هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي (CSIS)، عن أن المغرب تبنى سياسة "أكثر استراتيجية" حول الهجرة في منطقة شمال أفريقيا.
وقال نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الدراسات الأمريكي، حاييم مالكا، إنه "من بين جميع البلدان في شمال أفريقيا، اعتمد المغرب النهج الأكثر استراتيجية للهجرة".
وترتكز استراتيجية المملكة حول سياسة الهجرة في توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان لعام 2013 التي وجهت للعاهل المغربي محمد السادس، والتي تهدف إلى تنفيذ سياسة عامة أكثر استباقية للدفاع عن حقوق المهاجرين.
ويواصل المجلس الوطني لحقوق الإنسان تحت رعاية الملك لعب دور مهم في رصد وتقييم قضايا الهجرة في المملكة، وفقاً لحييم مالكا، الذي يلاحظ أن السياسة الجديدة التي تدعو إليها هذه الهيئة تهدف إلى ضمان تطبيق قوانين الهجرة واللجوء مع المعايير الدولية في هذا المجال.
اقرأ أيضا: إقبال كثيف للمهاجرين على مراكز تسوية وضعية الأجانب بالمغرب
وسجل التقرير، الذي أعده حاييم مالكا، أن وضع سياسة مغربية لحماية حقوق المهاجرين واللاجئين، لاسيما أولئك القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء، "يعكس التزام المغرب بقيم التسامح والانفتاح"، لافتا إلى أن هذا الأمر "يسمح للمملكة لتثبت نفسها كقوة إقليمية في جميع أنحاء القارة الأفريقية".
وكان العاهل المغربي، محمد السادس، دعا في خطاب ألقاه بمؤتمر القمة الثلاثين للاتحاد الأفريقي الذي انعقد في كانون الثاني/ يناير الماضي بأديس بابا، إلى وضع جدول أعمال أفريقي جديد بشأن الهجرة، واقتراح إنشاء مرصد أفريقي للهجرة تتمثل مهمته في تطوير المراقبة وتبادل المعلومات بين البلدان الأفريقية، وكذلك منصب المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي مسؤول عن الهجرة.
وأوضح الملك، في خطابه، أن الهجرة الأفريقية هي قبل كل شيء هجرة بين بلدان أفريقيا، مؤكدا أنه على المستوى العالمي، يمثل المهاجرون أقل من 14 بالمئة من السكان، أما على الصعيد الأفريقي، فإن أربعة من بين كل خمسة مهاجرين أفارقة يبقون داخل القارة، لافتا إلى أن الهجرة ظاهرة طبيعية تمثل حلا لا مشكلة، "ومن ثم ينبغي لنا اعتماد منظور إيجابي بشأن مسألة الهجرة، مع تغليب المنطق الإنساني للمسؤولية المشتركة والتضامن".
اقرأ أيضا: ملك المغرب يدعو إلى تصحيح مغالطات حول الهجرة
ويعد المغرب بلد العبور للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا، إلا أنه أصبح في الآونة الأخيرة بلد إقامة بعد أن قام بتسوية وضعية عدد من المهاجرين بالمغرب.
وسوى المغرب وضعية ما يقارب الـ25 ألف شخص خلال المرحلة الأولى لإدماج الأشخاص في وضعية غير قانونية عام 2014، وأعلن عن إطلاقه للمرحلة الثانية في نهاية 2016.
وكان العاهل المغربي، محمد السادس، أكد في خطابه بتاريخ 20 أغسطس/ آب 2016، أن "المغرب يعد من بين أول دول الجنوب التي اعتمدت سياسة تضامنية حقيقية لاستقبال المهاجرين، من جنوب الصحراء، وفق مقاربة إنسانية مندمجة تصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم".
اقرأ أيضا: تفكيك 3 آلاف و94 شبكة للاتجار بالبشر بالمغرب خلال 14 عاما