هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل قوات النظام السوري وحلفائه استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالرغم من قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار.
وبالتزامن مع ترقب لإجلاء حالات طبية، استهدفت طائرات حربية تابعة للنظام القسم الجنوبي من الغوطة الشرقية، وقتلت أكثر من 25 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورصد المرصد السوري تنفيذ هذه الطائرات صباح الثلاثاء غارات على بلدة كفربطنا، ومناطق في بلدة جسرين، وغارة على مدينة سقبا.
وعلى صعيد متصل من المنتظر أن تجري عملية إجلاء حالات طبية من الغوطة الشرقية تحت إشراف الأمم المتحدة خلال الساعات القادمة.
وبذلك، ارتفعت حصيلة القتلى في الغوطة الشرقية إلى 1185 بينهم 244 طفلا دون سن الثامنة عشر، و164 امرأة، منذ 18 من شباط/ فبراير الماضي، خلال تصعيد عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين وزملكا وحمورية وجسرين وكفربطنا وبلدات أخرى في الغوطة الشرقية.
اقرأ أيضا: قصف الغوطة يتواصل وفصيل يتفق مع موسكو لإجلاء الجرحى
وروجت وكالة "انترفاكس" الروسية نقلا عن الجيش الروسي قوله إن "نحو 100 شخص غادروا الغوطة الشرقية السورية الثلاثاء".
وعرض تلفزيون النظام السوري لقطات قال إنها لمجموعة من المدنيين تضم مرضى ومصابين يقول إنهم يغادرون الغوطة الشرقية.
وقال المسؤول السياسي في جماعة جيش الإسلام المعارضة، ياسر دلوان، إن مجموعة من المرضى غادرت بموجب اتفاق إجلاء طبي مع روسيا حليفة الحكومة السورية من خلال الأمم المتحدة.
وكان جيش الاسلام أعلن في بيان الاثنين الاتفاق "عبر الأمم المتحدة مع الطرف الروسي... للقيام بعملية اجلاء المصابين على دفعات للعلاج خارج الغوطة".
اقرأ أيضا: جيش الإسلام يتفق مع روسيا على إجلاء للجرحى من الغوطة
ويستعد الهلال الأحمر السوري بالفعل لإجلاء عدد من الحالات الطبية الحرجة مع مرافقين من أفراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية المحاصرة الثلاثاء.
ألف حالة طبية حرجة
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا، أعلن الاثنين الحاجة العاجلة لإجلاء ألف حالة طبية من الغوطة الشرقية، حيث تشن قوات النظام منذ 18 شباط/ فبراير هجوماً عنيفاً تسبب بمقتل 1185 مدنياً على الأقل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقالت الناطقة باسم المكتب ليندا توم لفرانس برس الاثنين: "هناك أكثر من ألف شخص بحاجة إلى إجلاء طبي، معظمهم من النساء والأطفال".
ومن بين تلك الحالات وفق الأمم المتحدة، 77 حالة طارئة تعد "أولوية".
تقدم النظام ميدانيا
وضيّق جيش النظام السوري الاثنين، الخناق على ما تبقى من بلدات تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، في وقت طرحت فيه واشنطن مشروع قرار جديدا في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لمدة شهر في سوريا.
وطلبت فرنسا من روسيا الضغط على دمشق لـ"وقف إراقة الدماء" في الغوطة الشرقية حيث يعيش 400 ألف شخص تحت حصار محكم منذ العام 2013.
وتسعى قوات النظام حاليا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، للسيطرة على حرستا وعربين، حيث تركزت الغارات الجوية الاثنين.
وتمكنت قوات النظام قبل يومين من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء، هي دوما ومحيطها شمالا تحت سيطرة "جيش الإسلام"، وحرستا غربا حيث تتواجد حركة أحرار الشام، وبقية المدن والبلدات جنوباً ويسيطر عليها فصيل "فيلق الرحمن" مع تواجد محدود لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا).
مفاوضات
وفي دوما، تدور المفاوضات أساسا حول اتفاق مصالحة يقضي ببقاء جيش الإسلام فيها، في ما تتعلق مفاوضات حرستا وبلدات الجنوب من حمورية وسقبا وجسرين وكفربطنا بعمليات إجلاء للراغبين من مدنيين ومقاتلين، وفق المرصد.
وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية وإثر حملات عسكرية عنيفة.
وتتعرّض الغوطة، التي يقطنها نحو 400 ألف مدني، منذ أسابيع لحملة عسكرية تعد الأشرس من النظام السوري وحلفائه.