هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، السبت، عن التوسع العسكري الأمريكي في العراق، مشيرة إلى أن البلاد ما زالت تعاني من الاحتلال الأمريكي الذي يهيمن على القرار السياسي في البلد.
وقال المتحدث باسم "الكتائب" جعفر الحسيني في مقابلة نشرها موقع "الغد برس" العراقي إن "الانتخابات في البلد تشهد ضغوطا ويدا أمريكية في هذه العملية، نحن نرى أننا لو أردنا المشاركة في صنع القرار أو قيادة البلد في مرحلة ما فيجب أن يكون ذلك بعيدا عن أي ضغط أمريكي".
وأضاف: "نحن نعاني من احتلال أمريكي ما زال موجودا ومستمرا ومهيمنا على القرار السياسي، فما الفائدة من دخول هذه العملية، نريد التخلص من هذا الاحتلال أولا ومن ثم الدخول في العملية السياسية".
وشدد الحسيني على أن "الكتائب" ذاهبة إلى "طرد الأمريكان، في هذه المرحلة ومع انشغال العديد من الأحزاب السياسية بالدخول في الانتخابات، هناك توسع أمريكي ومحاولات لإيجاد فرص لإنشاء قواعد لهم في العراق".
اقرأ أيضا: قرار من برلمان العراق يقضي بجدولة مغادرة القوات الأجنبية
وأبدى استعداد "الكتائب" لـ"مواجهة هذا التوسع وطرد الاحتلال الأمريكي من العراق، ومن ثم لدينا مهمة أوسع باعتبار أن المشروع واحد بين دول المنطقة، سواء في العراق أو في سوريا".
وكشف الحسيني أن "الأمريكان يخططون للتواجد في شمال العراق أو شمال غربه عند مناطق صحراء نينوى بغية أن تكون بديلة عن قواعد أخرى أو عن قواعد أرادوا إنشاءها مع الأكراد في سوريا، سيناريوهات عدة بالنسبة للأمريكان في هذه المنطقة وتتطلب منا جهدا أكبر".
وأردف: "في فترات سابقة دعونا الحكومة العراقية إلى أن يرفعوا هذه المبررات، التي تتحدث عن وجود الأمريكان كمستشارين ومدربين، ماذا فعل الأمريكان كمستشارين ومدربين في الفترة السابقة بين عامي 2003 و2011 كي ينفعونا اليوم؟".
وتابع الحسيني: "نحن نعلم طبيعة تواجد الأمريكان الذي توسع من الموصل إلى الحويجة (في كركوك) بعد تحريرهما وقبل ذلك في قاعدة عين الأسد والحبانية (في الأنبار) ولدينا الأدلة على تواجدهم بأعداد كبيرة، الحكومة تعلم ذلك، لكن الحكومة تذهب باتجاه إيجاد المبررات لهذا التواجد، ونعلم الضغط الأمريكي عليها، وكذلك الضغط الإقليمي عليها، وهي لا تستطيع التصريح بهذا الكلام".
وأشار إلى أن "ما صدر عن الأمريكان مؤخرا، بأنهم أنفسهم طلبوا تعديل مطلبهم من 20 قاعدة إلى 20 مقرا، لكن مجلس النواب، أمس الأول، أصدر قرارا يوصي فيه الحكومة العراقية بتنظيم جدول لانسحاب القوات الأمريكية من العراق".
وبحسب الحسيني فإن "زيادة القوات الأمريكية مستمرة واختيار هذه القوات لمناطق أعلناها قبل عامين، بتواجد الأمريكان على الحدود العراقية السورية قبل أن نصل إلى أي منطقة حدودية".
اقرأ أيضا: كيف حصلت كتائب حزب الله على دبابات أبرامز الأمريكية؟
وفي التفاصيل قال الحسيني، إن "ما حدث في عمليات الرمادي كان جزءا من هذا السيناريو، العملية كانت مناطة بالأجهزة الأمنية والحشد الشعبي، منع الأمريكان أن يتواجد الحشد في الرمادي بغية أن لا يكون هناك تواصل وتمدد نحو الحدود، وتكرر الأمر في نينوى، حينما أردنا الذهاب لتحرير تلعفر رفضوا، لكن فصائل المقاومة واجهت ورفضت وذهبت باتجاه عزل الموصل عن الحدود حتى أصبح أمرا واقعا".
وكذلك، بحسب الحسيني، فإن "قاعدة التنف تم تحييدها ولم تعد ذات فائدة، وجرى ذلك قبل عملية القائم، وطوقنا القاعدة بمحيط قدره 50 كلم، وعزلنا قاعدتهم في التنف عن منطقة العمليات، وباشرنا بمسك الحدود وسيطرنا على أكثر من 180 كلم، قام الأمريكان بتحريك قسد (قوات سوريا الديمقراطية) نحو شرق الفرات وبعض الجماعات التابعة لهم من أجل أن لا يشارك الحشد في عمليات أعالي الفرات، بالتالي انقسمت المنطقة إلى قسمين".
وشدد المتحدث باسم المليشيا العراقية على أن "خيار المواجهة مع الأمريكان تم حسمه منذ أشهر، ما دام هناك جنود أمريكان على أرض العراق فإن هناك بندقية مقاومة على أتم الاستعداد".
وواصل الحسيني حديثه بالقول: "تركنا الوقت أكثر وأكثر للحكومة العراقية لكي يتحدثوا مع الأمريكان ويعملوا معهم، وفي الفترة الأخيرة طلب البعض من القريبين للمقاومة في العملية السياسية أن نعطي فرصة للحكومة العراقية لكي تقوم بما عليها ومن ثم يأتي دور المقاومة، الأمريكان يصرون على البقاء في العراق والمقاومة تصر على عدم بقائهم".
اقرأ أيضا: ما مستقبل نفوذ الولايات المتحدة بالعراق بعد خفض قواتها؟
ولفت إلى أن "شكل المواجهة سيختلف كثيرا، كل هذه الإجراءات والأساليب التي يتخذها الأمريكيون لن تجدي نفعا أو تطيل من أمد بقائهم في العراق، هم يتحركون وهناك تحركات قد لا تظهر للعلن، وهناك تواجد في عدة مناطق، وهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى، لن ندخل في تفاصيل الحركة باعتبار أنها تدخل في آلية العمل الأمني والمعلوماتي".
وأوضح أن "الأمريكان لديهم حركة وانتشار وأكثر من عشرين موقعا، المرحلة المقبلة ستتضمن تكتيكات مختلفة، لن تكون كما سبق، المقاومة ازدادت إمكاناتها وتضاعفت عشرات المرات بعد هذه الفترة، وهي تمتلك ما لم تكن تمتلكه في تلك السنوات".
وتابع الحسيني: "كذلك تحركات الأمريكان وتواجدهم ستختلف، سيستعملون المقرات وسيستعملون مقرات مشتركة مع الجيش العراقي والأجهزة الأمنية، هم يدركون تماما أننا لن نتعرض للمدنيين".
واختتم المتحدث باسم "الكتائب" قائلا: "أرسلنا رسائل إلى كل قيادات هذه المقرات المشتركة مع الأمريكان وأبلغناهم بضرورة الابتعاد عن هذه المواقع، وأن لا يكونوا درعا بشريا للأمريكان، ولقد أوصلنا للأمريكان رسائل ميدانية".