هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد تمكن قوات النظام مدعومة بـ"المليشيات الشيعية" من حسم المعركة ضد "تنظيم الدولة" في شرق سوريا، واقترابها من استكمال السيطرة على ريف البوكمال، بدأ ناشطون في الشمال السوري يتحدثون عن نية قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، بالتوجه لقيادة معركة النظام السوري؛ للسيطرة على مطار "أبو الظهور" العسكري في ريف إدلب الشرقي.
وبهذا الخصوص، يقول الناشط الثوري خالد الجنوبي إن النظام يشن هجوما على عدة محاور في ريفي حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي، وكل هذه الهجمات تهدف للوصول لمطار أبو الظهور العسكري، الذي سيكون قاعدة انطلاق لقوات النظام بالتوجه نحو مدينة إدلب وريف حلب الغربي لحسم معركة الشمال السوري.
ويضيف الناشط في حديث لـ"عربي21": هناك حشود للمليشيات الشيعية العراقية واللبنانية في ريف حلب الجنوبي في بلدة الحاضر، تهدف للوصول لمطار أبو الظهور العسكري، بالتزامن مع فتح النظام لمعارك جبل الحص، لا سيما في جنوبه، حيث تكمن خطة النظام والمليشيات الشيعية في حصار تحرير الشام بجبل الحص، من خلال محوري الحاضر وتلة الأربعين، والوصول لتل الضمان، ومنها لمطار أبي الظهور.
كما أكد أن هناك أنباء من داخل قوات النظام تتحدث عن أن من سيقود تلك المعارك هو قاسم سليماني، الذي يتواجد مستشارون له حاليا في ريف حلب الجنوبي، إذ تتخذ إيران قاعدة جبل عزان مركزا لها في تلك المنطقة.
ويقول الناشط خالد: "هناك أربعة محاور فتحها النظام ضد تحرير الشام، وهي محور قرية أبو دالي في ريف حماة، ومحور الرهجان، والمحور الثالث هو قرية عبيسان التي تبعد حوالي 30 كلم مترا عن مطار أبي الظهور، والمحور الرابع محور قرية الرشادية جنوب جبل الحص، وهذه المحاور دليل على أن النظام يسعى للوصول إلى إدلب من خلال السيطرة على ريف حلب الجنوبي بالكامل".
واعتبر أن هناك خطة دولية تقضي بالسماح لإيران بالوصول إلى مناطق تقع شرق أوتوستراد حلب دمشق، "ودليل ذلك هو عدم مؤازرة الفصائل التي تشارك بالأستانة لتحرير الشام، التي تخوض معارك ضد المحاور العسكرية التي فتحها النظام، كما أن هناك ضوءا أخضر للنظام يسمح له بالسيطرة حاليا على المناطق التي تقع شرق سكة الحجاز الحديدية".
كما لفت إلى أن القوات التي تقاتل مع النظام حاليا أغلبها ينتمي لما يعرف قوات الدفاع الوطني "الشبيحة"، وأن هناك تجهيزا من قبل سليماني لخوض معارك ضد فصائل المعارضة يكون الاعتماد فيها على المليشيات الشيعية .
من جهته، يستبعد الباحث السوري رامي الدالاتي أن تكون إدلب هي الوجهة القادمة لقاسم سليماني وقوات النظام؛ "لأن إدلب غدت جزءا من الأمن القومي التركي، وإيران فهمت الرسالة تماما، ولذلك لا اعتقد أن هجوما سيكون على إدلب بالفترة القريبة القادمة".
ويقول دالاتي في حديث لـ""عربي21": "اعتقد أن تركيا ستحاول بالقوة منع ذلك، وكذلك سيفعل الروس؛ نظرا للاتفاق الاستراتيجي بينهم وبين الأتراك، فلم يعد بإمكان الإيرانيين القيام بعملية عسكرية كبرى دون موافقة الروس وتغطيتهم لهم سياسيا أو عسكريا".
في هذا الموضوع، يقول الإعلامي، الملقب بـ"أبو حيدرة القلموني: "إنه من المحتمل أن يقود قاسم سليماني معركة السيطرة على مطار أبو الظهور، والوصول إلى إدلب؛ "نظرا لشراسة المعركة وضخامتها، حيث بات من المعروف أن مطار أبو الظهور هو وجهتهم".
وقال الإعلامي في حديث لـ"عربي21": النظام فتح محاور كبيرة وطويلة تمتد لـ150 كم من ريف حلب الجنوبي بجبل الحص إلى ريف حماة الشمالي الشرقي كأبو دالي وبليل، معتبرا أن المعارك حاليا هي كر وفر بين تحرير الشام ومن معها من الفصائل والنظام، وأن هناك خسائر بشرية في صفوف النظام؛ نظرا لما يزجه من أعداد بشرية في تلك المعارك".
وأكد "القلموني" أن تحرير الشام ومن معها من الفصائل لن تتأثر بوجود قاسم سليماني، وأنها ستتعامل معه باستراتيجية معينة تراعي الخطط العسكرية التي اتبعها سليماني مع تنظيم الدولة، كما أن هناك مؤازرات وصلت وستصل لريفي حماة وحلب من قبل تحرير الشام ومن معها من الفصائل.
وأضاف الإعلامي أنه "من المحزن عدم مشاركة الفصائل الأخرى في المعاركة الدائرة، وعلى الأغلب هذا يتم بتوجيهات من داعميها، مع العلم أن النظام هو من يقوم بالهجوم وليس تحرير الشام والفصائل التي تحارب معها، كما أن الفصائل تعتبر أن المناطق التي يهاجمها النظام هي مناطق تحرير الشام ولا علاقة لها بها".