هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خصصت صحيفة "الغارديان" افتتاحيتها للحديث عن عزل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من منصبه، مشيرة إلى أن وصفه الرئيس دونالد ترامب "بالمعتوه" لم يكن مشجعا على استمرار عمله، مع أنه كان يردد ما يقوله الآخرون عن الرئيس.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "الحديث عن عزل وزير الخارجية تيلرسون، واستبداله بمدير المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) مايك بومبيو، ليس جديدا، وبدأ بعد تلك الإهانة التي وجهها للرئيس في الخريف الماضي، التي وصفها الرئيس بـ(الأخبار الزائفة)، مع أن الأخبار جاءت من داخل الإدارة".
وتفيد الصحيفة بأن "العلاقة بين ترامب وتيلرسون انتهت بطريقة سيئة، وستترك تداعيات على السياسة الخارجية الأمريكية".
وتعلق الافتتاحية على الطريقة الغريبة التي عزل فيها ترامب وزير خارجيته، قائلة إنها "تعكس الفوضى والنزاع في داخل الإدارة، خاصة أن الإدارة تشهد خروجا ودخولا مستمرا للمسؤولين، منها إقالة لمساعد الرئيس الشخصي، الذي يجري التحقيق معه من وزارة الأمن الداخلي؛ لارتكابه جرائم مالية خطيرة، وقبل أيام استقال مستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية غاري كوهن، ومديرة الاتصالات هوب هيكس، وتأتي هذه الخطوة وسط استقالات وإقالات عديدة".
وترى الصحيفة ان "خروج تيلرسون طال انتظاره، إلا أن التوقيت والأسلوب مثيران للشك، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن وزير الخارجية علم عن تنحيته من التغريدة مثل غيره، مع أن البيت الأبيض قال إن الوزير تلقى تحذيرا عن (تحرك قريب) إن لم يتنح بنفسه".
وتلفت الافتتاحية إلى أن هذا القرار جاء بعد تصريحات لتيلرسون حول تسميم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال، ووصفه بأنه "عمل فاضح"، وبأنه من "الواضح" وقوف الروس وراءه، مشيرة إلى أن ترامب ظل، كما هو متوقع، صامتا حول الموضوع.
وتبين الصحيفة أن "الإدارة تزعم أن هذا التحرك كان مخططا له للمساعدة في المحادثات مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ- أون، وهو مبرر سخيف، ومحاولة لحرف الانتباه، بل جاء القرار ليقوض الجهود الدبلوماسية التي تحتاجها الإدارة في عملية معقدة، وعليه فإن اختيار بومبيو المتشدد تجاه إيران، هو محاولة لإخبار كوريا الشمالية أن لا أمل لها بالتقدم والتوصل لاتفاقية، ويزيد تعيين بومبيو من مخاطر إلغاء ترامب الاتفاقية النووية، وهناك أخبار سيئة أكثر من تعيين بومبيو، وهي تعيين سيدة لها علاقة بالسجون السوداء والتعذيب في مرحلة ما بعد 11/ 9".
وتقول الافتتاحية إن "تيلرسون لم يقدم عملا جيدا، مع أنه من الصعب رؤية كيف سيؤدي شخص عمله في ظل إدارة رئيس كترامب، وأفرغ وزارته من الخبرات والخبراء، ولم يتعاون مع البقية، وهو ما يعني أن بومبيو سيواجه وضعا أصعب".
وتجد الصحيفة أنه "برحيل تيلرسون وكوهين، وتراجع دور صهر الرئيس جارد كوشنر، فإن دعاة (المدخل الدولي) في تراجع، فبومبيو صقر ومتشدد وصدامي، وآراؤه حول التغيرات المناخية تجعل من مواقف تيلرسون داعية لحماية البيئة".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالتساؤل عن مدى نجاح بومبيو في مهمته، "فلربما حظي بمصداقية، لكنه سيكون صوت سيده، ويبدو ترامب واثقا من نفسه، وبأنه يسيطر على كل شيء، وليس بحاجة للاستماع لنصائح مستشاريه، والسؤال هو كم هي المدة التي سيبقى فيها الرجل الجديد في منصبه؟".