هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف دبلوماسي إسرائيلي النقاب عن حجم الاتصالات والعلاقات السياسية الخارجية لإسرائيل مع عدد من دول العالم، من بينها الدول العربية التي وصفها بـ"المعتدلة" مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وفي حوار مطول أجراه "معهد القدس للشؤون العامة والدولة"، يذكر الوكيل السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد أنه عمل مع العديد من الإدارات الأمريكية السابقة كمبعوث لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويرى في إدارة الرئيس دونالد ترامب "داعمة بشكل غير محدود لإسرائيل".
ويقول غولد في الحوار الذي ترجمته "عربي21" إن "ما يجب أن يثير انتباه إسرائيل وجود تقديرات دولية متزايدة بأن إدارة ترامب تريد الابتعاد رويدا رويدا عن الشرق الأوسط، بما في ذلك العلاقة مع إسرائيل والسعودية أيضا".
ويوضح: "نحن لا نعرف من ستكون القوى العظمى في المستقبل، لذلك يجب توثيق علاقتنا بالحزبين الكبيرين في واشنطن، الديمقراطي والجمهوري، وليس إلقاء كل الثقل مع حزب واحد، لا نعرف ما الذي سيحصل، محظور علينا أن نكون في معسكر على حساب آخر".
العلاقات العربية
وعن علاقات إسرائيل مع ما يسميها "الدول العربية المعتدلة"، يشير الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن إسرائيل "تكثف عملها مع هذه الدول بصورة هادئة، وهو الأفضل للطرفين"، حسب تعبيره.
ويكشف: "عقدت سلسلة لقاءات مع الجنرال السعودي أنور عشقي عامي 2014-2015، وفي النهاية هو من قرر أن تكون اللقاءات علنية، وألقى كلانا خطابات على منصة مشتركة، هاجمنا الاتفاق النووي الإيراني، ويمكنني القول أن عشقي زار إسرائيل لاحقا بعد هذا التاريخ".
وأضاف: "علاقة إسرائيل مع الإمارات، تسير بصورة مختلفة، فهناك منظمة دولية تعمل في مجال الطاقة المتجددة، وتعمل وفق منظومة شبيهة بالأمم المتحدة، والعديد من دول العالم لها عضوية فيها، ومقرها في إمارة أبو ظبي، معظم دول العالم ترسل سفراءها هناك، إسرائيل ليس لديها سفير في هذه المنظمة، لكن تم الاتفاق أن يكون لنا ممثل فيها، وعلى ذلك تم الاتفاق".
ويستدرك قائلا: "مع العلم أن هذا الممثل ليس بالضرورة يحمل رسائل متبادلة بين إسرائيل أبو ظبي، لأن هناك طرقا أخرى لتبادل هذه الرسائل بيننا، موضوع المنظمة الدولية طريق واحدة من عدة طرق لدخول مثل هذه الدول".
"دولة مفتاحية"
أما عن رؤيته للعلاقة مع الأوروبيين، يقول غولد إنها "تبدو معقدة بعض الشيء، فرغم المواقف السياسية الأوروبية المعلنة تجاهنا، فإن هناك تفهما بأن إسرائيل تعتبر دولة مفتاحية لأمن القارة الأوروبية في الشرق الأوسط".
ويلفت إلى أن الدول الأوروبية "تعتقد أن التعاون الإسرائيلي العربي لمحاربة التنظيمات الإسلامية سيصب أيضا في صالح الأوروبيين، لأنه سيمنع إسقاط دول عربية يسفر عنها توافد آلاف اللاجئين لأوروبا من جديد".
وبشأن روسيا، يرى غولد أن العلاقة معها "تأخذ شكلا مركبا لأن المنطقة المحيطة بنا تشهد عسكريا روسيا غير مألوف منذ الحرب الباردة، ونحن نتعامل بحذر إزاء بوتين، الذي يمنح علاقة خاصة بإسرائيل".
ويتابع: "أي زعيم عالمي لم يقم بزيارة موسكو كما فعل نتنياهو، وهناك علاقات جيدة بينهما، هذه اتصالات لم تكن في السابق أبدا، ويمكننا استغلالها لممارسة ضغط على إيران، لا يجب التنازل عن هذه الفرضية أبدا".
وفي أفريقيا، يقول مستشار نتنياهو السابق، "أقمنا علاقات مع هذه القارة لم تكن في السابق، كما جددنا علاقات أخرى، وكذلك مع أمريكا الجنوبية".
ويتطرق إلى العلاقة مع المنظمات الدولية، ويقول: "علاقاتنا مع بعض المنظمات الدولية ما زالت بحاجة لمزيد من الوقت، لأننا طوال السنين الماضية عانينا من قرارات الأمم المتحدة ضدنا، هناك سنويا قرابة عشرين قرارا تصدر عن الجمعية العامة ضد إسرائيل، وهذا يعني أن تغيير طريقة تصويت دول العالم ستأخذ منها بعض الوقت".