هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مدرب فريق برشلونة، إرنستو فالفيردي، الذي تمكن بأسلوبه الهادئ من جعل فريق الكتلان في مركز مثالي، فمنذ شهر آب/ أغسطس لم يتكبد أي خسارة إلى حد الآن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الليلة الفاصلة بين يومي 16 و17 آب/ أغسطس، كانت مليئة بالاحتفالات في العاصمة مدريد، بعد خسارة برشلونة كأس السوبر الإسباني أمام الفريق الملكي.
وبغض النظر عن نتيجة كأس السوبر التي انتهت بمجموع هدف مقابل خمسة أهداف لصالح ريال مدريد، كان الفريق الملكي متفوقا للغاية أمام فريق برشلونة. وخلال هذه المباراة، خاض الكتلان دقائق كانوا خلالها بمثابة اللعبة بين يدي عناصر فريق زيدان.
وبينت الصحيفة أن ريال مدريد كان متفوقا خلال مباراة الإياب، في إطار مباريات كأس السوبر، محتلا مرتبة مثالية بعد أن حصد اللقب الرابع خلال نفس السنة. علاوة على ذلك، تأكد خلال هذا الحدث التاريخي، تفوق ريال مدريد أمام برشلونة، الذي خسر لقب السوبر بعد أن احتكره منذ سنة 2012.
في الواقع، لقد كانت تلك المباراة حاسمة، وعلى إثرها وجهت انتقادات لاذعة لإرنستو فالفيردي بسبب السقوط المدوي أمام المنافس الأول لفريقه. والجدير بالذكر أن فالفيردي قد باشر موسمه مع فريق برشلونة بمرحلة صعبة للغاية، بدأت بهزيمة من العيار الثقيل أمام ريال مدريد، التي أثارت شكوكا حول جدارة المدرب الجديد في إعادة الفريق إلى مستواه المعهود.
وأوردت الصحيفة أن إرنستو فالفيردي نطق بجملتين خلال المؤتمر الصحفي بعد نهاية المباراة، تركت أثرا خلال هذه الأيام. وفي هذا السياق، قال فالفيردي "يجب الفوز من أجل تغيير مسار الفريق، لأن هذا التغيير سيظهر أساسا عبر الانتصار". وبعد أربعة أشهر فقط، أصبحت توقعات فالفيردي حقيقة لا غبار عليها.
وذكرت الصحيفة أن فالفيريدي كان واثقا من أن تغيير مسار الفريق لن يكون إلا عن طريق الفوز. وهذا ما أثبته فريق برشلونة، فقد فاز مباشرة بعد مباراة السوبر ضد فريق بيتيس. ولم يقتصر الأمر على هذا الانتصار فقط، بل فاز الفريق الكتالوني في تسع مباريات على التوالي، ليصبح زعيم الدوري الإسباني دون منازع. ومنذ تلك الخسارة في ملعب سانتياغو برنابيو، لم يهزم فريق برشلونة في أية مباراة من مجموع 25 مباراة خاضها خلال هذا الموسم.
وبينت الصحيفة أن مدرب أتلتيك السابق قال في إحدى المناسبات، إن "الجميع سيخسر يوما ما، فهذا هو الأمر الوحيد المؤكد في هذه الرياضة. وسيمر ريال مدريد بمثل هذه اللحظات". ومنذ هذا التاريخ، خسر الفريق الملكي أربع مباريات، كما لم يعد قادرا على كسب خمس مباريات على التوالي. وبهذه الطريقة، تغير سيناريو كرة القدم الإسبانية بشكل جذري، وتمكن فالفيردي بأسلوبه الهادئ من تدارك النتيجة.
وأوضحت الصحيفة أن فريق برشلونة شهد هذا التغيير في وقت وجيز بفضل عمل فالفيردي، التقني غير المشهور، والهادئ للغاية، الذي تمكن من جعل الفريق الكتالوني يتحول إلى فريق عملي وأكثر فعالية. علاوة على ذلك، تمكن المدرب الإسباني من تغيير مسار الفريق وإدارته بشكل جيد، مع التحكم في نزعات الغرور في صلب الفريق، خاصة في ظل خروج نيمار وجدل الاستقلال في برشلونة.
وذكرت الصحيفة أن فالفيردي تمكن، دون عناء، من تكوين فريق لا يقهر، بلغ ذروته يوم السبت الماضي على أرض ملعب برنابيو. وبفضل الأهداف التي سددت في شباك ريال مدريد، تعززت صورة مدرب الفريق الكتالوني، الذي تغلب على تكهنات الصحفيين الذي راهنوا على فشله وعدم مواصلته المشوار الكروي بين صفوف فريق برشلونة.
وأضافت الصحيفة أن نجاح فالفيردي جعل من برشلونة فريقا عمليا، كما بين للجميع أن الانتصار هو الأكثر أهمية. وبرهنت مباراة الكلاسيكو أن مدرب الفريق الكتالوني قد تحكم في كل التفاصيل في الفريق وخطط للعبة وفق تمشيه الخاص، الذي سمح للفريق الملكي بالسيطرة على الكرة خلال الشوط الأول من المباراة.
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه في حال أدار مباراة برشلونة في ملعب برنابيو مدرب آخر أكثر شهرة من فالفيردي، لشهدنا مجاملات كثيرة تصل إلى حد منح هذا المدرب لقب "الأفضل في العالم". لكن، يكمن وراء نجاح وشهرة فالفيردي أسلوب هادئ يبشر بجعل فريق برشلونة أفضل مما كان عليه.