هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتنياهو، للأردن، دون أي اعلان مسبق، التساؤلات حول طبيعة وماهية الزيارة الأولى له بعد التوتر الكبير الذي شهدته العلاقات الأردنية الإسرائيلية في تموز/ يوليو الماضي، بعد حادثة مقتل مواطنين أردنيين على يد حارس أمن إسرائيلي في مبنى يتبع للسفارة الإسرائيلية في عمان.
وجاءت الزيارة السرية بالتزامن مع زيارة لوفد أمريكي رفيع المستوى للمنطقة، للترويج لخطة سلام جديدة وفقا لرؤية الرئيس دونالد ترامب، ما فتح باب التكهن والتحليل واسعا لمآلات الزيارة وما بحث فيها خلف الغرف المغلفة .
وتكمن أهمية زيارة نتنياهو والوفد الأمريكي بتزامنها مع انتهاء الاحتجاجات بالأردن وتقديم دول خليجية مساعدات للمملكة لم تخل من رسائل سياسية .
اقرأ أيضا: بعد يوم من لقائه نتنياهو.. العاهل الأردني يلتقي كوشنر
ورأى محللون تحدثوا عن دلالات زيارة نتنياهو، بتصريحات لـ "عربي21"، أن موقع ودور الأردن بالقضية الفلسطينية يعد دورا مهما يصعب تجاوزه ، بذات إطار تعرضه للضغوط لتقديم مواقف اكثر ليونة فيما يخص الحلول النهائية للقضية الفلسطينية ومعها قضايا المنطقة .
وفي هذا الصدد قال الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني عبد الستار قاسم، إن النظام الأردني يشكل أهم نظام عربي بالنسبة لإسرائيل، كونه يسيطر على منطقة عازلة على الحدود الشرقية.
وأضاف قاسم في حديثه لـ"عربي21"، أن الحسابات الإسرائيلية قائمة على أن أي اضطراب يحدث أو يهدد الأمن الأردني، فيعني ذلك أن الأمن الإسرائيلي يصبح في خطر.
ولفت قاسم إلى أن إسرائيل أصبحت مهتمة جدا في تطورات الأوضاع في الأردن، وزيارة نتنياهو تصب في الاطمئنان الإسرائيلي فيما إن كانت دول الخليج ستقوم بتثبيت النظام الأردني والعودة لحالة الاستقرار في الأردن والتي تمثل الحدود الشرقية لإسرائيل.
من جهته قال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، إن "السبب الأساسي لهذه الزيارة هو الشعور الإسرائيلي والدول الأخرى بقوة الأردن والتماسك الداخلي، واستعداده للذهاب بخيارات اخرى في حال تم الضغط عليه بشكل اكبر وبأكثر مما يتحمل بخصوص موضوع صفقة القرن".
اقرأ أيضا: إعلام إسرائيل يربط لقاء عبد الله-نتنياهو بخطة سلام أمريكية
وأضاف، في حديثه لـ"عربي21"، أن إسرائيل كانت ترسل رسائل للأردن، مفادها "إن لم يتبن الأردن مواقف متقدمة في دعم مواقف دول عربية اخرى، فالأردن قد يتعرض لتوترات داخلية".
وربط الحمد، ما بين زيارة نتنياهو، وتقديم مساعدات اقتصادية لها، مقابل تقديم تنازلات أكبر من أجل صفقة القرن.
الجنوب السوري
فيما رأى المختص بالشأن الإسرائيلي، حسن مرهج، بأن الزيارة المفاجئة لم يعلن عنها إلا بعد عودة نتنياهو لإسرائيل، وتتعلق أيضا "بالتنسيق بين الأردن وإسرائيل فيما يجري في الجنوب السوري، بالتزامن مع توجه النظام السوري لفرض سيطرته هناك، وإنهاء معاركه مع فصائل المعارضة، في ظل دعم روسيا للحل السياسي ، وعدم توصلها لأي اتفاق حقيقي مع إسرائيل".
وكشف مرهج في حديثه لـ"عربي21"، أن اسرائيل قد تكون استعملت الأجواء الأردنية، ودخلت للحدود العراقية السورية، وقصفت الميلشيات العراقية في منطقة البوكمال، بالتنسيق بين الأردن واسرائيل.
الزيارة تسبق زيارة كوشنر
وحول تزامن زيارة نتنياهو للأردن التي تلاها زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى للمنطقة ومن ضمنها الأردن، أجاب قاسم، إن جميع الأطراف الفاعلة حاليا في الملف الفلسطيني، ومن ضمنها دول خليجية والأردن، هي عبارة عن مجموعة تعمل بتناغم لتمرير صفقة القرن.
وأشار، قاسم، إلى أن هناك ربط بين ما تفكر به أمريكا من تمرير لصفقة القرن، وما بين ضمان استقرار النظام الاردني، والأمن الاسرائيلي، وما يحدث هو عبارة عن خطة كاملة يتم التنسيق من أجلها باستمرار.
اقرأ أيضا: نتنياهو يلتقي العاهل الأردني في عمان.. هذه تفاصيل اللقاء
من جهته اعتبر مرهج، أن زيارة كوشنر للمنطقة، تحمل خطة السلام الأمريكية الموعودة، مؤكدا أن الخطة الأمريكية مدعومة من الأردن والسعودية.
هل يستجيب الأردن؟
فيما رأى قاسم، أن "العاهل الأردني الملك عبد الله، لا يملك خيارات، مشيرا إلا أن أمريكا تحارب من لا يقبل بمشاريعها في المنطقة، لذلك فالأردن لا يملك الجرأة على الوقوف في وجه أمريكا، وإلا فثمن ذلك "تغيير النظام"، وايجاد شخوص موالين لأمريكا وإسرائيل".
أما مرهج، فقال إن الأردن لا يملك الرأي أو القرار، وكل ما عليه هو أن يوافق على الخطة، بحيث تكون بعض الخطوط مرضية للأردن.
ولفت مرهج، إلى ما أشار إليه نتنياهو، في لقائه مع العاهل الأردني، وتأكيده على أن المقدسات تبقى تحت السيادة الأردنية، على أنها ضمانات إسرائيلية للأردن للقبول بالخطة الأمريكية.
هل يجمع الأردن بين نتنياهو وعباس؟
وحول إمكانية العاهل الأردني من عقد لقاء يجمع بين نتنياهو، ورئيس السلطة محمود عباس ، قال قاسم، إن العاهل الأردني في مرات عدة، عمل وسيطا بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، إلا أن الظروف الحالية غير مواتية لذلك، بسبب ربط عباس أي لقاءات بقضايا عدة منها ملف القدس والاستيطان.
واستدرك قاسم، بأن "العاهل الأردني قد يضغط على عباس لعقد لقاء يجمعه بنتنياهو، ويضطر عباس على تجاوز طلباته، ويخلق مبررات لذلك"