي العام منذ عام 1982، الذي تأسس في العام نفسه، وظل رئيسا عليه، حتى اليوم.
اقرأ أيضا : علي عبدالله صالح .. المخلوع الذي تمسك بالسلطة
أسهم في تحقيق الوحدة التي جرت بين شمال اليمن وجنوبه، بعد الاتفاق على ذلك مع الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، في 22 آيار/ مايو 1990، ليتهم بعد ذلك، بالانقلاب عليها، وشن حرب ضد الجنوبيين في صيف العام 1994 انتهت بانتصار قواته وهروب شريكه البيض إلى خارج البلاد.
وبعد إعلان التعددية السياسية في البلد، خاض دورتين انتخابيتين فاز فيهما الأولى في العام 1999 كمرشح توافقي لحزبي المؤتمر الذي يترأسه، والتجمع اليمني للإصلاح، والثانية في 2006.
ومع إعلان مؤسس جماعة الحوثي، حسين بدرالدين الحوثي، التمرد على الدولة في محافظة صعدة أقصى شمال البلاد، قاد صالح ست حروب مابين عامي (2004-2009) انتهت جولتها الأولى بمقتل الحوثي، إلا أن استمرار الجولات الأخرى من الحرب وصفت بـ"العبثية" فيما يتهم بأن الهدف من ذلك، القضاء على الجيش القديم الذي يقوده، علي محسن الأحمر، حتى يخلي المجال لظهور قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجله الأكبر المقيم في الإمارات حاليا، العميد أحمد.
علاوة على ذلك، وبعد مضي ثلاثة عقود على حكمه للبلد، كانت اليمن على موعد مع ثورة شعبية اندلعت في العام 2011، لإسقاط حكمه، بالتزامن مع موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة برمتها.
وتحت ضغط الاحتجاجات الثورية في ساحات وميادين التغيير، وقع صالح على تنحيه من الحكم في نفس العام، إثر تسوية سياسية قادتها دول الخليج، وخلفه في منصبه الرئيس الحالي، عبدربه منصور هادي.
علي صالح ظل غير مقتنع بقرار تخليه عن السلطة، وظل يتوعد القوى التي ثارت عليه، حتى دخل عام 2014، في تحالف مع جماعة الحوثيين الذين اجتاحوا بإسناد من القوات الموالية له، مدن شمال اليمن، وصولا للعاصمة صنعاء، التي دخلوها بقوة السلاح وسيطروا على مؤسسات الدولة الشرعية.
اقرأ أيضا : الحوثي: مقتل صالح حدث تاريخي وألحق هزيمة بدول العدوان
في عام 2016، أعلن الحوثيون تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهما، أعقبها بأشهر تشكيل حكومة "إنقاذ" غير معترف بها مناصفة مع حزبه.
وقبل مقتله بثلاثة أيام، أعلن صالح إنهاء تحالفه مع الحوثيين، ودعا إلى انتفاضة شعبية ضدهم، إلا أنهم أعلنوا في 4 كانون الأول/ديسمبر مقتله في معارك بصنعاء.