سياسة دولية

دعوة إسرائيلية لفرض السيادة على الجولان والتحالف مع الأكراد

الاستيطان هو المسار الأول في استراتيجية إسرائيلية للسيطرة على الجولان - أرشيفية
الاستيطان هو المسار الأول في استراتيجية إسرائيلية للسيطرة على الجولان - أرشيفية

قال كاتب إسرائيلي إنه نتيجة للحرب الدائرة في سوريا، فإن أمام إسرائيل فرصة ذهبية للحصول على اعتراف دولي بسيادتها على الجولان، وتوسيع الاستيطان فيها.

 

واعتبر "أريئيل كهانا" أن مرور أكثر من عام على تولي دونالد ترمب منصب الرئاسة في الولايات المتحدة أظهر كم أن إسرائيل لديها حليف وثيق في البيت الأبيض، قدم لها إنجازات غير متوقعة، كالاعتراف بالقدس عاصمة لها، وإجراء تقليصات في مساعدات الأونروا، واتخاذ مواقف صارمة تجاه الفلسطينيين، وجاء تعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية ليشكل خبرا سارا لها، لأنه صديقها الحميم.


وأضاف "كهانا" بمقاله بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21" أن مبادرة سياسية يجري التحضير لها لتقديمها للحكومة الإسرائيلية بهذا الخصوص، لأنها المرة الأولى منذ خمسين عاما تتوفر فيها فرصة سانحة لتغيير حدود بعض الدول في الشرق الأوسط، وإسرائيل قد تستفيد من هذه الفرصة التاريخية بالحصول على اعتراف دولي بسيادتها على هضبة الجولان نتيجة للحرب الدائرة في سوريا.

 

ونقل عن تسفي هاوزر السكرتير السابق للحكومة الإسرائيلية أنه أعد وثيقة سياسية من 88 صفحة حول الجولان، ووضعها السياسي والقانوني، مشيرا أن إسرائيل مطالبة بالعمل في موضوع الهضبة على ثلاثة مسارات: تكثيف الاستيطان فيها، محاولة التأثير في الوضع القائم في سوريا، والانخراط في الساحة الدبلوماسية العالمية.

 

وأكد هاوزر أنه بدأ التحضير مع بعض الخبراء لانتهاز هذه اللحظة التاريخية لإعلان السيادة الإسرائيلية على الجولان، مؤكدا أن الاستيطان هو المسار الأول في استراتيجية إسرائيلية في الجولان، حيث يبقى هو العامل الأكثر قوة في فرض هذا التطلع، حيث يعيش اليوم في الهضبة قرابة 22 ألف مستوطن إسرائيلي، وهو رقم متواضع نسبيا، لأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تعتبر السكن والإقامة فيها مسألة استراتيجية حيوية خشية حصول تطورات سياسية تضطرها لإخلاء الجولان.


ولا يوجد في الجولان مستوطنون متدينون كما هو الحال بالضفة الغربية، وكذلك يغيب العمل الحكومي الرسمي عنها، ولعل العمل المطلوب اليوم رفع عدد المستوطنين في الجولان ليصل إلى مائة ألف خلال سنوات قليلة، من خلال توفير مصادر عمل لهم ووسائل مواصلات.

 

أما المسار الثاني اللازم لإسرائيل للاحتفاظ بالجولان فهو التدخل في ما يحصل في سوريا، لأننا نرى حجم التدخل الإيراني والتركي هناك، وقد أرسلتا لهما أذرعا طويلة داخل الأراضي السورية، سواء من خلال الاجتياح المباشر مثل أنقرة، أو إرسال المليشيات المسلحة مثل طهران، في حين فضلت تل أبيب انتهاج سياسة دفاعية فقط ضد إرساليات الأسلحة، دون أن تكون حاضرة في سيناريوهات اليوم التالي لانتهاء الحرب السورية.

 

وأكد أنه فيما أسفر تدخل تلك الدول عن تحقق المصالح الإيرانية والتركية في سوريا، فإن إسرائيل استيقظت على نفسها أوائل 2018 على تواجد للمحور الإيراني الشيعي على حدود الجولان، مع العلم أنه ليس بالضرورة على إسرائيل أن ترسل قواتها العسكرية إلى سوريا، فهذا الأمر غير مقبول على الرأي العام الإسرائيلي في ضوء التجربة الفاشلة خلال حرب لبنان الأولى عام 1982.

 

لكن إسرائيل في الحرب السورية ضيعت على نفسها فرصة تأييد الأكراد السوريين، في ظل توفر فرصة كبيرة لإقامة كيان سياسي كردي أو حكم ذاتي، لا يرتبط أهله بصراعات دينية أو قومية مع دولة اليهود، مثل الأكراد والدروز والمسيحيين.

 

وختم بالقول: كان بالإمكان قيام تحالف كردي إسرائيلي من شأنه أن يخدم الجانبين، المرتبطين بمصالح استراتيجية مشتركة، وهو ما سيخدم على المدى البعيد سيطرة إسرائيل على هضبة الجولان، التي تعتبر منطقة حيوية واستراتيجية، وليس عليها خلاف داخلي.

التعليقات (0)