لماذا تحول مخيم اليرموك إلى ثقب أسود أمام قوات النظام؟
عربي21- مصطفى محمد13-May-1805:14 PM
0
شارك
خبير عسكري قال إن المخيم تحول لثقب أسود لعناصر النظام السوري- جيتي
لليوم الخامس والعشرين على التوالي، ما زالت قوات النظام السوري تتكبد يوميا عشرات القتلى والجرحى في المعارك العنيفة التي تخوضها ضد تنظيم الدولة في مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب العاصمة السورية دمشق.
ورغم محدودية المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها التنظيم والتي لا تتجاوز 4 كيلو مترات، والقصف المكثف، فإن قوات النظام التي تستعد لإعلان دمشق وريفها خالية من المعارضة، فشلت في إحراز تقدم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأمام ذلك، تساءل مراقبون عن الأسباب التي تقف وراء فشل قوات النظام في إحكام السيطرة على المخيم، على عكس الواقع الذي فرض سريعا في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وغيرها من المناطق التي شهدت تهجيرا خلال الفترة الأخيرة؟.
وبحسب الناشط أبو عبدو الجولاني، وهو من المطلعين على ما يدور من معارك في المخيم، رأى أن الضباط الروس يحاولون معرفة الطريقة التي يقاتل بها عناصر التنظيم، من عناصر الفصائل من بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم الذين خرجوا من مناطقهم إلى الشمال مؤخرا.
وأوضح نقلا عن مقاتلي المعارضة الذين غادروا إلى الشمال السوري، أن الضباط الروس كانوا يسألونهم بـ"استغراب عن أسباب صمود عناصر تنظيم الدولة داخل مخيم اليرموك".
وأضاف لـ"عربي21" أن مخيم اليرموك تحول إلى كابوس لقوات النظام، مبينا أن حصيلة قتلى قوات النظام منذ بدء المواجهة في 19 نيسان/أبريل الماضي تناهز الألف قتيل، في حين قدر المرصد السوري خسائر قوات النظام بـ200 عنصر.
أما عن الأسباب التي تقف وراء فشل قوات النظام في اقتحام المخيم، قال الجولاني: " باعتقادي هناك عاملان مهمان في مقدمتها العقيدة القتالية لعناصر التنظيم، إلى جانب اعتمادهم على نشر القناصات والتحرك ضمن أنفاق".
وما يراه الجولاني فشلا لقوات النظام في إحكام سيطرتها على مخيم اليرموك نتيجة العقيدة القتالية لعناصر التنظيم بداخله، يعتبره الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد فايز الأسمر نتيجة لعدم تفكير عناصر التنظيم بالهدنة أو بتوقيع اتفاق الخروج وتسليم المخيم، كما فعلت فصائل المعارضة.
ويوضح في حديث لـ"عربي21" أنه ليس من خيار أمام عناصر التنظيم بداخل المخيم إلا القتال والقتال فقط، بعكس المعارضة التي تفكر قبل القتال بالخروج والتسليم، ضمن الاتفاقات التي أتاحتها مباحثات أستانة.
وأضاف الأسمر قائلا: صحيح أن مخيم اليرموك لن يصمد بالمطلق، أمام كل هذه الغطرسة وحملات القصف المسعورة التي يتعرض لها المخيم.
وتابع بأن المخيم "يعد بالمعنى العسكري منطقة ساقطة، مستدركا بالقول: لكن هذا المخيم تحول إلى ثقب أسود أمام قوات النظام في المعارك التي خاضتها بضواحي دمشق".
وفي السياق ذاته قدّرت مصادر إعلامية عدد العائلات المحاصرة المتبقية داخل المخيم بـ 100 عائلة، غالبيتهم لمقاتلي تنظيم الدولة ومنهم عائلات فلسطينية، وذلك بعد أن استطاعت العائلات الأخرى مغادرة المخيم مع فصائل المعارضة الذين نزحوا مؤخرا من بلدات جنوب دمشق.