هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر قضاء تونسي لـ"عربي21"، الأربعاء، عن تفاصيل جديدة عن هوية قاتلي الشهيد محمد الزواري وعملية تنقلهم داخل التراب التونسي.
واغتيل الزواري بطلقات نارية أمام منزله في مدينة صفاقس جنوب تونس، بمسدس كاتم للصوت في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016، وأعلنت حماس عن انتماء الشهيد لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة حيث أشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات بدون طيار.
وأكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس (مجمع قضائي مختص في مكافحة جرائم الإرهاب) سفيان السليطي، في حديث لـ "عربي21"، تمكن السلطات التونسية من تحديد هوية قاتلي الزواري، مضيفا: "المتهمان يحملان الجنسية البوسنية، وتم إصدار برقية جلب دولية بحقهما و7 إنابات قضائية في عدة دول منها مصر، ولبنان، وبلجيكا، والسويد، والبوسنة، وتم على هذا الأساس القبض على أحدهما في إحدى مطارات كرواتيا في شهر آذار/ مارس 2018، غير أن السلطات البوسنية رفضت تسلميه لتونس، بحجة منع القانون البوسني من تسليم رعاياه لدول أجنبية، فيما لا يزال الثاني متحصنا بالفرار".
وحول تحركات قاتلي الزواري داخل التراب أثناء تنفيذ العملية، أكد السليطي، أن الجناة قدموا لتونس قبل أسبوع من القيام بعملية الاغتيال، واستقروا في أحد الفنادق بمحافظة القيروان بجهة الوسط، ثم قاموا بعملية تمويه على أساس بقائهم الدائم في الفندق من خلال ترك مجموعة من الأغراض، فيما كانوا قد تسللوا خارجه لتنفيذ مهمتهم ثم غادروا تونس عن طريق البحر مباشرة بعد تنفيذ الاغتيال في نفس اليوم.
اقرأ أيضا: تونس: التعرف على منفذي اغتيال الزواري واعتقال أحدهما
وبخصوص توجيه عدة أطراف من بينها حركة حماس الاتهام للموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال الشهيد الزواري رفض السليطي تأكيد أو نفي الأمر، مشددا على أن تعامل جهاز قطب مكافحة الإرهاب مع قضية الزواري تعامل قضائي بالأدلة والبراهين وليس سياسيا.
وتابع: "طالما لم تتم عملية القبض على المتهمين واستنطاقهم فلا يمكن لنا كجهة قضائية أن نحدد الجهة المسؤولة عن قرار الاغتيال".
وفي تعليقها على المعطيات الجديدة التي كشف عنها القضاء التونسي، اعتبرت أرملة الشهيد محمد الزواري، ماجدة صالح أن المعلومات التي كشفت عنها السلطات التونسية اليوم، لم تأت بالجديد، ولم تحدث أي تقدم في عملية الكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة، وتابعت في حديثها لـ "عربي21": "صراحة أصبت بخيبة أمل من المماطلة والبطء الشديد لدى السلطات في تونس في التعامل مع قضية زوجي، حيث لا توجد إرادة حقيقية لمعرفة الجناة والسير بالتحقيق أشواطا متقدمة".
بدوره، أكد محامي أرملة الشهيد الزواري عبد الرؤوف العيادي "أن تعامل السلطات القضائية في تونس مع ملف قضية اغتيال الزواري غابت عنه الجدية".
وتابع في حديثه لـ "عربي21": "هناك أطراف تونسية متهمة ومتورطة في عملية الاغتيال، قامت بتسهيل تحرك الصحفي الإسرائيلي وفوجئنا بتخلي القطب القضائي عن تتبعهم قضائيا وتحويل قضيتهم للمحكمة الابتدائية في تونس".
جدير بالذكر أن حركة حماس وجهت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 خلال مؤتمر صحفي بلبنان رسميا الاتهام لجهاز "الموساد" الإسرائيلي في عملية اغتيال الزواري.
وأكدت الحركة في المؤتمر الصحفي على لسان قياديها محمد نزال أن المنفذين وصلا لتونس عبر مطارها الرئيسي –تونس-قرطاج- بجوازات سفر بوسنية واستأجرا شققا في العاصمة ثم تنقلا لمنزل الشهيد بمدينة صفاقس بسيارات تحمل أرقام منجمية عادية.