هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قدمت منظمة "إيتا" الانفصالية الباسكية اعتذارا رسميا عن العنف الذي انتهجته منذ خمسينيات القرن الماضي، متعهدة بتحمل المسؤولية الكاملة عن عملياتها التي أودت بحياة نحو 800 شخص.
وقالت المنظمة التي كانت تسعى للانفصال عن إسبانيا في بيان لها أوردته الغارديان وترجمته "عربي21": "نعرف أن الكثير من الألم خلال فترة طويلة من الكفاح المسلح، ونود أن نظهر احترامنا لأولئك الذين قتلوا أو جرحوا من قبل إيتا، وأولئك الذين تأثروا بالنزاع.. نحن آسفون حقا".
واعترف البيان أيضا بأن "أخطاء إيتا أو القرارات الخاطئة"؛ أدت إلى موت أشخاص لا علاقة لهم بالنزاع، سواء في بلاد الباسك أو خارجها.
وتابعت المنظمة"، إننا نعرف أنه بسبب ضرورات كل أنواع الكفاح المسلح، فإن أعمالنا قد أضرت بأشخاص لا يتحملون أي مسؤولية من أي نوع. لقد تسببنا أيضا في أضرار لا يمكن التراجع عنها. نعتذر لهؤلاء الناس وعائلاتهم. هذه الكلمات لن تعوض عما حدث، ولن تقلل من الألم، لكننا سنتحدث معهم باحترام ودون الرغبة في إثارة المزيد من المعاناة".
وأعربت إيتا عن أملها في إجراء مفاوضات حول مستقبل منطقة إقليم الباسك مع مدريد، وقالت إن "الحل الديمقراطي يمكن أن يحقق السلام ويحقق حرية بلاد الباسك".
من جهتها، علقت الحكومة الإسبانية على بيان المنظمة قائلة، "إن اعتذارا طال انتظاره ويمثل دليلا، كدليل إضافي على أن إيتا هزمت بأسلحة الديمقراطية وحكم القانون".
من هي "إيتا"؟
تأسست منظمة وطن الباسك والحرية، المعروفة اختصارا باسم "إيتا"، في 31 تموز/ يوليو 1959 في منطقة الباسك الواقعة على الحدود بين إسبانيا وفرنسا.
وبنت إيتا عقيدتها على ثلاثة أسس: أولها الدفاع عن اللغة المحلية والعرق الباسكي، وثانيها معاداة ومقاومة الإسبانية، وثالثها العمل على استقلال بلاد الباسك التي تضم مقاطعات آلابا وبيثكايا وغيبوثكويا الإسبانية، ولابوردي ونابارا السفلى وثوبيروا الفرنسية.
اقرأ أيضا: حركة "إيتا" الانفصالية تعلن التصويت على حل نفسها
وقامت بأنشطة مسلحة واختطافات، وكانت أول عملية مسلحة تقوم بها في يوم 18 تموز/ يوليو عام 1961 حين استهداف قطار يقلّ فريقا من أنصار الجنرال فرانشيسكو فرانكو، الذي حكم إسبانيا في الفترة 1939-1975.
واغتالت إيتا عام 1968 مدير مكتب المخابرات الإسبانية في مدينة سان سبستيان في إقليم الباسك ميليتون مانتاناس، وفي عام 1973 اغتالت رئيس الوزراء الإسباني لويس كاريرو بلانكو بسيارة ملغومة في مدينة مدريد، تلتها تفجيرات عام 1974 في المدينة نفسها.
أنشأت "إيتا" عام 1978 جناحا سياسيا باسم "هري باتاسونا" دون أن يمنعها ذلك من الاستمرار في عملياتها العنيفة والمسلحة، حيث كانت بداية الثمانينيات أكثر السنوات دموية في تاريخها، سجلت فيها مقتل 118 شخصا.
وأعلنت في 22 آذار/ مارس 2006 وقف إطلاق نار دائم كمرحلة أولى لبدء مفاوضات جديدة مع الحكومة الإسبانية للوصول لحق تقرير المصير لبلاد الباسك، كما أعلنت في 20 تشرين أول/ أكتوبر 2011 تخليها النهائي عن العمل المسلح بأشكاله كافة.
وفي 8 نيسان/ أبريل 2017 أعلنت إيتا تسليمها مخازن أسلحة إلى السلطات الفرنسية، وقال رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف، إنّ المتفجرات والأسلحة التي كانت على الأراضي الفرنسية بلغت 3.5 طن، فيما تحدثت مصادر متعددة عن وجود مفاوضات بين "إيتا" والحكومة المركزية في مدريد لطي هذه الصفحة بشكل نهائي.