هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين مدير الاستخبارات، مايك بومبيو بديلا له، تكهنات حول تعاطي الأخير مع الملف الليبي وعلاقته به.
ويأتي ارتباط اسم "بومبيو" بالملف الليبي، كونه كان أحد أعضاء اللجنة المكلفة بالتحقيق في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي (شرق ليبيا)، عام 2012، والذي أودى بحياة السفير الأميركي، كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين وقتها.
ماذا سيفعل؟
ويعد الوزير الجديد من المؤيدين بشدة للانفتاح على نظام السيسي في مصر، وهو ما قد يؤدي إلى اهتمام أكبر بالملف الليبي والتعاطي معه من وجهة نظر مصرية، بخلاف "تيلرسون" الذي استطاع إقناع مصر بدعم الانتخابات الليبية والاتفاق السياسي والحل السلمي في البلاد.
ورأى مراقبون أن المعلومات الواردة حتى الآن عن الوزير الجديد، تدل على "تشدده" في موضوع التسليح وهو ما قد يجعله يميل أكثر لدعم النظام العسكري في الشرق الليبي بقيادة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، في حين رأى آخرون أن أميركا دولة مؤسسات وليست أشخاصا.
والسؤال: كيف سيتعامل وزير "ترامب" الجديد مع الأزمة الليبية؟
أكثر "جرأة"
من جهته، أكد المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "السياسات الأمريكية ستتغير بشكل لا يتناغم مع رغبات شعوب المنطقة، كون وزير الخارجية الجديد يميني الأفكار ومتناغم جدا مع سياسات "ترامب"، والتي ستكون أكثر جرأة فيما يتناغم مع مصالحها فقط".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "سياسات "واشنطن" القادمة ستكون لصالح المثلث المناهض للشعوب متمثلا في مصر- الإمارات- السعودية، وتوجهات هذا الثلاثي في الملف الليبي"، حسب قوله.
الانتخابات القادمة
وقال عضو المؤتمر الليبي العام السابق، محمد عبد الكريم دومة: "أعتقد أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستشهد تغيرا كبيرا وديناميكيا لتفعيل دورها في كافة الملفات".
وأضاف لـ"عربي21": "ستسعى الإدارة الأميركية بوزير خارجيتها الجديد لإعادة تفعيل دورها، ومن بين ذلك طبعا الملف الليبي، وسيكون التفعيل خاص بما يتعلق بموضوع الانتخابات والحرب ضد الإرهاب"، حسب تقديره.
مسارات وتوجهات
الصحفي الليبي، محمد علي، قال من جانبه؛ إنه "من خلال متابعة المشهد من زاوية واشنطن ومواقفها في ليبيا، فإن فترة تولي "تيلرسون" لم يكن هناك دور للولايات المتحدة يذكر سوى دعمها للاتفاق السياسي وما انبثق منه خشية أن يتكرر مشهد الفراغ السياسي".
وتوقع في حديثه لـ"عربي21"، أن "وزير الخارجية الأميركي الجديد سيعطي الملف الليبي اهتماما بشكل أكبر من سابقه، مستدركا: "لكن هذا الأمر لا يمكن أن يوضع كمؤشر، والأيام المقبلة والمواقف التي سيطلقها هي التي ستوضح مسارات وتوجهات "بومبيو"، كما قال.
"لا تغيير"
وقال الناشط السياسي الليبي من كندا، خالد الغول، إنه "حتى الآن سيتعاطى وزير "ترامب" المعين مع ليبيا عبر الاتفاق السياسي وفقط، وسيظل يتعامل مع "السراج" أنه هو القائد الأعلى للجيش ويجب أن يرضخ له الجميع في هذه المرحلة".
واستدرك قائلا: "ما دام الأمر لا يمس المصالح الأميركية والأزمة الليبية تأثيراتها داخلية، فلا ولن تهمهم معاناة الليبيين، ولديهم نفس طويل حتى الوصول إلى نتائج مرجوة"، حسب رأيه.
اختلاف مع "ترامب"
لكن الناشط الليبي، خالد سكران، أشار إلى أن "تيلرسون كان يختلف مع "ترامب" في إدارة بعض الملفات ومنها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والدفاع عن الحكم القطري بعكس توجهات الرئيس بأن قطر داعمة للإرهاب، وكذلك ملف إيران وكوريا الشمالية".
وتابع: "ورغم هذا الاختلاف لم يكن "تيلرسون" مهتما بالملف الليبي، لكن أعتقد أن "بومبيو" سيكون أكثر تعاطيا مع أزمة ليبيا بحكم عمله من قبل في لجنة التحقيق الخاصة بحادثة مقتل السفير الأميركي في بنغازي"، وفق قوله لـ"عربي21".