هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وفي
28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال وزير الإسكان، مصطفى مدبولي، أثناء لقائه مسؤولي
شركة "شنايدر إليكتريك": "لدينا خطة للسنوات الخمس القادمة لإنتاج مليون
م3 يوميا من مياه البحر المحلاة.
وتعجب
السفير إبراهيم يسري من تصريحات السيسي وطريقة معالجته لأخطر أزمة يمر بها المصريين،
قائلا عبر تويتر: "شرب مياه الصرف الصحي بدلا من مياه النيل، ونأكل لحم الحمير"،
ساخرا بقوله: "يا سعدك يا مصر".
وقال المراقب العام في الجهاز المركزي للمحاسبات، أشرف شعبان، عبر تويتر: "الصرف الصحي بديلا عن ماء
النيل، أحد الحلول الفنكوشية التي ابتلينا بها نتيجة الاستهتار والمفاوضات العبثية
مع إثيوبيا والسودان"، مضيفا: "لا للتفريط في حقوقنا"، و"النيل
خط أحمر".
من جانبه، شكك الخبير الهندسي، الدكتور عماد الوكيل، في إمكانية الاستخدام الآمن لمياه الصرف المعالجة،
وقال عبر "فيسبوك": "هل تعلم أنه لا توجد مواصفة أو كود يسمح بشرب مياه الصرف الصحي
المعالجة، ولا يوجد مواصفة تسمح حتى بخلط الخرسانة بهذه المياه، ولا يوجد مواصفة تسمح
بري الخضروات منها، فقط يسمح بري الأشجار الخشبية غير المثمرة، والباقي يستخدم في غسل
الشوارع".
40 مليار م3 مكعب عجز
مائي
وقال
المستشار السابق لوزير التجارة والصناعة، الدكتور إبراهيم نوار، إن إثيوبيا مستمرة
في بناء سد النهضة. وفي المقابل، مصر لم تعترض على البناء، وإنما تحاول القاهرة إلزام
أديس أبابا ببعض المعايير الفنية في ملء خزان السد، التي تضمن تدفق حصة مصر من مياه
النيل.
نوار،
أضاف لـ"عربي21"، أن واقع الأزمة مع أزمة التفاوض يتفاقم مع وصول عدد سكان
مصر إلى 104 ملايين نسمة، وهو ما يعني أننا كمصريين نواجه عجزا مائيا كبيرا، بمقدار
40 مليار متر مكعب على الأقل".
وأوضح
نوار قائلا: "ولذلك فإن الدولة المصرية تحتاج إلى تدبير موارد مائية، إضافية لتخطي
حاجز العجز المائي، الذي يبلغ (ألف متر مكعب للفرد سنويا).
وأشار
إلى أن هناك قنابل موقوتة تهدد استقرار الاقتصاد المصري في عام 2018، وأن أولها
"شح المياه"، واصفا الحالة التي ستترتب عليها بقوله: "الأرض ستعطش، وربما
يقل الزرع ويسوء حال الفلاحين، وهو ما ظهرت بوادره في الأطراف الشمالية من الدلتا عام
2017".
وحول
مدى صلاحية هذه المياه المعالجة للشرب، وكونها آمنة من عدمه على صحة أكثر من 90 مليون
مصري، أكد نوار أن "المياه المعالجة عموما لا تصلح للشرب".
ضياع
حقوق مصر
من جانبه، وصف الخبير الاقتصادي، الدكتور مصطفى شاهين، تصريحات السيسي بـ"السيئة"،
مؤكدا أن "وضع مصر في ظل أزمة مياه النيل صعب جدا".
شاهين،
قال لـ"عربي21"، إن اعتماد مصر على مياه الصرف الصحي في الشرب وزراعة المحاصيل
الزراعية لهو أمر مؤسف للغاية أيضا"، مشيرا إلى أن هذه الحالة تعكس سوء وصعوبة
الموقف التفاوضي للمصريين حول سد النهضة الإثيوبي وحصة مصر التاريخية من المياه.
وأضاف
أن لجوء السيسي لحل معالجة مياه الصرف الصحي كاستراتيجية لمواجهة أزمة المياه يعني
"ضياع حقوق مصر في مياه النيل"، مؤكدا أنه "لا يمكن أبدا لمصر، هبة النيل، أن تعتمد على مياه الصرف في الشرب وفي الزراعة".
وأشار شاهين إلى صعوبة ذلك الحل أيضا في إنقاذ المصريين
من العطش والجوع، وقال: "تتحدث عن بلد عدد سكانه في الداخل 94 مليون نسمة، وليس سهلا
أن تغطي أكبر محطة في العالم لمعالجة للمياه ولا غيرها احتياجات هذا الكم من البشر".
وأضاف: "كما أننا مقبلون في مصر على أزمة اقتصادية شديدة متوقعة، ستؤثر في كل مجريات
الاقتصاد".