هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحل الجمعة ذكرى عيد ميلاد الرئيس المخلوع حسني مبارك التسعين، وسط
احتفاء به من قبل أنصاره، الذين يتفاخرون بعهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي،
مقابل ما تمر به البلاد من أزمات غير مسبوقة لم تحدث بحكمه.
ويتم
الاحتفال بعيد مبارك للعام الثاني على التوالي، بعد خروجه من السجن، في فيلا
المخلوع بشارع حليم أبو سيف بمصر الجديدة، حيث يقيم وزوجته سوزان مبارك، ونجله
الأكبر علاء وزوجته هايدي راسخ، ونجله جمال وزوجته خديجة الجمال، وأحفاده عمر
علاء، وفريدة ومحمود جمال.
وولد
مبارك، في 4 أيار/ مايو 1928، بكفر المصيلحة، بالمنوفية، وحكم مصر من 14 تشرين
الأول/ أكتوبر 1981، خلفا لأنور السادات، وحتى قيام ثورة شعبية طالبت بعزله
ومحاكمته ليتنازل عن الحكم في 11 شباط/ فبراير 2011.
سبب
الخراب
"أقول لمبارك إنك أسهمت في مجمل الخراب الذي سببه الحكم العسكري لمصر،
وأنت المسؤول عن تأديب الشعب الثائر على حكمك العسكري"، كان ذلك تعليق مساعد
وزير الخارجية الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، على ذكرى ميلاد مبارك.
الأشعل،
في حديثه لـ"عربي21"، وصف
مبارك بأنه "حاكم عسكري في العصر العسكري الممتد للآن، والذي يعيق تقدم
المجتمع المصري، ويهين الدولة المصرية".
وأكد
المرشح الرئاسي السابق أن "ثورة يناير التي قامت ضد مبارك كانت تعني الحكم
الديمقراطي واستقلال مصر، وهو ما مثل أكبر تهديد للتحالف بين إسرائيل والحكم
العسكري وإمارات الخليج".
وحمل
نظام مبارك أسباب فشل الثورة بقوله: "لكن ما حدث بعد الثورة هي مؤامرة من
ذيول مبارك، ونحن فيها حتى الآن؛ لكي يكفر الناس بالثورة، وإعادة تدوير النظام
العسكري وتسويقه".
وأكد
الأشعل أنه "من قصر النظر لدى البعض تفضيل عصر مبارك على العصر الحالي؛ لأن
الحكم العسكري جعل الغد أسوأ من اليوم، ومصر تسير إلى الوراء".
وحول
الفارق بينه وبين السيسي، قال إن "هناك فروقا تتعلق بالطريقة الشرعية التي
تسلم فيها مبارك الحكم، والطريقة التي تولي فيها السيسي، ولكن هو استمرار للحكم
العسكري، وسلوكه مكشوف، والضرر واضح، فهو خلاف في درجة ومعدل الأضرار بمصر".
فاسد لا خائنا
وفي
تعليقه، وصف المنسق العام للتجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، محمد سعد
خيرالله، نظام مبارك بـ"الفاسد اللص بحكم محكمة"، مؤكدا أنه برغم أن
"السيسي جزء أصيل من نظام مبارك، إلا أن الأخير كان يملك رجالا لديهم القدرة
على إدارة الأمور، وعمل توازنات، ومراعاة هامش الحد الأدنى في كل شيء، ما مكنه من
الاستمرار 30 سنة.
خيرالله،
أضاف لـ"عربي21"، أن
"مصر عاشت بعهد مبارك داخل ثلاجة التجميد، لكن اختياره لرجال ينتمون للقوى
المدنية، أمثال زكريا عزمي، وكمال الشاذلي، ومفيد شهاب، وحكومة أحمد نظيف التي
كانت لديها القدرة على عمل نمو بغض النظر إلى أين يذهب، ولكنه أبقى على نظام مبارك
فترة طويلة".
وأوضح أن ما حدث بمصر هو "استبدال رأس النظام السيسي بدلا من
مبارك، والمختلف هو الاتجاه نحو عسكرة كل شيء داخل هياكل الدولة حتى رجال
الفرز السادس تقريبا، فحدث الانهيار الحالي"، مضيفا "وبالطبع كي نعطي
الجميع حقه، فإن مبارك كان فاسدا لصا، لكن التاريخ يتحدث الآن عما رفضه قديما من
(صفقة القرن) بعد اجتياح غزاوي لسيناء في 2008".
وقال السياسي المصري، إن "مبارك كان فاسدا، لكنه لم يكن
خائنا"، موضحا أن الممارسات والسياسات التي يطبقها فاسد يسعى لأن تكون حصيلة
ذلك (للشلة الحاكمة والمرضي عنهم)، تختلف عن الخائن (السيسي) الذي يتفنن في خراب
مصر ورهن القرارات والمقدرات وإيصال البلد لـ(اقتتال أهلي)".
وأكد أنه ولذلك "يترحم الكثير من المواطنين على أيام مبارك،
وطبيعي جدا أن يحدث ذلك بعد ثورة انتكست أن تأتي بمن على شاكلته لقصر
الاتحادية"، مضيفا أنه في عيد ميلاد مبارك "أربا بنفسي من أوجه له
السباب واللعنات في مناسبة شخصية تتعلق بإنسان اختلفنا أم اتفقنا معه".
عيد
ميلاد الظلم
وقال
الناشط السياسي محمد نبيل، تعليقا على عيد ميلاد مبارك: "كل سنة والظلم ما
بينتهيش في مصر"، موضحا أنه وبالرغم من ذلك فإن "عهد مبارك أفضل من
السيسي، وكان المصريون يشمون أنفسهم بعض الشيء على المستوى السياسي والاقتصادي".
نبيل، أكد لـ"عربي21"، أنه
من الطبيعي أن يندم بعض المصريين على فترة حكم مبارك"، موضحا أن "أي
ديكتاتور يثور الشعب ضد نظامه فإنه يعاقب الشعب الثائر ضده، ودولته العميقة تتحالف
مع النظام التالي له ويذيقون الشعب الويل، حتى يصبح أقصى طموح لديهم أن يأكلوا
ويشربوا ويناموا، ولا يفكرون في الحقوق والحريات أو يصبحون كدول العالم الأخرى".
وأضاف عضو حركة 6 أبريل: "في الحقيقة، يحسب لمبارك برغم كل
مساوئه أنه لم يفرط في ذرة تراب مصرية، ويفرقه عن السيسي، أنه كان حكيما في
التعامل مع المعارضة، وكان يراعي الطبقة الفقيرة والمتوسطة بالمقارنة مع السيسي".
وفي
مقال له بـ"عربي21"، تحت
عنوان "المومياء في شارع التسعين"، قال الكاتب جمال الجمل: "في
ذكرى ميلاد مبارك، ما زلت على عنادي القديم، مؤكدا أن زعيم عصابة الخطرين ليس
بريئا من أولاده القتلة، فالجيل القديم من الفاسدين هو الأب الراعي للسفاحين الجدد
الذين يحكمون اليوم بلا أي مبادئ أو حسابات".