هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة "التايمز" أن أحفاد "المجاهد" الداغستاني المعروف حاج مراد، الذي خلده الروائي الروسي المعروف ليو تولستوي في رواية "حاج مراد"، يقومون بحملة لاستعادة جمجمته المحفوظة في أحد المتاحف الروسية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حاج مراد قاتل الروس؛ في محاولة لمنعهم من التقدم إلى مناطق المسلمين في القوقاز، لافتا إلى أن حاج مراد انشق عن صفوف "المجاهد" المعروف الإمام شامل، وذهب إلى صفوف الروس، لكنه تركهم هاربا على فرسه في عام 1852، عندما رفضوا دعمه بالسلاح لمواجهة منافسه الإمام شامل.
وتلفت الصحيفة إلى أن الجنود الروس لحقوه، وقطع رأسه عدو بينه وبين الحاج مراد ثأر، مشيرة إلى أنه تم نقل جمجمة مراد في عام 1959 إلى متحف كونستكميرا في سانت بطرسبرغ، الذي يعرض مقتنيات، مثل أجنة مشوهة، وظلت هناك في المخازن، إلا أن أحفاد المحارب يريدون الجمجمة لدفنها مع بقايا جثته الأخرى، التي دفنت في قرية بعيدة شمال أذربيجان.
ويفيد التقرير بأن الحاج مراد ينتمي إلى قبيلة أفار، التي تعد واحدة من 30 أثنية في داغستان، وكان شخصية معقدة في الحياة والرواية التي كتبها تولستوي، التي تحمل اسم آخر عمل للكاتب العظيم، لافتا إلى أن تولستوي كان يخدم في الجيش الروسي في منطقة القوقاز في وقت وفاة الحاج مراد، وكتب واحدة من قصصه القصيرة "القوزاق"، وهي بناء على تجربته في الشيشان.
وتجد الصحيفة أنه مع أن أعمال تولستوي عن المنطقة كلها تحمل بعدا رومانسيا، إلا أن "الحاج مراد"، التي نشرت عام 1912، بعد وفاة المؤلف، قدم فيها الكاتب شجبه الأكبر لفظائع الجيش الروسي.
وينقل التقرير عن واحد من كبار أحفاد المحارب، ويدعى ماغومدارب غادزموردوف، قوله في مؤتمر عقد في العاصمة الداغستانية ماخاتشكالا، إنه وأقاربه "يحلمون بتوحيد بقاياه" منذ عقود، وأضاف غادزموردوف: "أحب أن يصبح هذا الحلم حقيقة قبل أن أغادر هذا العالم".
وتذكر الصحيفة أن وزارة الثقافة أنشأت لجنة لدراسة فكرة تسليم الجمجمة، مشيرة إلى أن أحد الخيارات كان دفنها في داغستان، مستدركة بأن هناك احتمالا لدفنها في قبره.
وبحسب التقرير، فإن هناك من عبروا عن قلقهم من تحول قبر الحاج مراد إلى مركز للتقديس، حيث قال أحد العلماء لداعم دفن بقاياه: "ماذا يضمن لنا ألا يركب الناس الحافلات بالآلاف ليذهبوا للقبر وهم يهتفون الله أكبر".
وتكشف الصحيفة عن أن محاولات نقل رفات المحارب تحظى بدعم من حاكم الشيشان المقرب من الكرملين رمضان قديروف.
ويبين التقرير أن تولستوي لم يتردد في تصوير وحشية الحاج مراد، لكنه صوره بأنه رمز للتعاطف، وتصرف بناء على حدسه الطبيعي، مقارنة مع القيصر المتوحش نيكولاس الأول.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن مديرة متحف الكاتب في يسانيا بوليانا خارج موسكو ياكترينا تولسوتايا، تدعم نقل رفات الحاج مراد، منوهة إلى أنها زوجة فلاديمير تولستوي، حفيد الكاتب ومستشار للرئيس بوتين، وقالت: "نعتقد أنه موضوع مهم، ويجب أن تعاد بقايا الشخص للتراب، بعيدا عن دينه وجنسيته".