حذرت أوقاف
القدس،
من حدث يجري التحضير له من قبل الاحتلال الإسرائيلي، يمثل خطرا حقيقا وكبيرا على المسجد
الأقصى المبارك، وهو ما اعتبره خبير مقدسي "حدث سياسي" يهدف لخلق واقع تلمودي
مزيف لا أساس له.
تصعيد خطير
أكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات
الإسلامية بالقدس، أن الاحتلال الإسرائيلي، "منذ نصف قرن يقوم بخنق المسجد الأقصى،
بمشاريع
تهويدية تحت زعم مشاريع عمرانية تارة وثقافية تارة أخرى، مستغلا الأعياد اليهودية
والحفريات والاقتحامات اليومية".
وأوضح في بيان له وصل إلى "
عربي21" نسخة منه، أن الاحتلال "زاد في حصاره للأقصى حين هدم حارة
الـمغاربة، وسيطر على القصور الأموية وأعلن تحويلها إلى حدائق تلمودية ومطاهر للهيكل".
وكشف المجلس، أن الاحتلال
"يسعى اليوم إلى إقامة مهرجان ضخم تحت عنوان: تدريب قرابين الفصح؛ الذي سيشارك
فيه كبار حاخامات الهيكل، ومطربون وقنوات تلفزة"، وأعلنت "جماعة منظمة جبل
الهيكل" الصهيونية، تنظيم هذا المهرجان التهويدي يوم الاثنين القادم بمنطقة القصور
الأموية، وبموافقة ومباركة الشرطة الإسرائيلية.
ونوه إلى أن "التجهيزات اللازمة
بدأت بالفعل لنصب مذبح المحرقة وأدوات الطبخ والقرابين لوضعها يوم الأحد القادم ـ
أي قبل الـمهرجان بيوم ـ في منطقة القصور الأموية"، مؤكدة أن ما يجري هو
"تصعيد خطير اتجاه قدسية المسجد الأقصى المبارك".
وإزاء خطورة ما يجري، أكدت الأوقاف
أن "القصور الأموية وكل ما يحيط بالمسجد الأقصى هو جزء لا يتجزأ من الأوقاف الإسلامية، التي هي حق خالص للمسلمين، ولا يحق لأحد الاعتداء عليها أو تغيير وظيفتها".
قوة طاردة
وشددت على أن هذا "العمل التهويدي؛
هو انتهاك لحرمة الأقصى وهو خطوة تهويدية لن نسكت عليها، وهي مرفوضة ومستنكرة"،
مؤكدة أن "السكوت عليها سيعطي الجماعات المتطرفة الضوء الأخضر للزحف إلى داخل
المسجد الأقصى".
وحذرت الأوقاف "كل الجهات
الاحتلالية، وعلى رأسها الشرطة الإسرائيلية من الإقدام على مثل هذه الخطوة، التي فيها
استفزاز لمشاعر المسلمين، وقد تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها".
وطالبت أصحاب القرار في الدول
العربية والإسلامية، والشعب
الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، بـ"الوقوف إلى
جانب المسجد الأقصى والقدس، والعمل على محاصرة الاحتلال ولجم توغله قبل فوات الأوان".
من جانبه، لفت ناجح بكيرات،
مدير أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، أن هناك ثلاثة محاور يمكن قراءتها لهذا الفعل
التهويدي، ويتمثل الأول، في "السلوك الخطير لشرطة الاحتلال الداعمة بشكل كبير
جدا للاستيطان والتهويد".
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"،
أن "شرطة الاحتلال تحرض زعماء وقطعان المستوطنين ضد الأقصى، وهي اليوم ألد أعداء
الأقصى، وليست وسيطا نزيها كما تزعم في حفظ الأمن داخل الأقصى".
وأكد بكيرات، وهو خبير في شؤون
الأقصى والقدس، أن "شرطة الاحتلال تشجع وتسهل للمستوطنين المس بالأقصى، وتحاول
دائما تفريغه من المصلين، وهي تشكل قوة طاردة للفلسطينيين من الأقصى وقوة جاذبة وحامية
للمتطرفين"، ويقتحم المستوطنون بشكل شبه يومي الأقصى على فترتين يوميا، بحماية
الشرطة الإسرائيلية الخاصة.
ونوه إلى أن المحور الثاني هو أن
"الرموز التعبدية التوراتية المزيفة كثيرة جدا، وهي تحاول إيجاد أرضية لها بالقرب
من الأقصى، ونحن اليوم أمام ثلاث رموز يهودية
زحفت نحو المسجد الأقصى".
قلب الأقصى
وبين مدير أكاديمية الأقصى،
أن من بين تلك الرموز، تاج من ذهب جلب من أمريكا عبر مطار اللد ووضع في منطقة الكاردو
بالبلدة القديمة بالقدس، ومن ثم نقل لحارة المغاربة على بعد نحو 200 متر من الأقصى"،
موضحا أنه "كتب عليه أن سينقل إلى الأقصى".
وأضاف: "القبور التي كانت
بعيدة جدا، بدأت تزحف كقبور وهمية وأصبحت بمحاذاة الأقصى، كما تم تغيير وتهويد القصور
الأموية وتحويلها إلى مطاهر وإيجاد الحوض المقدس"، معتبرا أن "النقطة الأخطر
في زحف هذه الرموز، أنها وجدت من يدعو إليها جهارة، وأصبحت الرموز الإسرائيلية تقترب
أكثر فأكثر من قلب المسجد الأقصى".
وحول المحور الثالث، أشار الخبير،
أنه يتمثل في "غياب الواقع العربي والإسلامي وسكوته عما يجري في القدس والأقصى،
وهذا يؤكد أن إسرائيل تستغل هذا الوضع العربي والإقليمي المتراخي، وتحاول أن تخلق واقعا جديدا داخل الأقصى، ونحن هنا أمام خطر حقيقي وكبير جدا؛ ينذر بتقسيمه مكانا أو زمانا".
ومن خلال "مشروع قرابين
الهيكل"، بين بكيرات أنهم "يعتقدون أنه يجب تقديم قربان يذبح تحضيرا للبقرة
التي يحضر لها كي تذبح وتحرق ثم ترش لتطهير المكان (الأقصى) حيث يعتبرون أن المسلمين
قاموا بعمل وثني داخل الأقصى وأنه يجب أن يطهر"، مؤكدا أن هذا المشروع "هو
في النهاية حدث سياسي خطير؛ يرمز إلى إنهاء أمة".
وذكر أن "محاولة التدريب
هذه على مثل هذه الأمور، هي محاولة لخلق واقع في قداسة يهودية جديدة، مزيفة ومغلوطة"،
معربا عن أسفه لأن "غياب الرواية الحقيقية وأهلها؛ مع اختراع هذه الرواية التلمودية
المكذوبة التي لا اصل لها، جعلها تقترب من المسجد الأقصى".