هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في إطار التقارب التركي مع ليبيا، التقى الرئيس رجب طيب أردوغان برئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، خلال زيارة الأخير إلى اسطنبول؛ لبحث تعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد السراج خلال اللقاء "أهمية عودة الشركات التركية للمساعدة في تنشيط الاقتصاد وإعادة الإعمار في ليبيا، مشيرا إلى ضرورة تنمية العلاقات والتعاون مع تركيا وتطويرها".
وأضاف، من اسطنبول، أن "الليبيين يتطلعون إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، عبر المصالحة الشاملة، والالتزام بالاستحقاق الدستوري، وإجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري"، وفق بيان للمكتب الإعلامي للسراج.
دعم مستمر
من جهته، جدد الرئيس التركي أردوغان دعم بلاده لحكومة الوفاق الليبي، وكذلك دعم المسار الديمقراطي في البلاد، مؤكدا "استعداد أنقرة للمساهمة في مجالات الاستثمار والتنمية في ليبيا، وتوفير ما يطلب منها في هذا الشأن"، حسب قوله.
وفي تصريحات سابقة، أكد مبعوث أردوغان إلى ليبيا، أمر الله إيشلر، أن "تركيا تدعم بقوة "خارطة طريق المبعوث الأممي غسان سلامة، التي تشكل فرصة مهمة، وتفتح نافذة جديدة أمام الحل بليبيا".
وأشار إلى أن "سياسة تركيا واضحة، وموقفها من الأزمة الليبية واضح، وهو يقوم على مبادئ عدة، أهمها أن تركيا على مسافة واحدة من الجميع"، حسب كلامه.
وطرحت الزيارة الأخيرة والتقارب الملحوظ بين أنقرة وطرابلس عدة تساؤلات حول: ماذا سيقدم أردوغان إلى الليبيين؟ وكيف سيؤثر هذا التقارب مع تركيا على علاقة "الوفاق الليبية" بدولة مصر؟
مصلحة "ليبيا" وفقط
وأكد المحلل السياسي الليبي، أحمد الروياتي، أن "الزيارة تراعي المصلحة الليبية الصرفة بعيدا عن التجاذبات أو الصراعات الإقليمية، فالترابط التركي الليبي أكبر من أن يهمش، حتى ولو كانت هناك بعض الإشكالات الفكرية أو السياسية مع النظام التركي الحالي".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "ما صرح به السراج هناك هو تأكيد لمساعيه التي أطلقها مند فترة حول حتمية الانتخابات كحل نهائي للانقسام الليبي، كما يؤكد أيضا أن السراج ومن معه
لا يتشبثون بالبقاء في المشهد، لكن أيضا لن يتركوه للفراغ"، حسب كلامه.
لا علاقة لمصر
وأشار أستاذ القانون بجامعة طرابلس الليبية، محمد بارة، إلى أنه "لا علاقة لمصر بهذا التقارب التركي الليبي، وعلاقة حكومة الوفاق الوطني بمصر قوية من الأساس، ولن تؤثر عليها هذه الزيارة".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن الزيارة يمكنها التأكيد على العلاقة المتينة بين ليبيا وتركيا، وكذلك احترام تركيا لرغبة الشعب الليبي في الانتقال إلى مرحلة الدولة والمؤسسات"، وفق رأيه.
وقالت الناشطة الليبية، غالية بن ساسي، إن "السراج يريد إجراء انتخابات، وهذا ما نسعى إليه جميعا، لكن من سيصدر قانون الانتخابات، نحن نريد انتخابات بعد الاستفتاء على الدستور".
وبخصوص العلاقات التركية الليبية، قالت بن ساسي: "تركيا منذ عام 2011 وهي تعدّ الداعم الأول لليبيا، ولديها شركات كانت تعمل، وسترجع في حال استقرت البلاد"، كما قالت لـ"عربي21".
رسالة للسيسي
لكن الباحث الليبي، علي أبو زيد، رأى من جانبه أن " الزيارة تحمل في طياتها رسالة للنظام المصري الحالي بأنه ليس اللاعب الوحيد في الملف الليبي، وهذا سيجعل الجانب المصري يتعامل باتزان أكثر في الملف الليبي، خاصة ملف توحيد المؤسسة العسكرية".
وتابع لـ"عربي21": "وتأتي زيارة السراج أيضا كمحاولة للفت نظر المجتمع الدولي إلى الملف الليبي، الذي صار في آخر أولويات هذا المجتمع نتيجة التطورات المتلاحقة في المنطقة"، حسب تقديره.
رسالة لـ"حفتر"
وقال الناشط السياسي الليبي، مختار كعبار، إن "التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات يحمل رسالة إلى "خليفة حفتر" الذي يعارض هذه الانتخابات، وربما أيضا محاولة لدفع التيار الإسلامي للمشاركة في هذه الانتخابات من خلال الحصول على دعم تركي"، حسب كلامه.
وتوقع كعبار، خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "تتسبب الزيارة في ردود فعل غاضبة من قبل مصر، لكن يجب ألّا نغفل الجانب الاقتصادي من الأمر، كون الشركات التركية لديها مشروعات عدة في ليبيا".