بشكل مثير، استعرض محلل
إسرائيلي بارز، مسيرة
السينما في المملكة العربية
السعودية، حيث كشف من خلال حديثه أن عرض الأفلام في السعودية لم يتوقف.
وبعد قرار السعودية السماح مؤخرا بفتح دور للسينما، بشرط الالتزام بـ "قواعد الإعلام والأخلاق المتبعة في المملكة"، لا يوجد تفصيل يوضح ماهية هذه القيود، وفق ما قاله تسفي برئيل، محلل الشؤون العربية في صحيفة "
هآرتس" العبرية.
وأكد أن "كل ما سيتم عرضه سيخضع لإشراف المسؤول عن الرقابة"، لافتا أن "الفيلم الأول الذي سيعرض في دور السينما الجديدة؛ هو فيلم "ولد ليكون ملكا"، وهو فيلم إسباني سعودي، من إخراج الممثل والمخرج الاسباني اغوستي فلهرونغ".
ويتحدث الفيلم عن الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي كان في جيل 14 سنة، أرسل من قبل والده لتمثيله في زيارة لبريطانيا، التي دعي إليها من قبل الملك جورج الخامس.
وفي هذا الفيلم الذي صور في حينه، "يبدو الأمير الطفل وهو يحمل السيف في يده ويرافقه عدد من أبناء العائلة المالكة، وممثلو المملكة المضيفة يحيطون به وكأنهم يتعاملون مع مخلوقات غريبة"، وفق برئيل الذي رأى أن "السعودية والسينما أمران لا يلتقيان معا".
وأشار المحلل الإسرائيلي في مقالة بصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى وجود "حفنة من الأفلام التي تم انتاجها في المملكة في العقد الأخير مثل؛ فيلم "وجدة" لهيفاء منصور، و"كيف الحال" للمخرج ايزدور مسلم؛ من إنتاج شركة روتانا التي يملكها الملياردير الوليد بن طلال الذي تم اعتقاله مؤخرا بأمر من ولي العهد السعودي، وعدة أفلام وثائقية، وهو ما لا يمكن من خلالها إدخال السعودية لأي قائمة من قوائم منتجي الأفلام".
وأشار برئيل، إلى أنه رغم وقف السعودية نشاط دور السينما عام 1980، "لكن الأفلام فعليا لم يتوقف عرضها وبالذات في جدة والرياض وفي نوادي الشباب وفي المنازل الخاصة"، منوها أنه "منذ الستينيات يتم عرض الأفلام في قاعات صغيرة، وفي مباني شركة النفط الوطنية "أرامكو"، لكن هذه تم تخصيصها لعمال الشركة الأجانب فقط".
كما "تمكن الجنود الأمريكان الذين كانوا يتواجدون في السعودية من الاستمتاع بالأفلام، التي وصلت إليهم في كل أسبوع من بلادهم، حتى خروجهم من المملكة عام 2003، وحظر عليهم بيع الأفلام لجهات سعودية"، وفق المحلل الذي أوضح أن "سلاح الجو الأمريكي تعهد بجمع كل الأفلام التي تصل في كل أسبوع وقتها، والتأكد من عدم نقصها وإعادتها للولايات المتحدة عقب مشاهدتها".
وبعد قرار السماح بفتح دور سينما في المملكة، "سارع عدد من وسائل الإعلام في السعودية لتذكير السعوديين، أن السعودية في الثلاثينيات عرضت أفلاما وصلت من مصر والهند، وفي الستينيات اشتهر عدد من دور السينما مثل دار الجمجوم في جدة، التي قامت بتأجير أجهزة العرض لمن أرادوا عرض الأفلام في أحيائهم"، وفق المحلل.
ونقل عن أحد المقالات التي نشرتها صحيفة "عكاظ"، والتي "يذكر فيها سعودي أجريت معه مقابلة، أن الأفلام عرضت في ساحات الحي الذي يعيش فيه، حيث اعتاد الجمهور الجلوس على الأرض"، منوها أن عددا من المتحدثين الرسميين خلال الكشف عن مخطط ولي العهد محمد بن سلمان لإقامة لمدينة المستقبلية "نيوم"، تحدثوا عن تطوير صناعة السينما.
وألمح إلى إمكانية وجود منافسة مستقبلية بين الرياض ودبي في الإنتاج السينمائي؛ وتساءل: "هل السعودية تنوي وتستطيع منافسة دبي؟"، مشيرا إلى أن "النساء في دبي يمكنهن السفر في سياراتهن ومشاهدة الأفلام في المناطق القريبة، لكنهم في السعودية لم يستكملوا بعد صياغة التعليمات الجديدة التي ستمكن النساء من قيادة السيارة، كما لا يوجد ما يؤكد أن النساء يمكنهن مشاهدة الأفلام مع الأزواج".
وأضاف المحلل الإسرائيلي: "رغم كل ذلك، لا يمكننا عدم الثناء على ولي العهد بسبب جرأته بالسماح بفتح دور السينما في السعودية".