نشرت صحيفة "
صباح" التركية تقريرا، يتضمن إجابات الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان عن أسئلة الصحفيين إبان عودته من البوسنة والهرسك.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، أن إعلان قائمة
حزب العدالة والتنمية للانتخابات البرلمانية المبكرة، تضمن العديد من المفاجآت التي فاقت توقعات البعض، من حيث طبيعة الأسماء، فضلا عن استبعاد أسماء كان من المتوقع وجودها.
ونقلت الصحيفة عن رجب طيب أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية، أنّ المعايير التي تم اتباعها خلال تحديد قائمة الحزب الانتخابية، تستند بالأساس على الكفاءة والأهلية، ومبادئ الحزب البرلمانية. وأضاف أردوغان أنّ كل شخص لم يلتزم بمبادئ حزبه البرلمانية، غاب اسمه عن قائمة الحزب للانتخابات المبكرة. وفي ذلك إشارة خاصة للأفراد الذين لم يراعوا الحساسية اللازمة لموضوع الالتزام بالدوام.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ أردوغان حصل على تعهد خطي من جميع الأسماء التي تضمنتها القائمة، يقضي بالالتزام بالدوام 3 أيام في أنقرة حيث مقر البرلمان، و3 أيام خارج أنقرة، وتحديدا في مكاتبهم البرلمانية، كل في مدينته ومنطقته. كما تعهدوا بالعمل على أداء واجباتهم خلال وجودهم في مكاتبهم بشكل دقيق، على أن يسلموا رئاسة الحزب تقريرا أسبوعيا بالأنشطة والأعمال التي قاموا بها.
وأوردت الصحيفة رد أردوغان حول الأخبار التي انتشرت مؤخرا، والمتعلقة بأنّ مسؤولين أمريكيين تواصلوا مع مرشح حزب الشعب الجمهوري، محرّم إنجيه، وتباحثوا معه موضوع إعادة فتح الله غولن إلى
تركيا. وقد أبدى أردوغان استغرابه من هذه الأخبار متسائلا عن السبب الذي سيدفع الأمريكيين للتواصل مع إنجيه، معتبرا هذه المعلومات مجرد أكاذيب.
وأضاف أردوغان أنّ الحكومة التركية ممثلة في شخص وزارة العدل قد أرسلت لواشنطن، كل الوثائق والأدلة والبراهين المتعلقة بوقوف فتح الله غولن خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة ليلة 15 من تموز/ يوليو، التي كانت عبارة عن 85 صندوقا من الوثائق والمستندات. لكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتعامل معها بجدية، وبالتالي، كيف لها أن تتواصل مع شخص لا يملك أي صفة قانونية أو وزارية؟
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان أشاد بقرارات منظمة التعاون الإسلامي في ما يتعلق بمعضلة بالقدس. كما أكد الرئيس التركي على ضرورة تنفيذ هذه التوصيات، محيلا إلى أن تركيا ستعيد النظر في علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إسرائيل، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع انعقادها الشهر المقبل.
وفي سؤال الصحيفة حول إمكانية تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الأحداث التي جدّت في غزة، أورد أردوغان أن منظمة التعاون الإسلامية اتخذت هذا القرار، وطالبت أيضا بنشر قوات حفظ السلام كما هو الحال في كوسوفو والبوسنة والهرسك. وأضاف أردوغان أن مثل هذه القوات ستساهم في حماية الفلسطينيين وردع الإسرائيليين.
وأشادت الصحيفة بموقف أردوغان الذي يصدح به دوما حول حقيقة أنّ "العالم أكبر من خمسة دول". وفي هذا الصدد، أفاد أردوغان بأنّ هذا المبدأ لم يؤثر بالدول دائمة العضوية، أما الدول الأخرى التي تؤمن بهذه الحقيقة، فقد أبت أن تتخذ أي خطوات حيال الأمر بهدف تغيير الوضع القائم.
وأكّد أردوغان على سعيه الدؤوب بعد انتخابات 24 حزيران/ يونيو للتأكيد على هذا الموضوع والعمل عليه، من خلال استخدام وسائل الإعلام المحلية والعالمية لشرح هذا المفهوم. وقد ضمن أردوغان أفكاره في كتاب خاص به، اعتاد على تقديمه هدية للضيوف الذين يأتون لزيارته. كما أعرب الرئيس التركي عن آماله في أن يكون للجمعية العامة للأمم المتحدة دور في هذا السياق.
وذكرت الصحيفة أن أردوغان نفى وجود أي مساعدات إنسانية أو تنموية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في شمال غرب سوريا، حتى يقوموا بقطع هذه المساعدات كما صرّح ترامب مؤخرا. واعتبر أردوغان أن المساعدات الأمريكية تتمثل في إرسال السلاح لوحدات حماية الشعب الكردية. في السياق ذاته، شدد أردوغان بأنّ تركيا تعمل بالتنسيق مع روسيا في منطقة عفرين وما حولها.