هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حمل رد المقاومة الفلسطينية القوي والمفاجئ، العديد من الرسائل للاحتلال الإسرائيلي الذي ظهر "عجزه وخنوعه"، كما أنه حقق العديد من العوائد التي من المرجح وفق خبراء، أن تساهم في زيادة فرص التوصل لترتيبات جديدة غير مباشرة، بين حركة حماس و"إسرائيل".
ودفع تواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة واستهدافه
لمواقع المقاومة، وما تسبب في استشهاد 4 مقاومين، ثلاثة من سرايا القدس الجناح
المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، والرابع من كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس؛
إلى قيام المقاومة بالرد وإطلاق رشقات من القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات.
بدوره، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح
النعامي، أن "هذه الجولة من رد المقاومة الذي فاجأ الاحتلال، أفضت إلى تغيير
قواعد الاشتباك التي حسمت العلاقة ما بين المقاومة وإسرائيل بعد 2014، وفرض
الاحتلال معادلة ردع مفادها؛ أن أي فعل يصدر من غزة، فإن لإسرائيل الحق في الرد عليه
بكثافة، رغم أن حماس ليس لها أي دور في تلك الأعمال تقريبا".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لقد
انطلقت إسرائيل من تطبيق هذه المعادلة والاستراتيجية، من افتراض مفاده أن حماس
والمقاومة غير معنية بالمواجهة، إضافة للموقف الرسمي العربي منها عقب المواجهة
الأخيرة عام 2014، وهنا جاء رد المقاومة ونسف هذا الافتراض الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: المقاومة تنشر تسجيلات لقصف مواقع الاحتلال خلال 24 (شاهد)
ولفت النعامي إلى أن "رد المقاومة ولأول مرة؛
أبرز انعدام اليقين إزاء السياسية الإسرائيلية المتبعة تجاه قطاع غزة
المحاصر"، معتبرا أن "هذا التصعيد شكل مسوغا للإسرائيليين الذين كانوا
يرفضون سياسة رئيس حكومتهم ويتطلعون لفك حصار القطاع، وهذا جزء من الجدل الذي
يجري حاليا لدى الاحتلال".
ورأى المختص بالشأن الإسرائيلي أن "رد المقاومة
أثبت خطأ الافتراض أن المقاومة ضعيفة، بدليل أن موازين القوى تميل لإسرائيل بشكل
كلي وجارف، ولم يمنع ذلك المقاومة من الرد"، مؤكدا أن "التصعيد الأخير
أظهر أن لإسرائيل مصالح وزهدا أكبر من المقاومة، في منع اندلاع مواجهة جديدة".
وحول تخبط الاحتلال بشأن الإعلان عن التوصل لتهدئة عبر
الوسيط المصري، بين النعامي، أن هذا الأمر "أظهر حالة الحرج الشديد التي
أصابت الاحتلال وفشله، وخاصة أن حماس بالنسبة له، تعتبر هي الحلقة الأضعف من بين
أعداء إسرائيل".
ونوه إلى أنه "يتم تصوير اتفاق التهدئة لدى
الاحتلال وخاصة لدى العديد من نخب اليمين الإسرائيلي، على أنه خنوع وخضوع، لكنها
ردت بصيغة أخرى؛ أنها ترد على الهدوء بالهدوء".
فشل إسرائيلي
واعتبر الخبير، أن "النقطة الأهم من عائدات ما
جرى؛ أنه يحسن من فرص التوصل لترتيبات جديدة بين حماس وإسرائيل، والتي يمكن تسميتها
هدنة أو اتفاقا، في مقابل مقايضة وقف إطلاق النار بشكل نهائي في القطاع، لإحداث
تغيير جذري على الواقع الاقتصادي والإنساني في القطاع".
وفي قراءته لرد المقاومة على العدوان الإسرائيلي،
أوضح الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، أن "مجمل الصور الفلسطينية
الآن، أصبحت مضيئة في وجه الظلام الإسرائيلي الذي حاول كسر إرادة الشعب الفلسطيني".
وأرجع في حديثه لـ"عربي21"، "الفشل
الإسرائيلي في إخضاع الشعب الفلسطيني، لنجاح الفلسطينيين في احتضان برنامج مقاومة
شعبية سلمية (مسيرات العودة)، رافقتها إبداعات فلسطينية، أدت إلى نتائج إيجابية".
وأضاف عريقات: "حينما جاءت الاعتداءات
الإسرائيلية؛ سواء عبر قناصة الاحتلال أو عبر قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية
للمواقع؛ كل هذا جعل الشعب الفلسطيني يحتضن المقاومة حينما فعلت فعلها وقالت
للإسرائيليين؛ إنه لا يمكن القبول بقواعد الاشتباك التي تحاول إسرائيل فرضها على
الأرض، وردت على ذلك بكل قوة".
وأوضح أن رد المقاومة الفلسطينية حمل "رسائل
تؤكد أن الشعب الفلسطيني ما زال رغم الحصار والعذاب والجوع والموت؛ قادرا على
احتضان المقاومة التي تمتلك قدرات رغم إمكانياتها المتواضعة؛ ولكنها قادرة من خلال
عزيمة وإرادة المقاتلين المحتضنين من الشعب على قول كلمة لا والدفاع عن شعبنا مهما
كانت التضحيات".
اقرأ أيضا: الشهيدة المسعفة.. شاهدة على جرائم الاحتلال (شاهد)
اقرأ أيضا: فلسطين حزينة.. هذا ما قالته رزان النجار قبل استشهادها (شاهد)
وحول التوافق الفصائلي الميداني على الرد، رأى
الخبير العسكري، أن "الوحدة الميدانية للفصائل، يؤكد أن هناك نضجا في الوعي
الفلسطيني وخبرات تراكمت في معرفة المغزى الإسرائيلي من كل تحرك، وأن المصلحة
والخصوصية الفلسطينية ترتقي فوق كل المصالح والخصوصيات الفصائلية".
وأكد أن "رد المقاومة الفلسطينية القوي، جاء
نتيجة توافق ما بين فصائل المقاومة من ناحية، وفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني من
ناحية أخرى"، موضحا أن "الشعب والمقاومة على نغمة واحد في الرد وبذل
التضحيات، وخاصة أن إسرائيل تمادت كثيرا في العدوان على الفلسطينيين".
وأشار عريقات إلى أن "الرد يؤخذ أيضا من زاوية
الأهداف التي تمت إصابتها في زمانها ومكانها، إضافة لدقة الإصابة من خلال إمكانيات
متواضعة؛ عبر مدفعيات الهاون وصواريخ قصيرة المدى؛ في حين لم تستخدم المقاومة
صواريخ متوسطة أو بعيدة المدى، وهذه رسالة قوة، تتمثل في انضباط فلسطيني".
ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية، "أرادت إرسال
رسائل قوة ولم تستعرض قوتها، بعكس إسرائيل التي تستعرض قوتها أكثر وتستخدم تهديدات
أكثر من فعلها على الأرض".
وتابع: "في هذه الجولة، المقاومة الفلسطينية
فعلت أكثر مما قالت، ولكن إسرائيل قالت أكثر مما فعلت، وهذه قيمة هذه الجولة، وهي
التي دفعت بالإسرائيليين إلى القبول عاجزين بالتهدئة".