هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول وزير إسرائيلي سابق، عن الخسائر الكبيرة التي ستلحق بما يسمى "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" نتيجة الحرب القادمة على الجبهة الشمالية، وهو ما يتطلب -وفق رؤيته - إعادة صياغة معادلة ردع جديدة تمنع إيران عن مهاجمة "إسرائيل".
وأكد عضو "الكنيسيت" والوزير الإسرائيلي السابق، افرايم سنيه في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية أن "إيران هي المنتصرة في الحرب السورية؛ لأنها ضمنت جسرا بريا إلى البحر الأبيض عبر العراق وسوريا، وأصبحت المليشيات التي تتحكم بها قريبة من الحدود مع إسرائيل وحدود الأردن، كما أن القواعد الجوية والبحرية السورية ستخدم إيران في عملياتها".
وأضاف: "هكذا نشأ واقع جديد في المنطقة، لا تستطيع حكومة إسرائيلية مسؤولة أن تقبل به"، موضحا أن "جميع التغييرات الإستراتيجية السلبية التي قبلتها إسرائيل في الماضي، مثل تعزيز حزب الله في لبنان وحماس في غزة، أدت إلى نشوب حروب لم تنتصر إسرائيل فيها".
خطوط حمراء
واعتبر سنيه أن "الانتشار الإيراني الجديد في سوريا، هو خطوة حقيقية نحو خلق حصار صاروخي على إسرائيل الذي يرى فيه الزعيم الإيراني علي خامنئي وصفة واضحة لتدميرها"، مضيفا: "آجلا أم عاجلا لن تصمد إيران أمام إغراء استخدام تفوقها في سوريا، وإسرائيل ستستيقظ وستضع بالقوة خطوطها الحمراء في سوريا".
وفي كلتا الحالتين، "سيؤدي الوضع لمواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، سواء على الأراضي السورية أو في لبنان"، وفق الوزير الإسرائيلي، الذي زعم أن "إسرائيل ستنتصر في الحرب البرية، وبعد حرب طويلة سيتكبد حزب الله والمليشيات الشيعية ضربة شديدة، لأنهم سيفقدون الكثير من المقاتلين، وبصورة مؤقتة لحين فرض الانسحاب على إسرائيل، سيفقدون أيضا مواقعهم على الأرض".
صواريخ منتشرة
وفي ظل هذا الوضع، أوضح الوزير السابق أن "الجبهة الإسرائيلية الداخلية ستتعرض لضربة شديدة، حتى لو تم إطلاق جزء صغير من الصواريخ التي تم نشرها في لبنان – أكثر من 100 ألف صاروخ - على إسرائيل"، مذكرا أن "جزء من الصواريخ المنتشرة في لبنان ومستقبلا في سوريا، دقيقة جدا ومزودة برأس حربي ثقيل".
ونوه سنيه إلى أن "عدد الصواريخ في لبنان وسوريا يتجاوز بكثير عدد المضادات الجوية في الجيش الإسرائيلي"، مبينا أن "قرار تكريس موارد أكبر للقدرات الهجومية والاستخباراتية، تزيد عن موارد نظام الدفاع الجوي له ما يبرره، ولكن بعض الصواريخ والقذائف ستصيب الداخل الإسرائيلي بما في ذلك أهداف هامة".
وعلى الرغم من كل الإنجازات على أرض الواقع، رأى الجنرال السابق أن "الصورة النهائية للحرب، لن تكون صورة انتصار لإسرائيل؛ فالأضرار التي ستصيب الجبهة الداخلية ستقلل من الإنجازات التي تحققت في القتال".
وأكد أنه مع "نهاية الحرب لن يتغير ميزان القوة في المنطقة ولن تتعزز صورة الردع الإسرائيلية"، متوقعها أن "الصورة التي ستنتشر في وسائل الإعلام العالمية، لن تكون صورة الجنود وهم يرفعون العلم على مواقع حزب الله، بل صورة الجنود وهم يسحبون الجثث من تحت انقاض المباني في تل أبيب".
وقال: "هذا أمر محزن، ولكن هذا ما سيحدث، وستكون هذه حرب أخرى نتائجها الاستراتيجية لا تبرر ثمن الدماء"، مشيرا إلى وجود "احتمال لمنع هذه الحرب القادمة، عبر اجراء تغيير جوهري لمعادلة الردع الإسرائيلي".
خضوع إيران
ورأى أن "التهديدات الإسرائيلية، بشأن تدمير البنية التحتية المدنية في لبنان في حال ضربت إسرائيل، لا تؤثر على أحد في طهران التي فيها يتخذ القرار وليس في بيروت"، مضيفا: "حتى لو لم يجد اللبنانيين الماء والكهرباء، فهذا لن يردع الإيرانيين".
ويذهب سينيه إلى أن "الحرب السورية أثبتت، أن إيران ترى في حياة اللبنانيين ذخيرة قابلة للنفاذ"، متابعا: "يمكن ردع إيران عن الأمر بضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية فقط، إذا كان من الواضح لها أنها ستدفع الثمن نفسه وبشكل أكبر".
ويرى أن على إسرائيل "التوضيح أنه في حال تضررت الجبهة الداخلية، سيتم تدمير البنية التحتية لتصدير النفط في إيران"، منوها أن "مثل هذا الهجوم يمكن أن يجتث القدرة الرئيسية لإيران ويجعلها تخضع، ولدى إسرائيل القدرة على القيام بذلك".