هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت قيادات بارزة في حزب "المؤتمر الشعبي العام"، مؤيدة للشرعية، وأخرى محسوبة على جناح الحزب المقرب من نجل صالح، أحمد علي عبدالله صالح، جولة من اللقاءات المباشرة، في العاصمة المصرية، بعد ثلاثة أشهر على مقتل علي عبدالله صالح مطلع كانون الأول/ ديسمبر نهاية العام الماضي.
يأتي ذلك وسط تساؤلات عن مدى إمكانية نجاح هذه
اللقاءات في إعادة لملمة قيادات الحزب المبعثرة في الداخل والخارج، والدفع بالحزب -الذي ارتبط وجوده بـ"السلطة"- إلى الواجهة من جديد.
وقالت مصادر سياسية يمنية إن لقاءات مكثفة تجريها
قيادات بارزة في مؤتمر الشرعية في القاهرة مع القيادات المحسوبة على جناح صالح ونجله المقيم
في الإمارات، في مسعى للملمة شتات الحزب، الذي يشهد تشظيا وانقساما غير
مسبوق، منذ اندلاع ثورة 11 فبراير في العام 2011، مرورا بما يعرف
بـ"الانقلاب الذي قاده الحوثيون خريف 2014، وصولا إلى أحداث ديسمبر 2017، التي
انتهت بمقتل زعيم الحزب صالح.
وأضافت المصادر لـ"عربي21"
أن هناك محاولات يقودها رئيس الحكومة المعترف بها، أحمد عبيد بن دغر، الموجود
حاليا في القاهرة، للتوصل إلى صيغة تقارب بين جناحي
"المؤتمر" الذي يتوزع في الرياض والقاهرة وأبوظبي، بالإضافة إلى مناطق
سيطرة الحكومة الشرعية في الداخل؛ وذلك بهدف إعادة تنظيم صفوف قيادات
"المؤتمر"، وردم هوة الانقسام بينهما، في أعقاب نجاح جماعة
الحوثي في إخراج نسخة موالية له من القيادات المتواجدة في صنعاء، بزعامة صادق أمين
أبو رأس، النائب الأول لرئيس الحزب في كانون الثاني/ يناير الماضي"، وفقا للمصادر.
من جانبه، كشف قيادي مؤتمري أن اللقاءات الجارية في العاصمة المصرية تسعى إلى بلورة نقاط تفاهم بينهما، ولملمة قيادات المؤتمر في إطار قيادة جماعية على مستوى الداخل والخارج.
وقال القيادي المقيم في القاهرة، في حديث خاص
لـ"عربي21"، مفضلا عدم نشر اسمه، إن "مؤتمر القاهرة" طرح
رؤيته لجناح الحزب المؤيد للرئيس عبدربه منصور هادي، بزعامة "بن دغر"، التي تنطلق من خطاب زعيم الحزب الراحل، صالح، قبل مقتله بيومين، والذي دعا فيه
إلى "استعادة الدولة ومؤسساتها، وفتح حوار مع الأشقاء في دول التحالف؛ لإيقاف
الحرب، وفك الحصار، ورفع العقوبات".
وحسب القيادي المؤتمر، فإن هناك إجماعا من قبل
الجميع على توحيد المؤتمر، لكن هناك خلافات بشأن موقع الرئيس هادي في الحزب.
وأشار إلى أن قيادات المؤتمر في الشرعية تتمسك
ببقاء الرئيس هادي بموقعه في الحزب، فيما ترفض القيادات الأخرى ذلك. مشددة أن
هادي تم فصله من قبل اللجنة الدائمة في العام 2014. لكنه أفاد بأن هذه النقطة سيتم التغلب عليها
بالاحتكام إلى لوائح وأنظمة الحزب.
وكان صالح قد أزاح الرئيس هادي، بعد تصاعد وتيرة
الخلافات بينهما، من منصبيه نائبا لرئيس الحزب وأمينا عاما له، في تشرين
الثاني/ نوفمبر 2014.
وجاءت هذه اللقاءات بعد عقد قيادات في حزب
المؤتمر (جناح الشرعية) بمحافظة تعز (جنوب غرب)، مؤتمرا استثنائيا للحزب، جرى من
خلاله انتخاب قيادة جديدة لفرع الحزب هناك.
اقرأ أيضا: قيادات حزب المؤتمر بتعز تقر عقوبات ضد أعضاء موالين للحوثي
ولم تعلق القيادات المحسوبة على صالح ونجله، المقيمة في القاهرة وأبوظبي، على "المؤتمر الاستثنائي"، الذي عقد في تعز في الـ28 من شباط/ فبراير المنصرم، بينما أُثار هذا الإجراء حفيظة قيادات "مؤتمر صنعاء" التي يتزعمها "أبو رأس"، الذي اختير قائما بأعمال رئيس الحزب وفقا للوائح الداخلية في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ووصفت جناح المؤتمر في صنعاء، في بيان رسمي
له، الاجتماع الذي عقده "فرع الحزب في تعز: بأنه
"مشبوه"، لعدم امتلاك الأشخاص الذين دعوا له أي صفة تنظيمية في قيادة
المؤتمر بالمدينة.
وبعد مقتل صالح، انقسم الحزب إلى تيارين؛ الأول
"موال للحوثي في صنعاء"، والثاني "محسوب على نجله أحمد"،
بالإضافة إلى تيار "الشرعية"، وهو الفصيل الثالث الذي كان موجودا والرجل
ما زال زعيما للحزب، ومتحالفا مع الحوثيين قبل انفكاكه نهاية 2017.