هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر محلية عن قيام "وحدات حماية الشعب" الكردية العمود الفقري لما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية/ قسد"، بنقل أعداد كبيرة من قواتها المنتشرة على خطوط الجبهات مع تنظيم الدولة في ريفي دير الزور والحسكة.
وبحسب المصادر، فإن "وجهة هذه القوات ستكون
مدينة عفرين التي تخوض فيها القوات التركية والسورية المشتركة عملية عسكرية ضد الوحدات
بهدف دحرها عن المدينة".
وفي التفاصيل، أكد الناشط الإعلامي صهيب الحسكاوي
استقدام "الوحدات" أرتال كبيرة من دير الزور إلى منبج في ريف حلب
الشرقي، لإدخالها عبر مناطق سيطرة النظام السوري إلى عفرين.
ووفق الحسكاوي، فإن رتلا واحدا دخل مدينة عفرين منذ
انطلاق عملية "غصن الزيتون" عبر مناطق سيطرة النظام، فيما تتحضر أرتال
أخرى للتوجه إلى عفرين.
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن هذه
التحركات جاءت بعد التهديدات الكردية بتفريغ جبهاتها مع التنظيم في دير الزور، في
حال لم تتدخل الولايات المتحدة وتضغط لوقف العمليات العسكرية التركية في عفرين.
اقرأ أيضا: أردوغان: سنواصل عملية غصن الزيتون إلى منبج ونعيدها لأهلها
يذكر أن القيادية في ما يسمى بـ"وحدات حماية المرأة" نسرين
عبدالله، هددت الولايات المتحدة بسحب القوات الكردية من دير الزور، في حال لم يتم
التدخل أمريكيا في عفرين.
من جانبه، قلل الباحث في "مركز جسور
للدراسات" عبد الوهاب عاصي، من احتمال انسحاب "الوحدات" من جبهات
دير الزور، معتبرا أن الولايات المتحدة غير مهتمة كثيرا لهذه التهديدات.
وقال عاصي لـ"عربي21" إن الولايات المتحدة
قادرة على احتواء ردات فعل الوحدات سواء عبر افتتاح طريق إمداد محدود لعفرين إن
أرادت حرب تركيا بالوكالة، أو عبر الضغط العسكري وتهديدهم بقطع الدعم اللوجستي.
بدوره، لم يستبعد الصحفي صهيب الجابر أن تقوم
"الوحدات" بتسليم مناطق تسيطر عليها في دير الزور للنظام السوري
والمليشيات المساندة له، ردا على عدم مساندة ودعم قواتها في عفرين.
اقرأ أيضا: لماذا تحول الموقف الأمريكي تجاه تركيا بعد بدء عملية عفرين؟
واستدرك الجابر: "لكن مقابل احتمال قيام
الوحدات بذلك، لا أرى أن الأمر بهذه السهولة، لأن الوحدات مقيدة بقوانين وأوامر
أمريكية تحد من قدرتها على المناورة".
وقال الجابر لـ"عربي21": "ليس القرار
بيدهم حتى ينسحبوا من دير الزور، إلا في حال قرروا الارتماء في حضن النظام السوري
وروسيا، والتخلي نهائيا عن الولايات المتحدة"، معربا عن تقديره بأن "هذا الأمر غير وارد على الأقل في الوقت
الحالي، لأن ذلك يعني التخلي عن مشروع الدولة الكردية".
وفي الشأن ذاته، تحدثت مصادر محلية عن قيام مقاتلات
تركية بشن ضربات للمرة الأولى على أهداف عسكرية تابعة للوحدات في مدينة منبج في
ريف حلب الشرقي.
وفي هذا الصدد، رجح الناشط الإعلامي صهيب الحسكاوي،
أن يكون هدف تركيا من وراء هذه الضربات، ضرب الأرتال العسكرية التي من المحتمل أن
تتوجه إلى عفرين.
وأضاف، يبدو أن تركيا عازمة على مجابهة هذه المليشيات
دون الاستماع إلى الأصوات الأمريكية أو غيرها، مشيرا إلى تهديدات الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان بفتح معركة جديدة في منبج، بموازاة عملية "غصن الزيتون".