هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان وسائل إعلامية سعودية مقربة من
الجهات الرسمية وجود مخطط لشق قناة مائية على طول الحدود مع قطر بعمق 1 كيلو متر
داخل الأراضي السعودية وبطول 60 كيلومترا تساؤلات حول مدى واقعية هذا التوجه وحاجة
السعودية له ومشروعيته وفقا للقانون الدولي.
وأعلنت صحيفتا سبق والرياض السعوديتين عن
تفاصيل المشروع وقالت إن من أهدافه تحويل قطر إلى "جزيرة" وإطالة مسافة
الساحل الشرقي للمملكة فضلا عن إنشاء مشاريع سياحية ومنتجعات على طول الساحل
الجديد.
وقالت "سبق"
إن المشروع سيحمل اسم "قناة سلوى البحرية" وهو بانتظار الموافقة الرسمية
للبدء بتنفيذه بكلفة تصل إلى 2.8 مليار دولار وبمدة زمنية تبلغ 12 شهر ليكون
جاهزا.
وانقسم المغردون بين ساخر من المشروع ومحذر
منه في الوقت ذاته خاصة أنه يقوم على فصل جزء بري من الجزيرة العربية وتحويله إلى
جزيرة تحيط بها المياه من كافة الاتجاهات ويحرم قطر من المنفذ البري الوحيد.
وقال المغرد عبد الرحمن الماجد:
العالم المتحضر عنده طريقة للحكم
انتخابات
حكومة
محاسبة
العربان اخذوا الطريقة حقت الاسود والضباع والحيوانات الكبيرة القوي يقتل الضعيف ويحكم القطيع#قناه_سلوي_البحريه
— عبدالرحمن الماجد (@ubabdul1392) April 7, 2018
وعلق الناشط السعودي
غانم الدوسري بسخرية على المشروع بالقول:
لو بيد ال سعود مسح قطر من الخريطة لفعلوا
فقلوبهم مليئة بالحقد والكره ويتعمدون إذلال وسحق كل من لا يوافقهم
مشروع #قناه_سلوي_البحريه هرطقة وإسلوب ترهيب الغرض منه سلمونا مفاتيح بلدكم
الموافقة النهائية على مشروع مثل هذا في واشنطن
اما الرياض ففيها التلاعب بالصور ورفع الهاشتاقات
— غانم الدوسري (@GhanemAlmasarir) April 5, 2018
وفي المقابل وصف
الناشط السعودي نايف العساكر المشروع بأنه "فصل لورم سرطاني" وقال:
#قناة_سلوى_البحرية :
عبارة عن عملية فصل الورم السرطاني، من جسم الجزيرة العربية، وفِي قادم الأيام سنتعامل مع بقاياه بالإشعاعي؛ لنعيش بأمن وأمان ..
— نايف العساكر (@NaifalAsaker) April 5, 2018
التأزيم مقبل
المحلل السياسي عامر مشموش برر المشروع بأنه
الخطوة الأخيرة "إصرار قطر على رفض محاولات السعودية العودة للصف
العربي".
وقلل مشموش في حديث لـ"عربي21" من
تداعيات المشروع وقال: "الوضع السياسي مأزوم بالأصل والتفكير بهذه الخطوة يعد
نقطة صغيرة في بحر الأزمة الكبيرة بين السعودية وقطر".
ورأى أن طرح المشروع يعد نوعا من
"ممارسة الضغط على قطر بعد فشل الاتصالات والمساعي لتقريب وجهات النظر وإزالة
التباين بين دول الخليج وهي محطة جديدة من شد الحبال بين الطرفين".
وشدد على أن "أفق الحل لم يعد موجودا ومحاولات رأب الصدع فشلت وبتنا في مرحلة تصعيد وليس تبريدا للأزمة كما يقال".
جزيرة منذ الحصار
من جانبه قال المحلل السياسي القطري الدكتور
علي الهيل إن قطر تحولت إلى جزيرة منذ الخامس من حزيران/يونيو
2017 بعد إعلان الحصار من قبل السعودية والإمارات والبحرين ولن يزيد هذا المشروع من
الحصار المفروض عليها.
وأوضح الهيل لـ"عربي21" أن الهدف
من المشروع "وضع قطر تحت ضغوط إضافية لإجبارها على الرضوخ للمطالبت الـ 13
والتي تحولت إلى جزء من التاريخ".
وأضاف أن السعودية "تهدف لإعادة إدخال
قطر تحت عباءتها مرة أخرى عبر إعادتها لما قبل عام 1995 لتصبح جزءا من خيوط عباءة
النظام في الرياض".
ورأى الهيل أن الترويج للمشروع يأتي بهدف
"حرف أنظار الشعب السعودي عن المليارات التي يتم نهبها صباح مساء من قبل
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتجفيف منابع الخزينة السعودية بحجج شتى في ظل تدني
الرواتب وضياع الثروات الأخرى".
ووصف المشروع بـ"الجريمة" في
القانون الدولي وقال إن قطر "ليس لها منفذ بري مع العالم إلا عبر الأراضي السعودية
ومن حقنا رفع دعوى دولية ضد خطوة ستلحق الضرر بنا".
ولفت الهيل إلى أن قطر قدمت شكاوى دولية لدى
المنظمات المختصة لكن حتى الآن لم يتم إعلان ذلك بشكل رسمي من قبل الحكومة.
لكنه في الوقت ذاته قال إن "المشروع ما
زال في طور المقترح رغم الترويج له ولم يحصل على موافقة الجهات الرسمية الداخلية
والخارجية السعودية بحسب مصادر في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون
الخليجي".
بدوره قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور
حسين حيدر إن المبدأ العام في العلاقات
الدولية وجود توجه نحو التآلف وإقامة مشاريع تسهل تنقلات الناس ومصالحهم.
شكوى دولية
وقال حيدر لـ"عربي21": "لكن حين تقف
خلف المشاريع غايات عسكرية أو حربية تصبح عملا عدائيا تؤدي لفصل الناس والقطع
الجغرافية عن بعضها البعض".
وأضاف: "العالم اليوم أصبح قرية صغيرة
من ناحية الاتصالات والمواصلات لكن في المقابل المشاريع التي تأخذ طابقا تفريقيا
في القانون الدولي مجرمة ويحق للدولة المتضررة رفع شكوى واللجوء للمحاكم الدولية
لمنع أي ضرر يمكن أن يلحق بها".
وشدد على أن الأمة العربية اليوم بحاجة
لمشاريع "تجميعية وحدوية تقربها أكثر وتسهل من حركة التنقل بينها وكذلك حركة
الاقتصاد لكن ما يحدث هو العكس ونحن نتجه لمزيد من الانقسام والتفرق بمشاريع غير
مفيدة".
وتابع: "التوجه نحو خلق صراعات لا طائل
منها وبسبب قضايا لا قيمة لها يدفعنا للانغلاق أكثر"، واصفا ما يجري بأنه
"معيب ومضر".