هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، قال فيه إن كوريا الشمالية هي العدو الأول للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب وضعها على قائمة التهديدات حال وصوله إلى البيت الأبيض.
ويقدم الوزير في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، تلخيصا لما أسماه إنجازات الوزارة ووكالة التنمية الدولية من أجل تحقيق السلام والاستقرار العالميين بشكل يشعر الأمريكيين بالفخر.
ويقول تيلرسون إن ترامب تخلى في تعامله مع كوريا الشمالية عن سياسة التحلي بالصبر، وتبنى سياسة الضغط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية، في إشارة للعقوبات التي فرضت على كوريا الشمالية، التي يرى أنها "أقوى عقوبات في التاريخ"، وضمت منع كوريا الشمالية من تصدير الفحم والحديد والمأكولات البحرية والأقمشة.
ويضيف الوزير أن واشنطن طلبت من حلفائها ممارسة الضغط على كوريا الشمالية، وإجبار النظام على تغيير سلوكه، لافتا إلى أن الكثير من الدول ردت باتخاذ خطوات إيجابية، مثل وقف التجارة، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وطرد العمالة الكورية.
ويقول تيلرسون إن حملة الضغط السلمية أدت إلى قطع 90% من موارد الدولة الكورية، التي تستخدم عادة في تمويل تصنيع الأسلحة غير الشرعية، ولم ينف المسؤول الأمريكي إمكانية التحاور مع بيونغ يانغ، بشرط التخلي عن مشروعها النووي.
ويشير الوزير إلى أن "الولايات المتحدة اعتمدت في استراتيجيتها على الصين، وممارسة النفوذ الاقتصادي على كوريا الشمالية، وهي وإن قامت بعدد من الخطوات، إلا أنه يمكنها العمل أكثر".
ويفيد تبلرسون بأن الولايات المتحدة تتابع عددا من القضايا مع الصين، المتعلقة بعدم التوازن التجاري، وسرقة الملكية الفكرية، والنشاطات العسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي، ويرى أن هناك حاجة ليقوم البلدان بالاتفاق على الكيفية التي ستتم من خلالها إدارة علاقات البلدين في خلال الخمسين عاما المقبلة.
ويؤكد المسؤول الأمريكي دور إدارة ترامب في هزيمة الإرهاب، حيث أثمرت استراتيجيتها بنتائج جيدة، وسيطر التحالف بقيادة أمريكا على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
ويربط تيلرسون بين التزام الإدارة بهزيمة الإرهاب والتطرف "الإسلامي"، الذي كان وراء قرار الإدارة تبني استراتيجية جديدة في جنوب آسيا، التي تركز على أفغانستان، التي لن تصبح ملجأ آمنا للإرهابيين، كما كانت قبل هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
ويقول الوزير: "يجب على باكستان المساهمة في مواجهة الجماعات الإرهابية على أراضيها، ونحن جاهزون للتشارك مع باكستان لهزيمة المنظمات الإرهابية التي تبحث عن ملاجئ آمنة، لكن على باكستان أن تظهر الرغبة لأن تكون شريكة معنا".
ويتطرق تيلرسون للحديث عن روسيا قائلا: "لم يكن لدينا أي وهم حول طبيعة النظام الذي نتعامل معه"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تتمتع بعلاقة فقيرة مع روسيا الصاعدة، التي غزت جيرانها من جورجيا إلى أوكرانيا، وأضعفت سياسة الدول الغربية، من خلال التدخل في الانتخابات.
ويجد المسؤول الأمريكي أن تعيين السفير السابق لدى الناتو كيرت فولكر، مبعوثا خاصا إلى أوكرانيا، يعكس تصميم الإدارة على إعادة السيادة الوطنية ووحدة الأرض الأوكرانية، ويرى أن الحل السلمي للقضية الأوكرانية يبدأ بالتزام روسيا باتفاق مينسك، وعندها يمكن التعامل معها.
ويقول تيلرسون إنه في الوقت الذي تتحفظ فيه الولايات المتحدة ضد العدوان الروسي، فإن هناك حاجة للعمل معها عندما تتداخل المصالح، مشيرا إلى جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع عملية جنيف السياسية، التي يأمل بالتزام الروس بها بطريقة تؤدي إلى سوريا خالية من بشار الأسد وعائلته.
ويتحدث الوزير عن إيران قائلا إن "الاتفاق النووي لم يعد النقطة الرئيسية في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، فنحن اليوم نواجه التهديدات الإيرانية الشاملة"، حيث تقوم استراتيجية الولايات المتحدة في جزء منها على إعادة بناء تحالفات مع شركاء أمريكا في الشرق الأوسط.
ويقول تيلرسون إن بلاده ساعدت في تشرين الأول/ نوفمبر على استئناف العلاقات بين السعودية والعراق، وستقوم الإدارة بالعمل مع الكونغرس للتصدي لمظاهر قصور الاتفاق النووي، ومواجهة الانتهاكات الباليسيتية والنشاطات التي تؤثر في استقرار المنطقة.